أكد خبراء الشئون الافريقية أن جولة الرئيس الافريقية تمثل بداية عصر جديد في التعاون مع القارة السمراء وتعطي دفعة قوية لاستعادة مصر لمكانتها في العمق الافريقي وزيادة التواصل لتحقيق الاستفادة المشتركة. قالوا إن الزيارة التي شملت تنزانيا ورواندا وتشاد والجابون بمثابة رسالة قوية للجميع بان القاهرة عائدة إلي الاشقاء الافارقة وبناء شراكة حقيقية وان الزيارة حققت نتائج مهمة في الاتفاق علي تحقيق الأمن المائي للجميع ومواجهة الارهاب. السفيرة مني عمر- مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية سابقاً أكدت أن الرئيس منذ تولي القيادة حريص علي العودة بقوة إلي افريقيا وأحياء أطر العلاقات معها التي تحتاجها مصر خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي سواء أمناً سياسياً أو غذائياً أو مائياً. أضافت أن زيارة تشاد تمثل أهمية خاصة في هذه المرحلة حيث تتصدي الحكومة التشادية لجماعة بوكو حرام الارهابية وتنسيق المواقف فيما يتعلق بالسيطرة علي الاوضاع في ليبيا التي تمتلك حدوداً طويلة مع تشاد. أكدت أن الزيارة مثلت رسالة واضحة لكل القادة والشعوب الافريقية ان مصر موجودة بقوة وان الفراغ الذي كان موجوداً في الماضي بسبب غياب مصر لن يعود مرة أخري ولن نسمح للاخرين بممارسة دور القاهرة. أضافت لا شك أن الدول الافريقية تبحث عن تحقيق مصالحها في استكمال مسيرة التنمية ويدرك الرئيس ذلك جيداً مما جعله يؤكد حرص مصر علي دعم خطط التنمية من خلال المشروعات والشراكة والاتفاقيات الثنائية في عدد من المجالات. طالبت بتحرك رجال الأعمال لدراسة الاسواق المختلفة في القارة حيث ستكون سوقاً واعداً في الدواء واستغلال الموارد الطبيعية. أشارت إلي أنه يتم التحضير حالياً لزيارة في النصف الثاني من سبتمبر بالتعاون مع اتحاد المستثمرين المصريين لبداية عمل كبير في الشراكة لكي نبني ونستفيد من هذه الزيارة المهمة. مردود كبير مي محمود- عضو لجنة الشئون الافريقية "بالنواب" قالت إن الزيارة الخارجية للرئيس في افريقيا أو استقباله للقادة الذين حضروا إلي مصر له مردود كبير بدليل الدعم الذي تلقته مصر من الدول الافريقية عند الحصول علي عضوية مجلس الأمن وعضوية مجلس الأمن والسلم الافريقي. أضافت أن اللجنة تشهد حالياً نشاطاً كبيراً لمراجعة كل الاتفاقيات في كل المجالات مع القارة لتقييمها وتحديد ما أنجز والعراقيل التي تمنع تحقيق الاستفادة المشتركة وعلي كل القوي في مصر من ثقافة وتعليم وتدريب تتحرك للعمل المشترك مع القوي الافريقية لدعم التواجد المصري استراتيجية شاملة د. ايمن شبانه- أستاذ العلاقات الدولية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية يقول إن مصر اصبحت تمتلك استراتيجية شاملة لتفعيل دورها الافريقي في المجالات وتضمن لمصر التحرك بشكل سريع وقوي داخل القارة لتعويض الغياب الذي حدث في الماضي. يضيف أن زيارة ال 4 دول مؤخراً ثم التحضير لها بعناية شديدة لأهمية هذه الدول حيث إن جزءاً منها يرتبط بحوض النيل وجزءاً لتنمية التعاون في الزراعة والثروة الحيوانية وجزءاً ثالثاً لديها خطوط تماس مع ليبيا والسودان. أشار إلي أن 30% من زيارات الرئيس الخارجية كانت للدول الافريقية اضافة لحضوره لكل القمم الافريقية الدولية مثل القمة الالمانية الافريقية. والامريكية الافريقية والهند وافريقيا مما يعكس الحرص علي التواصل مع الدول التي لها عمق استراتيجي لمصر. أشار إلي ان مصر احتضنت مؤخراً الكثير من الفاعليات الافريقية مثل اجتماع دول الساحل والصحراء واستقبلت العديد من قادة الدول الافريقية ولعبت مصر دوراً كبيراً في تسويه الصراعات في ليبيا والصومال. طالب بان تبني كل المؤسسات في مصر علي هذه الزيارة المهمة وتستفيد من الابواب التي فتحتها هذه الرحلة. توافر الإرادة د. هشام مجدي- وكيل لجنة الشئون الافريقية "بالنواب" يؤكد أن نجاح وتقدم أي عمل يستلزم توافر الارادة السياسية وهذا ما شهدناه في زيارة الرئيس ل 24 دولة افريقية والتي تمثل بداية عصر جديد ونقله نوعية في التعاون مع القارة السمراء في كل المجالات وفي إطار استكمال مسيرة التواصل مع القارة حيث يحرص الرئيس علي تنويع الزيارات ويعطي لكل دولة الأهمية المطلوبة حرصاً منه علي دعم العلاقات الثنائية التي تمثل البداية لشراكة افريقية في كل المجالات. أضاف أن الرئيس يدرك جيداً أن الدخول في العمق الافريقي لن يؤتي ثماره الا اذا حدث تقارب بين قادة الدول. قال إن افريقيا تتمتع بموارد طبيعية ومواقع استراتيجية مما يتطلب التحرك في كل الاتجاهات لان افريقيا منذ زمن طويل مطمع لدول العالم فكان لزاماً علي مصر أن تتواجد في العمق الافريقي خاصة في ظل وجود قوي كثيرة في القارة مثل تركيا واسرائيل وايران. أشار إلي أن اللجنة بصدد دراسة تقديم حزمه من الحوافز لدول القارة لتعزيز الاستثمارات في منطقة قناة السويس. السفير أحمد حجاج- مساعد وزير الخارجية الأسبق يقول إن الخبراء منذ زمن طويل يطالبون بتحرك تجاه افريقيا خاصة علي المستوي الرئاسي لأن هذا سيفتح الابواب للتعاون في جميع المجالات. يضيف أن زيارة تنزانيا ورواندا مهمة جداً لتقوية العلاقات مع دول حوض النيل تحقيقياً للامن القومي المائي وزيارة الجابون في غرب افريقياً لديها مخزون بترولي ضخم ومستوي الدخل مرتفع مما يهيئ الفرصة لمصر للتصدير لها وكذلك زيارة تشاد لأن لها دوراً ملحوظاً في التصدي للارهاب.