سقط منتخب مصر أمام أوغندا في موقعة كمبالا بهدف مقابل لاشيء في الجولة الثالثة لتصفيات المجموعة الخامسة الأفريقية لكأس العالم. ليخيب آمال كل المصريين بهذه الخسارة وهذا الأداء. ويصعب بذلك منتخب مصر موقفه لتحقيق حلم الوصول إلي مونديال روسيا. حيث فقد صدارة المجموعة بعد أن رفع المنتخب الأوغندي رصيده إلي 7 نقاط بينما تجمد رصيدنا عند 6 نقاط. ولا بديل أمام المنتخب إلا الفوز علي أوغندا يوم الثلاثاء في الجولة الرابعة بالإسكندرية إذا أراد استعادة الصدارة واستمرار حلمه للوصول إلي روسيا. لم يظهر منتخب الفراعنة بالمستوي المنتظر منه. وأدي اللاعبون اللقاء خصوصاً في الشوط الأول بهدوء واسترخاء غريبين. وكأنه جاء إلي أوغندا للتعادل. ولم يتحسن الأداء إلا بعد أن دخل مرمي الحضري الهدف الذي احرزه إيمانويل أوكوي في الدقيقة 51. ولكن تألق الحارس دينيس أونيانجو وعدم تركيز مهاجمينا حال دون تحقيق التعادل. معاناة الفراعنة الحقيقة أن منتخب مصر كان يعاني كثيراً في بناء الهجمات. وافتقد الفاعلية والخطورة في تكتيكه الهجومي. وظهر محمد صلاح مكبلاً وفشل في الهروب من الرقابة اللصيقة عليه. ولم تصله كرات سهلة إلا في الفرصتين اللتين أهدرهما وهو بالقرب من المرمي الأوغندي. كذلك الحال بالنسبة لمحمود كهربا الذي لم يكن في مستواه المعهود وأصيب بالتسرع. وتريزيجيه كان يبدو وكأنه مذعور في الفترة التي شارك فيها ولم تكن له تمريرة سليمة إلا فيما ندر. وأيضاً جاء أداء رمضان صبحي بطيئاً للرقابة التي فرضت عليه. وعندما شارك صالح جمعة تحسن أداء المنتخب ولكن جمعة كان هادئاً للغاية في انطلاقاته وهجماته لشعوره بالتوتر وثقل المسئولية. وقد حاول كوبر المدير الفني لمصر تعديل التكتيك الهجومي خلال الشوط الثاني بتغييراته ولكن حالة اللاعبين لم تساعده كثيراً علي تغيير النتيجة. تشكيلة مصر لعب منتخب مصر بتشكيلة أساسية ضمت سبعة من المحترفين بالخارج هم: عصام الحضري وأحمد حجازي ومحمد عبدالشافي ومحمد النني وتريزيجيه وكهربا ومحمد صلاح. ومن المحليين ربيعة وأحمد فتحي وطارق حامد وعبدالله السعيد. وهي التشكيلة الأساسية التي لعب بها منتخب الفراعنة في بطولة الأمم الأفريقية بالجابون. أرضية سيئة جاءت المباراة صعبة. ليس بسبب سرعة المنتخب الأوغندي وقوة أجسام لاعبيه. وإنما أيضاً بسبب سوء حال أرضية ملعب استاد نيلسون مانديلا بكمبالا. الأمر الذي صعب من مهمة السيطرة علي الكرة واللعب علي الأرض. وتسبب ذلك في ارتباك لاعبي منتخب مصر وتسرعهم في التمرير للتخلص من الكرة خشية الالتحام العنيف من ناحية وخوفاً من فقدان الكرة من ناحية أخري. بداية خشنة بدأ منتخب أوغندا المواجهة بفاول من النوع العنيف ضد محمد صلاح لإرهابه في أول كرة تلقاها في المباراة. ومن بعده تعرض ربيعة لفاول عنيف آخر. ورغم ذلك كان منتخب مصر الأكثر استحواذاً علي الكرة خلال الشوط الأول. ولكنه لم يكن صاحب الخطورة. وكان منتخبنا الذي لعب بطريقة 2/4/4 نشطاً في الجانب الأيسر الذي شغله الثلاثي عبدالشافي وتريزيجيه وكهربا. وعن طريقها جاءت المحاولات الهجومية المصرية. وكان الجانب الأيمن الذي لعب عليه فتحي والنني وصلاح مغلقاً