أمر المستشار إبراهيم الهلباوي المحامي العام الأول لنيابات غرب الاسكندرية الكلية بتشكيل لجنة فنية لمعاينة آثار حادث انفجار لغم ومصرع عامل بمصنع عز الدخيلة لصناعة الحديد والصلب واستدعاء مسئولي المصنع ومسئولي شركة هيرسكو للخدمات الذي يعمل بها المتوفي وسؤالهم عن الحادث وأسبابه بالاضافة إلي تحريات المباحث حول الواقعة.. والتحفظ علي أثار الحادث. انتقلت "المساء" إلي موقع الحادث مصنع "عز الدخيلة" والبوابة رقم "1" حيث مقر درفلة الحديد وتجميع الخردة. قال محمد .ع أحد شهود العيان انه أثناء قيام المرحوم ناصر بتقطيع الحديد الخردة الكبير إلي اجزاء صغيرة كان أمامه كوم كبير من الخردة يعلوها جنزير حديدي كبير الحجم حال بين رؤيته للدانة التي انفجرت فيه أثناء تقطيعه الجنزير حيث كان اللغم ملتصق به من أسفل ولم يره ناصر فنزلت كتل الحديد المنصهرة وهي عبارة عن شعل نيران فأدت لاحتراق الدانة التي انفجرت وأحدثت حفرة كبيرة في الأرض وتطاير منها مقذوفات صغيرة اخترقت احداها الجانب الأيمن لناصر فأحدثت به جرحاً غائراً قطره لا يقل عن 3سم وحملناه علي سيارة نصف نقل لاسعافه وقبل خروجنا من البوابة توفي. أضاف عامل آخر رفض ذكر اسمه ان دخول لغم في المخلفات المحلية يعتبر كارثة بكل المقاييس فربما يدخل اللغم داخل الفرن ويؤدي لانفجار يعطل الماكينات تماما ونفقد ملايين الدولارات ثمنها بالاضافة إلي ازهاق الارواح.. وتساءل: من المسئول عن هذا الاهمال الجسيم في فرز هذه المخلفات بالرغم من أن الشركة أوقفت استيراد الخردة التي تحتوي علي مخلفات الحروب لكن اللغم الذي تسبب في الحادث كان موجودا في الخردة المحلية وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول مصدره. وأضاف ان معظم العمال الذين يعملون من خارج الشركة غير مؤمن عليهم بنفس مميزات شركة الحديد والصلب علي الرغم من تعرضهم لكثير من المخاطر. يروي عبدالرحيم قصة الحادث مؤكدا انه اثناء عمل "ناصر" في تقطيع بعض الخردة بمفرده سمعنا صوت انفجار قوي وباستطلاع الأمر وجدنا ناصر ملقي علي الأرضي والدماء تسيل من جسده. أضاف أن العناية الالهية انقذت عاملين آخرين كانا من المفترض يشاركون المتوفي في عملية التقطيع الا انهما توجها لتناول الغداء. أوضح أن الشركة تعطي مكافأة 10 جنيهات فقط لعمال الفرز نظير العثور علي أي أجسام قابلة للانفجار. أما أسرة المتوفي فقد خيم الحزن علي منزلهم المتواضع بمنطقة الورديان.. وقال شقيقه الأصغر محمد الذي يعمل خياطاً ان ناصر متزوج منذ فترة ولم يمهله القدر للانجاب يمتاز بالأخلاق الحسنة مع الجميع ويوم الحادث فوجئنا باتصال هاتفي من زملائه بالعمل يخبروننا بتعرضه لحادث داخل الشركة وعندما ذهبنا وجدناه محمولاً أعلي سيارة نصف نقل بجوار بوابة الشركة بعيدا عن موقع الحادث وأخبرونا ان لغماً انفجر في جسده أثناء تقطيع الخردة. أضاف نطالب بتحقيق عادل في القضية حفاظاً علي حق أخينا. كان اللواء خالد غرابة مدير أمن الاسكندرية قد تلقي بلاغاً من شركة "عز" للحديد والصلب بالدخيلة بحدوث انفجار مما أدي إلي وفاة شخص. بالانتقال والفحص تبين مصرع ناصر أحمد عبدالحميد "43 سنة" عامل "لمبة" أثناء تقطيعه للخردة انفجرت فيه دانة من مخلفات الحروب وباخطار النيابة العامة تولت التحقيق في الواقعة.