مشهد مأساوي يبدو عليه سور مجري العيون بمصر القديمة. فرغم البدء في نقل بعض مصانع الدباغة للروبيكي في الفترة الأخيرة. إلا أن أكوام القمامة ومخلفات الدباغة والحيوانات الضالة الحية والميتة مازالت تسكن السور. فضلا عن كون السور يمثل اسطبلا للخيول وعربات الكارو. ووكرا لتعاطي المخدرات بالإضافة إلي أكوام الجلود التي تراكمت ليتم دبغها سواء علي رصيف السور أو داخل بعض المدابغ التي تنتظر الإزالة.. كل ذلك جعل المنطقة منفرة للمارة نتيجة الروائح الكريهة والمناظر القبيحة التي شوهت المنطقةالأثرية التي بناها الناصر صلاح الدين الأيوبي عام 1193 م لتمثل ممرا مائيا ولم يتوقع الأيوبي أن المكان سيتحول إلي هذه الصورة البشعة التي أصبحت تمثل كارثة تهدد حياة الأطفال مرضي السرطان الراقدين بمستشفي 57357 والذي يقع علي الجانب الآخر من السور. "المساء" قامت بجولة في المنطقة وتحدثت إلي أصحاب المدابغ والعمال فأكد بعضهم استعداده للانتقال إلي الروبيكي بشرط أن يتم افتتاح مستشفيات هناك لإنقاذهم حينما يتعرضون للمخاطر أثناء ممارسة عملهم الشاق الذي يعرضهم لفقدان أصابعهم أثناء التعامل مع ماكينات الدباغة. فضلا عن تعرض بعضهم لأزمات صدرية نتيجة الكيماويات المتطايرة. فيما طالب البعض الآخر بعودة "بركة الدم" والتي كانوا يلقون فيها مخلفات المصانع بعلم الحكومة. علي حد قولهم. لكنهم اضطروا في الفترة الأخيرة إلي إلقاء المخلفات عند السور بعد أن تراكمت المخلفات في البركة وتم إغلاقها وشجع آخرون فكرة تحويل السور لمزار سياحي مطالبين بتخصيص أكشاك لهم لبيع التحف للسياح. أما سكان المنطقة فطالبوا بسرعة تحويلها لمنطقة سياحية. جمال أبو الحسن وخالد محروس "عمال دباغة علي رصيف مجري العيون": هذه المنطقة تمثل أكل عيشنا حيث نقوم بشراء الجلود ودباغتها ويتراوح سعر جلد العجل ما بين 350 و500 جنيه أما سعر فروة الخروف فلا يزيد سعرها علي 10 جنيهات وبعد أن نقوم بتجهيزها للدبغ يتم دبغها بشكل كامل داخل المدابغ والمصانع. ومع ذلك فإننا متضررون من المكان بسبب أن بعض البلطجية يستغلون منطقة ما خلف السور ويتخذونها وكرا لبيع وتعاطي المخدرات. بالإضافة إلي حدوث عمليات خطف في بعض الأحيان. كل ذلك يتسبب في تشويه صورتنا بلا ذنب. لذا فإننا نقترح أن تقوم الحكومة بتحويل المنطقة إلي مزار سياحي. علي أن يتم تخصيص أكشاك لنا لبيع التحف والأواني الفخارية التي يتم تصنيعها يدويا أمام الفسطاط بمصر القديمة بالقرب من السور وبذلك تتحول المنطقة إلي مكان حضاري يجذب السياح ونجد مصدرا آخر لكسب العيش. هاني محمد وحسن عبدالفتاح وأحمد مصطفي "عمال بإحدي ورش الدباغة": نطالب بتخصيص مكان لنا لإلقاء القمامة فيه ونري ان أنسب مكان هو بركة الدم والتي تتمثل في منطقة مهجورة تقع علي مسافة كبيرة من السور داخل الجيارة. كانت الحكومة قد خصصتها لتمثل مقلبا للقمامة لتأتي السيارات وتزيليها يوميا وبعد ذلك فوجئنا بعدم الاهتمام بإزالة المخلفات منها مما تسبب في امتلائها بالقمامة التي أغلقتها وبذلك لم نجد مكانا لالقاء مخلفات الدباغة سوي عند السور. فنرجو أن تعود لنا بركة الدم حتي لا يتشوه السور وإذا كانت الحكومة تنوي نقلنا إلي الروبيكي فإننا موافقون بشرط أن يتم بناء مستشفيات هناك لإنقاذ من يتعرض للاصابات. أضافوا: فضلا عن تعرضنا في بعض الأحيان إلي الإصابة بأزمات صدرية بسبب الكيماويات المتطايرة من مياه نار وغيرها من المواد الكاوية اللازمة للدباغة كل ذلك يستدعي الاهتمام بإنشاء مستشفيات في الروبيكي حفاظا علي حياتنا ونطالب ببناء مساكن وتوفير مياه صالحة للشرب لأن المياه هناك مالحة ونتمني أيضا أن يتم بناء مدارس لننتقل بأسرنا إلي هناك ونتمكن من مواصلة الحياة. تامر محمد وإسلام أشرف "من سكان المنطقة" نتضرر بشدة من الروائح وأكوام المخلفات المتراكمة خلف سور مجري العيون وبالرغم من امتلاكنا محلاً لبيع الملابس المصنوعة من الجلد الطبيعي ورغم أن المحل يبدو في شكل حضاري إلا أن وجوده داخل السور يجعل الزبائن يشمئزون من المكان براوئحه ويعزفون عن المجيء إلينا. فنرجو أن يتم تحويل المنطقة الأثرية إلي مكان سياحي ليتم افتتاح محلات مماثلة لبيع الانتيكات للسياح. مما سيؤدي إلي تنشيط السياحة وجلب العملة الصعبة ليعود للمكان رونقه كمعلم أثري. اللواء محمد زين العابدين "رئيس حي مصر القديمة": سور مجري العيون يتبع اثنين من الأحياء يتمثلان في حي مصر القديمة وحي السيدة زينب. فمنطقة ما خارج السور أو رصيف السور يتبع حي السيدة زينب. أما منطقة ما داخل السور فتتبع حي مصر القديمة وقد قمنا بنقل 10 مصانع من داخل السور الي منطقة الروبيكي كما تم هدم 100 مدبغة وتعويض أصحابها بقيمة ألفين وثلاثمائة جنيه للمتر الواحد. وجار الآن إزالة بعض المصانع وهدم بعض المدابغ والتي سيتم الانتهاء منها خلال الأشهر المقبلة. وبعد ذلك ستقوم وزارة الآثار بترميم وتطوير السور وتحويله الي مزار سياحي. أما بالنسبة لتلال القمامة التي تتراكم وراء السور. فإننا نقوم بإرسال السيارات يوميا في الفجر لإزالتها لكن المدابغ تلقي المزيد.