أمريكا تعيش حالة من الرعب! والسبب .. إطلاق كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات. يمكنه حمل رؤوس نووية .. ويستطيع الوصول إلي أي مكان في الولاياتالمتحدة! والصاروخ الأخير الذي أطلقته كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي. ليس الأول من نوعه وإنما هو الأخطر والأطول مدي! والمعروف أن كوريا الشمالية سبق وأن أطلقت صاروخا عابرا للقارات في يوليو الماضي. لكن صاروخ الثلاثاء أكثر تطورا وحلق علي ارتفاعات أعلي وقطع مسافات أطول! ووسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة تسودها حالة من الهستيريا نتيجة لإقدام بيونج يانج علي هذه الخطوة التي تراها الحكومة الأمريكية والمجتمع الأمريكي تهديدا مباشرا وخطيرا علي البلاد! والتقديرات الأولية للعلماء الأمريكيين تشير إلي أن هذا الصاروخ يصل مداه إلي 13 ألف كيلومتر. أي أنه يمكنه الوصول إلي العاصمة واشنطن نفسها وإلي أي مكان من الأراضي الأمريكية. ويشكك بعض الخبراء الأمريكيين في قدرات الصاروخ. مشيرين إلي انه بحاجة إلي مزيد من التطوير لزيادة قدرات وحجم المحرك الخاص بالمرحلة الثانية للصاروخ. ويقولون إن السلاح النووي الذي تملكه كوريا الشمالية كبير وثقيل ويحتاج إلي صواريخ أكثر قدرة وكفاءة. ويقول الخبراء الأمريكيون إن الغرض من إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات ليس سوي استعراض للقوة ولا يهدف لشن هجوم علي الأراضي الأمريكية وإنما الغرض منه منع الولاياتالمتحدة من الاعتداء علي كوريا الشمالية. وبغض النظر عن مدي مصداقية ما يردده الأمريكان عن قدرات الصاروخ الكوري الشمالي. فقد أعلنت بيونج يانج يوم الأربعاء انها أطلقت "طرازا جديدا من الصواريخ العابرة للقارات بإمكانه حمل رأس نووي فائق الثقل ويمكنه ضرب أي مكان في الولاياتالمتحدة." ونحن نعلم بأن هناك دولا تمتلك السلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات. لكن امتلاك هذه الأسلحة يقتصر - نظريا- علي الدول الكبري الأعضاء بمجلس الأمن. وهناك حفنة أخري من الدول. التي دخلت النادي النووي "من الأبواب الخلفية" وفرضت نفسها علي الساحة كقوي نووية معترف بها. مثل الهندوباكستان وإسرائيل وغيرها. لكن الوضع مع كوريا الشمالية يختلف. هناك عداء تاريخي بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة منذ تقسيم شبه الجزيرة الكورية في أعقاب انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وإنهاء الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية. يضاف لما سبق. ان الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية يشكل خطرا علي الجارة الشمالية التي تناصب أمريكا العداء. وهذا الوجود يحول أيضا دون تحقيق هدف بيونج يانج التي ترمي لتوحيد الكوريتين. والوجود العسكري الأمريكي. في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. له أهداف أخري بخلاف الحيلولة دون اندماج الكوريتين. خصوصا وأن الشطر الشمالي لا يزال يخضع لنظام حكم شيوعي شمولي. وفي حالة الاندماج قد تفقد أمريكا قاعدة عسكرية استراتيجية في شرق آسيا تمثل موقعا متقدما لأمريكا. في حال حدوث أي صراع أو مواجهة أمريكية مع الصين. أو في حال تفاقم النزاع بين الصينواليابان التي تعد حليفا استراتيجيا لأمريكا في المنطقة! وإذا كان العالم كله يخشي من ويلات وشرور السلاح النووي. فلا توجد دولة تخشاه مثل الولاياتالمتحدة. فهي الدولة الوحيدة. في تاريخ البشرية. التي ارتكبت جريمة استخدام هذا السلاح الرهيب. عندما ضربت به اليابان في الحرب العالمية الثانية. وهي الحرب التي كان من نتائجها تقسيم شبه الجزيرة الكورية! ولا شك في أن حالة العداء القائمة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة تجعل من امتلاك الأولي السلاح النووي والصواريخ القادرة علي حمل هذا السلاح. هاجسا مخيفا لواشنطن. بل وكابوسا مرعبا للمقيمين في البيت الأبيض! وإذا كانت الولاياتالمتحدة تستخدم أسلحتها الذكية وغير الذكية. وتستخدم "قوتها الساحقة الماحقة" لضرب أهداف التنظيمات الإرهابية المعادية لها في باكستان وأفغانستان واليمن والعراق وغيرها. فإنها تقف مكتوفة الأيدي أمام النظام "المارق" في كوريا الشمالية. لا لشيء سوي أن لأمريكا قوات في الشطر الكوري الجنوبي. ويمكن لبيونج يانج توجيه ضربات مؤثرة وموجعة لها!