أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان العالم يواجه تحديات جسيمة تتطلب العمل الجماعي لمواجهتها. مشيرا إلي أننا نتفق مع رؤية "البريكس" في ضرورة توفير التمويل المالي اللازم للبنية الأساسية. قال السيسي خلال كلمته في اجتماع الحوار مع الأسواق الناشئة والدول النامية بمدينة شيامن الصينية أن مصر تري أن تجربة "البريكس" جديرة بالمحاكاة موجها الشكر لقادة دول قمة "بريكس". أضاف أن الشباب ركيزة الإصلاح في مصر. والمصريون يطبقون برنامجا طموحا للتنمية الاقتصادية. كما أن شعوب دول البريكس دعمت الشعب المصري منذ عقود كما استعرض رؤية مصر وسبل تعزيز دور الدول النامية في النظام الاقتصادي العالمي. وفيما يلي نص كلمة الرئيس. فخامة الرئيس شي جين بينج رئيس القمة التاسعة لتجمع "البريكس أصحاب الفخامة زعماء دول التجمع والدول الصديقة" أتقدم لكم فخامة الرئيس جين بينج ولبلدكم الصديق. بأسمي عبارات الشكر والتقدير علي هذه الدعوة الكريمة التي وجهتموها لمصر. للمشاركة في قمة تجمع البريكس التاسعة. وكذا علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. إنه ليشرفني أن أتواجد بينكم اليوم في الصين ذات الحضارة العريقة.. تلك الحضارة التي تشهد علي صلابة وإرادة شعب عظيم. مزج حضارته بكل صور الحداثة والتقدم في عصرنا الحديث.. وكما نشأت الحضارة المصرية علي ضفاف النيل العظيم. وسجلت أمجادها علي أوراق البردي. نشأت الحضارة الصينية علي ضفاف النهرين الأصفر والأزرق. وقدمت للعالم الكثير من المنجزات العظيمة وما بين حضارتَيْ الشرقين الأدني والأقصي. تقدمت الإنسانية وخطت خطوات واسعة للأمام. مشاعر الود والاحترام حيث إن هذه هي القمة الأولي التي أشرف بحضورها معكم. فاسمحوا لي أن أنقل لكم مشاعر الود والاحترام التي يكنها الشعب المصري لشعوب دولكم الصديقة.. لجنوب أفريقيا التي كافح شعبها من أجل العدالة الإنسانية والمساواة. وحملت لواء مكافحة العنصرية في قارتنا الأفريقية المناضلة.. وللشعب الروسي. أحد أكثر الشعوب ثراءً في العلوم والثقافة والفنون. والذي ساند آمال الشعب المصري وقضاياه منذ خمسينات القرن الماضي. وللشعب الهندي العريق. صاحب حضارة التنوع والقيم الروحانية والفلسفة. والذي بدأ معنا مسيرة استقلال الدول النامية منذ ميلاد حركة عدم الانحياز.. والشعب البرازيلي الصديق. الذي أدرك مبكراً مفاهيم حماية البيئة والتنوع الايكولوجي. فأهدي العالم مبدأً صار عقيدة دولية. وهي التنمية المستدامة. التي ولدت في مدينة "ريو" البرازيلية عام 1992. "أصحاب الفخامة" إن مصر تقدر أهمية تجمع البريكس وخصوصيته. ليس فقط فيما يتعلق بآليات العمل المؤسسي التي تقوم بتنسيق سياسات الدول الأعضاء. ولكن أيضاً بسبب الرؤي السياسية المشتركة التي دأبت قممكم علي تبنيها تجاه القضايا السياسية ذات الأهمية الخاصة للدول النامية. لتعكس بذلك الصفة الشاملة لهذا التجمع. مستقبل مشرق وإذا كان موضوع قمتكم التاسعة. هو "شراكة أقوي من أجل مستقبلي أكثر إشراقاً". فأقول لكم إن المصريين. برغم التحديات الجسيمة. يستكملون بدأب وجدية بناء المستقبل. وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادي المستدام. من خلال إصلاح جذري للسياسات المالية والنقدية. وسلسلة من المشروعات القومية العملاقة في مختلف القطاعات. الأمر الذي أمكن معه تغيير مسار الاقتصاد إلي نمو وصل في يوليو الماضي إلي 3.4%. مع ارتفاع حجم الاحتياطي الأجنبي إلي 36 مليار دولار. للمرة الأولي منذ عام 2011. كان لدينا منذ البداية. رؤية مبنية علي ذات الأولويات التي اعتمدتها أجندة التنمية 2030. مسترشدين بأجندة أفريقيا 2063. ولكن وفق الأهداف والأولويات الوطنية الخالصة. لتوفير فرص العمل وتحقيق النمو