* تسأل إحدي الفتيات من الإسكندرية: ارتكبت الكثير من المعاصي وأرغب في التوبة فهل يقبل الله توبتي من هذه المعاصي؟! ** يجيب الشيخ محمد عبدالرازق عمر وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: من عصي الله تعالي ثم تاب توبة نصوحا وندم فيها علي ما فعل وأقلع عنه وعزم علي عدم العودة إلي هذا الذنب أو غيره مرة أخري علي أن يرد المظالم إلي أهلها إذا كانت متعلقة بحقوق العباد كالمال والغضب. أما لو كان الذنب حقاً لله ورحمة بعباده أن يقبل التوبة من فاعل الذنب حتي يسد طريق الفساد والشر قال تعالي: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" الزمر: ..53 فمن ارتكب ذنباً واعتدي علي حق من حقوق الله تعالي ثم اتبع ذلك بالتوبة والاستغفار فإن الله يقبل توبته أما لو كان الذنب نتيجة حق الآدمي فيجب مع التوبة رد الحق إلي صاحبه إن تيسر وإلا فعليه الاستغفار وكثرة التصدق والعمل الصالح ويسأل الله أن يلهم صاحبه الحق في التجاوز عن حقه يوم الحساب. * يسأل علي فهيم من سرس الليان بالمنوفية.. ما هي حقيقة التلبية؟ وما حكمها؟ وهل تستحب للرجال والنساء؟! ** أصل التلبية الإجابة لنداء خليل الله إبراهيم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام فعن يحيي بن سلمة بن كهيل. عن أبيه. عن مجاهد. قال: قال إبراهيم يا رب كيف أقول قال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم. فصعد الجبل. فقال: فنادي: يا أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه: لبيك اللهم لبيك. فكان هذا أول التلبية. وحدثنا وهب بن كيسان قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: لما أمر الله تعالي إبراهيم عليه السلام بدعاء الناس إلي الحج استقبل المشرق فدعا إلي الله- عز وجل- فأجيب: لبيك لبيك. ثم استقبل المغرب فدعا إلي الله فأجيب: لبيك لبيك. ثم استقبل اليمن فدعا إلي الله فأجيب: لبيك لبيك. ومعلوم أن التلبية واجبة في ابتداء الإحرام وقال مالك رحمه الله تعالي: يجب بترك التلبية دم. ولفظ التلبية هو: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. ويستحب للرجال رفع الصوت بالتلبية. عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: مُر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية. فإنه من شعار الحج. وحديث: "أفضل الحج العج والثج" أي: أفضل الحج رفع الصوت بالتلبية. يسن التلبية في حج الحاج والمعتمر: عقيب الصلاة. وإذا علا نشزا. أو هبط واديا وإذا لقي ركاباً. وفي إقبال الليل والنهار وبالأسحار. وإذا سمع ملبياً. أو فعل محظوراً ناسياً. وفي جميع مساجد الحرم وبقاعه. ولا يستحب إظهار التلبية في الأمصار ومساجد الأمصار إنما هو مسنون في البراري والقفار: وقال مالك رحمه الله: يكره إظهارها في المساجد. وأخيراً فإنه يستحب للرجال رفع الصوت بالتلبية أما النساء فإنه ينبغي لهن خفض الصوت بها ولا سيما إذا كانت مع رجال.