بسبب الرقابة الشديدة المفروضة علي صلاح وحرص فتحي علي عدم التقدم. الحضري يمنع هدفين كان عصام الحضري عند حسن الظن به في هذا الشوط بتصديه لكرتين خطيرتين من إيمانويل أوكوي المهاجم الذي مال جهة اليمين مستغلاً تقدم بعدالشافي. وكانت الكرة الأولي في الدقيقة 13 عندما انطلق إيمانويل جهة اليمين ورفع الكرة تحولت إلي المرمي أنقذها الحضري بأصابع يده وحولها إلي ركنية. والثانية في الدقيقة 32 عندما تلقي إيمانويل كرة عرضية من اليسار استقبلها مباشرة بتسديدة بيمناه قوية امسكها الحضري علي مرتين. وكان الحضري قد أصيب في الدقيقة 15 في كرة مشتركة مع حجازي واستكمل الشوط ويبدو أنه كان يعاني من ركبته. أخطر الفرص كانت أخطر فرص مصر في الشوط الأول في الدقيقة 35 عندما جرت أول هجمة نموذجية للفراعنة بتبادل الكرة في الجهة اليمني بين صلاح والنني لتصل إلي السعيد داخل منطقة الجزاء لتطيل منه وتصل إلي تريزيجيه وبدوره مرر إلي كهربا ليحرز هدفاً ألغاه الحكم للتسلل. وقبل نهاية الشوط بدقيقتين يستحوذ كهربا علي الكرة داخل منطقة الجزاء ويمرر إلي السعيد المنطلق من الخلف ليتقدم إلي الست ياردات ويسدد وتصطدم كرته بالمدافعين الأوغنديين وتتحول إلي ركنية. الثاني أسرع جاء الشوط الثاني أسرع من الأول لرغبة الفريقين في الفوز. فكثرت الهجمات. إلا أن الدقائق العشر الأولي كان المنتخب الأوغندي هو الأفضل. وحول الحضري تسديدة أرضية قوية لفاروق ميا إلي ركنية بعد أن تهيأت الكرة أمامه علي حافة منطقة الجزاء بخطأ من كهربا "47". وجاء الهدف الأوغندي من كرة مرفوعة من جهة اليسار إلي منطقة الجزاء ارتدت إلي الجهة اليمني ووصلت إلي إيمانويل أوكوي سيطر عليه وقام بمناورة أمام عبدالشافي والسعيد وهيأ الكرة ليسراه وسدد بقوة تدخل علي يسار الحضري ليكون هو هدف أوغندا الثمين. التخلص من الحذر انتفض لاعبو منتخب مصر وتخلوا عن حذرهم الزائد بعد الشيء. وتقدم عبدالله السعيد وسدد كرة بيمناه قوية في يد الحارس أونيانجو "60". ويتحرك رمضان صبحي الذي لعب مكان تريزيجيه في بداية الشوط الثاني. ويرفع كرة بالمقاس إلي محمد صلاح المندفع بسرعة إلي داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة برأسه يردها الحارس الأوغندي لتصل إلي كهربا الذي سدد بمضايقة من مدافع أوغندا إيساك لتعلو الكرة العارضة "62". تغييرات مصرية يشترك عمرو جمال مكان كهربا وصالح جمعة بدلاً من طارق حامد. ويستحوذ منتخبنا علي الكرة. ويهاجم ولكن بلا أنياب أو خطورة. خصوصاً بعد أن تعمد المنتخب الأوغندي تضييق المساحات في نصف ملعبه بأكبر عدد من اللاعبين. مما صعب من مهمة بناء الهجمات المصرية. وفي الدقيقة 84 كاد صالح جمعة يحقق الهدف المنشود من كرة مررها إليه صلاح من خلف المدافعين ليسدد الكرة لوب كانت في طريقها إلي الشباك لكن الحارس الأوغندي المتألق يحولها إلي ركنية وتعمد الأوغنديون ضياع الوقت بادعاء الإصابات. ويحتسب الحكم 7 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع خلالها أهدر محمد صلاح الفرصة الأخيرة من كرة جاءته من ركنية مرت من الحارس وسدد في جسم حجازي الذي كان يشاركه الهجمة. لتنتهي المباراة عند هذا الحد.