بعد مرور63 عاما علي اندلاع حرب الكوريتين التي خلفت الاف القتلي والجرحي وأدت الي تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلي شطر شمالي يخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي وشطر جنوبي يخضع لسيطرة الولاياتالمتحدة جاء اجراء بيونج يانج لتجربة نووية ثالثة وتهديدها بشن هجوم انتقامي علي جارتها الجنوبية بسبب تشديد العقوبات عليها ليثير المخاوف من اندلاع حرب نووية كورية جديدة ستكون عواقبها أكثر من كارثية. وتساءلت صحيفة واشنطن بوست الامريكية هل ستندلع حرب نووية بين الكوريتين؟ خاصة بعد عزم بيونج يانج اجراء تجربتين نوويتين هذا العام متجاهلة التحذيرات والعقوبات التي تفرض عليها والسؤال: هل ستستسلم سول وتعترف ببيونج يانج كقوة نووية كبري ام ستحارب للنفس الاخير وتشن حربا وقائية ضد شطرها الشمالي؟. وطوال السنوات الماضية عملت سول علي تعزيز قدراتها العسكرية بالتسلح بأحدث الاسلحة والمعدات كما اجرت مناورات مع حليفتها الولاياتالمتحدة تضمنت سيناريوهات عدة واهمها سيناريو احتلال كوريا الشمالية لاعادة الامن والاستقرار للمنطقة بعدما شعرت بأن نفوذ بيونج يانج يتزايد يوما بعد يوم. والسؤال: هل ستتمكن سول من شن هجوم علي بيونج يانج التي اعلنت استعدادها للحرب رغم انها لاتزال تتمسك بمبدأ السلام؟ وتري بيونج يانج ان لديها الحق في امتلاك سلاح نووي وان تهديدات سول وفرض العقوبات عليها مجرد افتراءات, مشيرة إلي ان هناك5 دول اعضاء في مجلس الامن الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا يمتلكون قنبلة نووية ويرفضون ان تمتلكها كوريا والمفارقة انهم من الموقعين علي اتفاقية حظر الانتشار النووي. وتمتلك بيونج يانج التي يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر قدرات عسكرية هائلة فهي تتفوق علي جارتها الجنوبية في عدد قواتها العسكرية حيث يصل عدد قواتها إلي مليون و100 الف مقابل687 الفا لسول كما ان عدد قواتها الجوية يقدر بضعف عدد قوات سول الا ان عدد القوات البحرية لسول يفوق بيونج يانج حيث تمتلك68 الفا مقابل46 لبيونج يانج. ورغم ان بيونج يانج التي يعيش فيها اكثر من23 مليون نسمة تعاني اوضاعا اقتصادية صعبة للغاية مقارنة بسول التي يقطنها50 مليون نسمة الا ان تحولها الي قوي نووية كبري يقلق سول التي تجد ان امتلاك بيونج يانج سلاحا نوويا يهدد استقرارها في المنطقة. ويبدو ان الارث الذي ورثه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج وان من صواريخ عابرة للقارات ورؤوس نووية واسلحة متطورة سيقلب المنطقة رأسا علي عقب وسيجعل كوريا الشمالية من اكبر الدول المتقدمة عسكريا رغم العقوبات الاقتصادية والعزلة التي فرضها الغرب عليها. ورغم الحرب الكلامية بين الشطرين والتي قد تنتهي بحرب نووية تزلزل المنطقة وتقضي علي الاخضر واليابس الا ان بيونج يانج لن تتراجع عن اهدافها التي سعت منذ السبعينات لتحقيقها خاصة وانها علي يقين بأنها قادرة علي خوض تلك الحرب. ورغم الجهود الامريكية المستمرة لاعادة الكوريتين لطاولة المفاوضات الا ان بيونج يانج تري ان واشنطن تتخذ موقفا عدائيا منها نظرا لانها دولة ضعيفة لكنها تمتلك ترسانات من الاسلحة الكيميائية ومقومات تجعلها قادرة علي الدفاع عن نفسها امام الخطر الامريكي وهو ما يخشاه الغرب وعلي رأسه الولاياتالمتحدة التي ترفض ان يكون هناك نفوذا لكوريا لان ذلك من شأنه ان يؤثر علي مصالحها في المنطقة ويجعلها مكتوفة الايدي غير قادرة علي التصدي لطموحاتها النووية الا ان الزعيم الكوري يربط فرص بقائه بامتلاكه اسلحة نووية تمكنه من ردع اي دولة معادية او اي هجوم مضاد واملا منه في ان يجعل تجربته النووية جدير بالثقة شرع وان في تنفيذ التجربة النووية الثالثة التي ستثبت للعالم ان كوريا قادرة علي امتلاك قنبلة نووية.