لا أري جديداً أو شيئاً مستغرباً أو مفاجئاً أو صادماً فيما جري أمس الأول أمام مبني التليفزيون بماسبيرو. الارضية كانت معدة بالفعل لارتكاب الجريمة.. لكن أحداً لم يفكر كيف يجهضها أو يمنع المصيبة قبل وقوعها. الشيء الجديد والغريب والمفاجئ والصادم فعلا أن نسمع الآن.. والآن فقط أن هناك مؤامرة ضد مصر ياسلام؟!! وماذا اضفتم؟! اعتراف تأخر 8 شهور كاملة. المؤامرة موجودة من قبل ثورة يناير وركبت موجة الثورة الشريفة ومازالت مستمرة وان تلونت علي مدي الشهور الماضية بأكثر من لون.. ارتدت حينا ثياب منظمات مجتمع مدني تقاضت الملايين للإضرار بالوطن. وحيناً آخر في هيئة مطالب فئوية واعتصامات واضرابات وغلق شوارع. وحيناً ثالثاً علي شكل خروقات للقانون وتهديدات واعتداءات علي هيبة الدولة وعلي الاملاك العامة والخاصة والتجسس المفضوح وإثارة الفتنة الطائفية كذريعة لطلب الحماية الدولية وتمزيق البلد. الآن.. والآن فقط تعترفون بوجود مؤامرة؟! ياناس لقد قلنا ذلك منذ ثمانية شهور وأكثر.. لكن لا حياة لمن تنادي!! المؤامرة لم تكن ابداً تستهدف النظام السابق الذي كان لابد ان يرحل وبدون مؤامرة ولا يحزنون.. لكنها كانت ومازالت تستهدف مصر لتجويعها وشق صفها الواحد في حرب طائفية أو أهلية ثم حرقها وبالتالي اسقاطها وتقسيمها إلي أربع دول. قلنا ولم تصدقونا ان مؤامرة الحرق والاسقاط والتقسيم موجودة بالفعل في وثائق ويكيليكس وتشارك فيها أمريكا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودويلة عربية ومأجورون بالداخل والخارج ولكن أيضا لا حياة لمن تنادي. وهاهي المؤامرة ضد مصر وضد انتصارها في أكتوبر وضد ثورتها المجيدة في يناير تخلع أحد أهم اقنعتها.. محاولة ترسيخ وجود فتنة طائفية وان أقباط مصر يغتالون علي أيدي الجيش.. والهدف واضح ومحدد.. اسقاط الجيش مثلما اسقطت الشرطة والاقتصاد والاستثمار والسياحة والتصدير والانتاج والبورصة من قبل.. انهم يعلمون جيداً أنه إذا سقط الجيش أيضا فلن يتبقي لمصر شيء كي تظل صامدة. لا ياسادة.. ما حدث أمام ماسبيرو ليس فتنة طائفية ابداً ولن تكون.. لكن دعونا نقلها بصراحة وبلا خجل فنحن في وقت لا يجدي فيها الخجل أو اللف والدوران في الكلام.. أن الخطاب الديني - المسلم والمسيحي علي السواء - به متطرفون من الجانبين ولابد من محاسبتهم جميعاً وكلهم معروفون بالاسم. يجب محاكمة من وعد بفرض الجزية علي الأقباط عند وصولهم للحكم. ومن يستلب سلطة الحاكم ويغير المنكر - إذا كان بالفعل منكراً - بيده. ومن هدم وحرق الكنائس بالإسكندرية وأطفيح وامبابة والعديد من مدن الصعيد. ومن ميَّع طلبات الأقباط بشأن إقامة الكنائس دون البت الصريح في وجود أو عدم وجود حق قانوني لهم في ذلك. كلهم ارادوا إشعال النار.. وكلهم معروفون بالاسم. ويجب محاكمة من كان وراء كل الأحداث الطائفية السابقة من الأقباط ومن أشعل - وهو في شبرا - فتيل أحداث ماسبيرو وجهز لافتات الاستغاثة بالخارج. ومن أحرق وأهان المصحف أمام ماسبيرو لاستثارة المسلمين. ومن أمر "الدخلاء" بالسلاح الناري وقنابل المولوتوف. ومن رسم سيناريو جر الجيش لفض المظاهرة بالقوة دفاعاً عن جنوده المعتدي عليهم من خارجين علي القانون ربما يكونون بلطجية مأجورين أو تابعين لنواب الحزب الوطني المنحل كمحاولة استباقية منهم لمنع تطبيق قانون العزل السياسي عليهم. كل هؤلاء تسببوا في مقتل 24 بريئاً وإصابة 328 حتي الآن والعدد قابل للزيادة.. وكل هؤلاء المتسببين معروفون بالاسم. نريد الآن تطبيقا صارماً للقانون. وتحقيقات سريعة جداً في أحداث ماسبيرو. وإعلان النتائج علي الدنيا بأسرها حتي تكون رادعاً لكل من يفكر أو حتي يحلم بإسقاط مصر. مصر لن تسقط.. وسيسقط الخونة والمتآمرون علي مصر وجيشها وشعبها الواحد.