أعتقد أن المستقبل العلمي لنهضة مصر هو في استكمال منشآت مدينة الراحل الكبير دكتور أحمد زويل التي وضع أساسها في مصر قبل رحيله للعالم الآخر. وما دام المهندس سميح ساويرس عضو مجلس أمناء المدينة مهتما ويبدي حماسا زائدا لذلك فإنني اعتقد أنه سيوفق في جمع الأموال لاستكمال منشآتها وأنا علي يقين أنه سيوفق في ذلك لما له من ثقل في المجتمع العربي والعالمي ولأخلاقه التي تؤهله لذلك. قال سميح ساويرس في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمدينة حول الانشاءات بمدينة زويل إن هذه المدينة عالمية وتشغيلها يتطلب تكلفة عالية نظرا لتوفر مكان لكل طالب. ووجود معاهد بحثية.. وأن حجم الاستثمارات الذي نحتاجه يبلغ حوالي 3 مليارات ونصف مليار جنيه وحجم الانفاق علي التشغيل السنوي يتكلف حوالي 3 ملايين جنيه. أضاف المهندس سميح ساويرس أن حجم الاستثمارات التي تم ضخها تبلغ 4 مليارات جنيه.. بعضها تبرعات كما أن القوات المسلحة قامت بالمساهمة في بعض الانشاءات بتكليفات وتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد في تصريحاته: هروح أشحت من كل العالم لاستكمال إنشاء المدينة وهناك لقاءات يتم التنسيق لها مع رجال الاعمال والمستثمرين ولقاءات أخري بالخارج.. وأجهز لرحلة للخليج تشمل الكويت والسعودية والإمارات لمخاطبة الجهات الحكومية ومجتمع الأعمال لنجمع بعض الدعم للمدينة. المدينة صرح علمي عالمي وتعليمي وهي فرصة جيدة لمصر ولكل الجامعات الحكومية والخاصة باهتمامها بالأبحاث والمعامل والنوعية.. وهي منارة للأبحاث وبراءات الاختراع بما يعود بالنفع علي مصر والخارج. الموازنة العامة لمصر في كل عام لا تخصص مبالغ كافية للبحث العلمي.. وتهتم بتلبية الحاجات المباشرة للمواطنين من تعليم وصحة ومرافق وطرق ونقل. وكل الاعتمادات المخصصة لها يذهب معظمها لرواتب الموظفين ولا يحظي البحث العلمي بالاهتمام الواجب من الدولة. وهي عندها حق في الخدمات التي تقدمها للمواطنين. ولذلك فإننا لا يجب أن نترك المهندس سميح ساويرس وحده للنهوض بمدينة زويل العلمية.. بل يجب أن تكون هناك مشاركة شعبية معه.. ويخصص صندوق لدعم الجامعة من تبرعات المواطنين أولا كل علي قدر حاله حتي التبرع بقيمة جنيه واحد. لقد أثبت الشعب المصري جدارته عندما طلب منه التبرع لمشروعات كثيرة في مصر مثل مشروع مستشفي أورام الأطفال ومشروع "تحيا مصر" وغيرهما من المشروعات التي تدعوه لتلبية الواجب من أجل بلدنا. نريد من كل مصري يملك أموالاً أن يدفع الزكاة عنها.. ولا شك أن دار الافتاء في مصر سوف تبيح دفع الزكاة لاستكمال منشآت مدينة زويل.. ونريد من خطباء المساجد أن يخصصوا خطبة الجمعة لحث المواطنين علي التبرع للمدينة وأن تساهم الكنيسة في ذلك. ان مستقبل مصر يكمن في نهضتها العلمية وابحاثها المتخصصة.. وهذه المدينة لن تخصص أبحاثها في مجال معين.. بل ستتعدد التخصصات في الزراعة والصناعة والتكنولوجيا ويمكن أن تمتد إلي المجالات العسكرية. الدول تخصص ميزانيات كبيرة للأبحاث العلمية.. وإسرائيل وهي الدولة الصغيرة سكانيا تخصص ميزانية لهذه الأبحاث تفوق ما نخصصه لها أضعاف المرات.. وهي متقدمة تكنولوجيا وعلميا. فهل نغار علي أنفسنا وعلي بلدنا وننهض بأبحاثنا العلمية بتبرعات منا لا ترهق ميزانية الدولة.. ان هذه المدينة أمامنا لنثبت اننا جديرون بذلك. مرة أخري فلنضع أيدينا في يد المهندس سميح ساويرس وهو بشخصه ومكانته جدير بأن ينجح في جمع التبرعات.. ونرجو أن يتحقق ذلك في أقرب وقت.