يحل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم ضيفا علي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه في باريس. في أول لقاء خاص ومباشر بين الرئيسين. وأول زيارة يقوم بها الرئيس السيسي لفرنسا بعد تولي ماكرون رئاستها. العلاقات المصرية الفرنسية تاريخية. وممتدة. تعرضت في الماضي لخلافات ومواجهات. حتي استقرت علي قاعدة من الاحترام المتبادل والشراكة بين البلدين. يحسب لفرنسا أنها كانت في مقدمة الدول الأوروبية التي اعترفت ب"30 يونيو" وأن رئيسها السابق فرانسوا أولاند كان علي رأس زعماء الدول الصديقة والشقيقة الذين حضروا افتتاح قناة السويس الجديدة. أول انجاز تاريخي ل30 يونيو. بدعوة من الرئيس السيسي. وأن الأسلحة الفرنسية. خاصة في مجالي الطيران الحربي والقوات البحرية. كانت. ومازالت. علي شاشة رادار القيادة المصرية في تطوير القوات المسلحة وتنويع مصادر تسليحها. وقد وقفت فرنسا. قيادة وشعبا إلي جانب مصر في هذا الملف موقفا شريفا يستحق التقدير. وأوفت بكل ما التزمت به من تزويد سلاحي الطيران والبحرية المصريين بكل ما طلبته مصر من طائرات وقطع بحرية. وبشروط مناسبة. ودون أن تستخدم هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق أهداف خاصة كما يفعل شركاء غيرها. ليس ذلك فقط. بل قامت فرنسا بجهود ملموسة في مساعدة مصر لدي منظمات التمويل الدولية للحصول علي ما تحتاجه من قروض ومنح ومساعدات وتسهيلات. إضافة إلي ما قدمته هي في مجال التعاون الثنائي. وخلال العامين 2016 2017 اللذين شهدا عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن. كان التنسيق والتشاور قائما علي كافة المستويات بين مصر وفرنسا في كافة القضايا الاقليمية والدولية المعروضة علي المجلس. وفي التصويت علي قراراته. كما كان التنسيق قائما في الانتخابات الأخيرة علي منصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة في باريس. والتي فازت بها المرشحة الفرنسية بعد منافسة شريفة مع نظيرتها المصرية وانتهت بتهنئة مصرية رسميا لفرنسا بهذا الفوز. وقبل ذلك وبعده. فإن الادراك الفرنسي الصحيح لحجم مشكلة الارهاب التي تواجهها مصر وما تبذله مصر من تضحيات بشرية ومادية في حربها عليه. من واقع ما تعرضت له فرنسا ذاتها من جرائم إرهابية كبيرة. شكل إحدي الركائز المهمة لتعاون البلدين في مجال القضاء علي الارهاب. كل ذلك. بالاضافة إلي الشراكة المتوسطية بين البلدين. وهو الأساس القوي الذي تنطلق منه قمة الرئيسين السيسي وماكرون اليوم لتعزيزه. والإضافة إليه لمصلحة مستقبل البلدين والشعبين. الملفات أمام القمة المصرية الفرنسية عديدة. يتصدرها ملف الارهاب وضرورة التكاتف الدولي لمواجهته. خاصة والقمة تنعقد في باريس. ودماء شهداء الواحات لم تجف في مصر. وملف الارهاب يقود بالتأكيد إلي بحث "متعلقاته" أي تطورات العراق. والحرب في سوريا والصراع في ليبيا. والأزمة القطرية. فضلا عن استحضار دور فرنسي إيجابي في عملية السلام المرتقبة بين الفلسطينيين واسرائيل. والتي تقود مصر جهود إعداد المسرح الفلسطيني لها باتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. ثمة ملفات داخلية ستكون حاضرة. في مقدمتها تعزيز التعاون العسكري القوي بين البلدين. وكذلك في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية. والحد من الهجرة غير الشرعية. وتقوية المجتمع المدني ودوره. وضمانات حقوق الانسان المصري في التعليم والصحة والحياة الحرة الكريمة. مصر وفرنسا. تكتبان اليوم بقمة السيسي ماكرون صفحة جديدة في علاقات تاريخية ممتدة لمصلحة الشعبين. ** توضيح: وقع خطأ فني في مقال الأمس. حيث تمت كتابة الأسماء الأجنبية فيه من اليمين للشمال كالأسماء العربية. فمعذرة.