ما تشهده مصر من مظاهرات واحتجاجات كوم وما يفعله المرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية "كوم تاني". كيف؟ كما نعلم المظاهرات تضم الصالح والطالح.. الثوريين المخلصين بحق ومن يدعون صالح البلاد والعباد.. الأذكياء ومتوسطو الذكاء.. وهؤلاء لا يمكن القول انهم يتميزون جميعا بالوعي اللازم بالضرورة ولا بالحنكة السياسية وادراك الصواب من الخطأ فيما يدعون إليه ويمارسونه من سلوكيات للتعبير عن آرائهم ومطالبهم وهذا مفهوم بالضرورة ويمكن فهمه من "غوغاء" يندسون بين المتظاهرين. بالمقابل بعض ما يسمي المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية سلوكياتهم أقرب إلي الغوغائية وتصريحاتهم تنقصها الكياسة وافكارهم التي تخرج من افواهم في شكل تصريحات بحاجة إلي مراجعة مرتين. لا يصح مثلا ان يساير المرشح من هؤلاء دهماء الشارع حاسبا انه بتلك المسايرة سيحصد اصواتهم لصالحه حال اجريت الانتخابات. لا اتحدث عن مرشح بعينه وإنما معظم المرشحين الذين زايدوا علي الشارع فانتقلت الأزمة من التحرير إلي العباسية مجددا حيث محاولات الوصول إلي مقر وزارة الدفاع رأسا لممارسة فعل الاحتجاج وكأن رسائل ميدان التحرير لا تصل إلي المجلس العسكري إلا عن طريق كوبري القبة حيث مقر وزارة الدفاع وحيث موقعة عباسية ثانية.. نحن لسنا بحاجة إليها. هناك خط فاصل بين مشروعية المطالب الثورية ووسيلة تلبية تلك المطالب وبين غوائية اطلاق التصريحات من جانب المرشحين ورؤساء الأحزاب الذين يسعون إلي ممارسة الضغوط علي المجلس العسكري فيحرقوا الأرض قصدوا ذلك أم لم يقصدوا.