مكالمة تليفونية من باريس صاحبها عضو رابطة المصريين العاملين في فرنسا.. نقل إليّ خلالها معاناة زملائه من أفراد الجالية مع شركة مصر للطيران. وتعمدها حرمانهم من قضائهم الإجازة الصيفية مع ذويهم في مصر. الأخ عبدالرحمن سليم الذي نقل إلي شكوي أفراد الجالية عاتب علي شركة الطيران التي تغالي بصورة مبالغ فيها في أسعار تذاكر الطيران وزيادتها بصورة عشوائية ظناً من الشركة أن المصريين في فرنسا يغترفون الأموال دون حساب وعليهم أن يدفعوا ضريبة انتمائهم لمصر.. ولا يكفي الشركة أنهما تركوا وطنهم إلا بحثاً عن عمل افتقدوه في بلدهم.. وعليها أن تدرك أن أصحاب الأعمال الفرنسيين لا يوزعون أموالهم علي العاملين المغتربين باليمين والشمال. الشركة المصرية ضاعفت ثمن التذاكر عدة مرات من 320 يورو إلي 440 ثم مرة أخري إلي 650 يورو وهو مبلغ كبير إذا ما قيس بأسعار الشركات الأخري.. فإذا حولناه إلي العملة المصرية سوف نجد أنه يقترب من ستة آلاف جنيه. فلو فرضنا أن رب أسرة مكونة من زوج وزوجة وابنين فقط ويريدون قضاء إجازتهم في مصر فعليهم أن يدفعوا 25 ألف جنيه ثمن تذاكر الطائرة فقط. ناهيك عن المصروفات التي يتطلبها قضاء الإجازة في مصر. الشكوي لمدير مكتب الشركة في باريس أو الرئيس الإقليمي لم تنفع ولا تجد لها صدي.. بل إن المسئول هناك مستعد كما يقول للاستغناء عن الركاب المصريين.. ويكفيه الزبائن من الجنسيات الأخري. وهو منطق لا أدري مدي صحته أو مدي قبوله من مسئولي الشركة في القاهرة. المصريون في فرنسا يحجزون تذاكرهم قبل السفر إلي القاهرة بتسعة أشهر.. ومعني ذلك أن هذه الأموال توضع في البنوك لحساب شركة مصر للطيران. وتستفيد الشركة من عائداتها. وهذا يعني أن سعر التذكرة يصل إلي ما يزيد علي 6500 جنيه!! إن شركة مصر للطيران شركة وطنية وهي تهدف إلي الربح لاشك في ذلك لتطوير وتحديث اسطولها وتقديم خدمات أفضل للركاب.. ولكن عليها أن توائم بين هذه الأهداف ومصلحة المصريين المغتربين في البلاد الأوروبية. إن إصرار الشركة علي المبالغة في أسعار تذاكرها يضع المصريين في فرنسا أمام خيارين.. إما أن يبحثوا عن شركات أرخص.. وما أكثر الشركات التي تعطي أسعاراً منافسة وبذلك تخسر أموال هؤلاء المصريين. أما الخيار الثاني.. فهو أن يفضل المصريون البقاء في فرنسا ويقضوا إجازتهم في أي منتجع هناك. وبدلاً من أن يصرفوا مدخراتهم في بلدهم يصرفونها بعيداً عنها.. ثم إن غيابهم لفترات طويلة عن مصر يضعف انتماءهم إليها.. وفي هذا من الخطورة ما فيه.