وتنويع الاقتصاد. مع جعل الشباب ركيزة لهذا الإصلاح وقاطرة له. وبما أن محور هذا المنتدي هو كيفية تنفيذ أجندة 2030. فاسمحوا لي بتلخيص رؤية مصر فيما يلي: أولاً: إنه بدون نظام اقتصادي عالمي عادل وشفاف. وتعزيز مشاركة الدول النامية في أطر الحوكمة الاقتصادية العالمية.. وبدون نظام تجاري متعدد الأطراف يقوم علي احترام القواعد وتمكين الدول النامية.. فإنه لن يمكن لدولنا الوصول لمعدلات ومؤشرات الأداء الاقتصادي للدول المتقدمة. طفرة حقيقية ثانياً: إننا نتفق مع رؤية البريكس بأهمية توفير التمويل الكافي- سواء المحلي أو عبر البنوك متعددة الأطراف- لمشروعات البنية الأساسية. التي تعد أفضل سبيل لتحقيق طفرة حقيقية في مستوي النمو الاقتصادي الحقيقي. فخامة الرئيس شي جين بينج رئيس القمة التاسعة لتجمع البريكس أصحاب الفخامة زعماء دول التجمع والدول الصديقة أتقدم لكم فخامة الرئيس جين بينج ولبلدكم الصديق باسمي عبارات الشكر والتقدير علي هذه الدعوة الكريمة التي وجهتموها لمصر للمشاركة في قمة تجمع البريكس التاسعة وكذا علي حفاوة الاستقبال وكرمة الضيافة. أصحاب الفخامة إن مصر تثمن غاليا دعوتها لجلسة الحوار هذه والتي لا شك ستثري رؤيتنا حول التنمية بكل أبعادها بما في ذلك مفهوم "السلم المستدام" الذي تشير إليه وثائق تجمع البريكس لاسيما في عصر يشهد تحديات جساما من فقر وتدهور مناخي وتآكل في موارد الأرض وإرهاب سياسي وفكري وعرقي حيث بات تحدي التنمية والحياة الكريمة لشعوبنا دافعا ومحركا للعمل الجماعي المشترك علي غرار تجمعكم هذا الذي نهنئكم علي نجاحه الباهر بعد عقد كامل من الجهد المنتظم والعمل المشترك. وفي هذا الصدد فإن لدي عدداً من الرسائل أو الأفكار التي أدعو التجمع للنظر فيها: أولاً: بينما تؤيد مصر تجمع البريكس وأهدافه ومواقفه. فإننا علي يقين أيضاً بأن لدينا ما نقدمه لتجمعكم هذا من الإمكانيات الحالية والمستقبلية.. ويكفي أن أشير هنا إلي محور قناة السويس الذي يتم تحويله ليضم عدداً من المناطق الصناعية والتكنولوجية واللوجستية العملاقة. لتخدم حركة التجارة والصناعة والنقل والابتكار إقليمياً وأفريقياً ودولياً. بما يمكن أن يفتح منافذ جديدة وهائلة للتفاعل الاقتصادي بين دولنا. مبادرة الحزام والطريق ثانياً: من هنا كان دعم مصر لمبادرة الحزام والطريق. التي أطلقها فخامة رئيس الصين. لإعادة الروابط التجارية والثقافية بين الشرق والغرب عبر شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط التي تقع قناة السويس في القلب منها. والتي حملت تجارة الشرق الأقصي إلي أوروبا وأفريقيا علي مر العصور. ثالثا: إن مصر تري في تجربة البريكس الفريدة. ونجاحها في تحقيق درجة غير مسبوقة من تنسيق السياسات وتطبيق التعاون الفعلي بين أطرافها. تجربةً جديرةُ بالمحاكاة ويتعين دراسة سبل نقلها إلي دوائر أوسع من الدول النامية. كما نعرب عن استعدادنا للدخول في علاقات تعاون ثلاثي مع دول البريكس في أفريقيا. في تجسيد حقيقي للتعاون جنوب-جنوب. رابعاً: إننا نقدر أن التفاعل علي نمط مباشر أو غير مباشر بين دول البريكس وغيرها من الدول البازغة. من الممكن أيضاً أن يستفيد من الأدوات المالية التي يقدمها بنك التنمية الجديد. وفق ترتيبات أكثر مرونة للدول النامية غير الأعضاء بتجمع البريكس. أصحاب الفخامة في الختام. يسعدني أن أعرب عن تطلعنا لأن يتمكن تجمع بريكس من التوصل. في وقتي قريبي. إلي آليةي مناسبة للتواصل والحوار مع كافة الدول النامية. التي يمكن أن يكون لها إسهاماتها في التجمع. بما يدفع جهودنا التنموية إلي آفاق واسعة. ويحقق شراكة أقوي بين دولنا. من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبنا. أشكركم. وأتمني للرئاسة الصينية كل النجاح والتوفيق.