في مشهد سيذكره التاريخ كان الطفل "ياسين أحمد عبدالفتاح" الذي لم يتجاوز العامين من عمره في مقدمة المشيعين لجنازة والده الرائد أحمد عبدالفتاح جمعة محمد الضابط بقطاع الأمن المركزي بقنا والذي استشهد أثناء قيام القوات باستهداف وكر خلية إرهابية بالظهير الصحراوي لقرية الكرنك بدائرة مركز أبو تشت شمال قنا. وتقدم اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا يرافقه اللواء علاء محمود العياط مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا ود.عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي الجنازة العسكرية التي أقيمت للشهيد. وبمشاركة اللواء أدهم الفاتح رئيس الرقابة الإدارية واللواء أيمن حلمي مدير المخابرات العامة للمنطقة الجنوبية والعميد حازم أبو الفتوح مدير إدارة الأمن الوطني والعميد وليد محمد المستشار العسكري لمحافظة قنا والعقيد برهان بشرة قائد القطاع العسكري بقنا وأعضاء مجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية وجمع غفير من أهالي قرية أبو دياب بمركز دشنا مسقط رأس الشهيد والقري المجاورة. وأدي محافظ قنا والقيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية صلاة الجنازة علي روح الشهيد بمسجد العارف بالله سيدي عبدالرحيم القنائي. وتابع محافظ قنا عملية دفن جثمان الشهيد بمقابر الأسرة بقرية أبو دياب بمركز دشنا ثم قدم واجب الاعزاء لأسرة الشهيد. معرباً عن خالص تعازيه داعياً الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسوان. وأكد محافظ قنا دعم الشعب المصري ومؤسسات الدولة المختلفة لكافة الجهود التي تقودها القوات المسلحة والشرطة من أجل القضاء علي الإرهاب. مضيفاً أن تلك الاعتداءات لن تعوق رجال الأجهزة الأمنية عن تأدية واجبهم الوطني بل تزيدهم عزيمة واصراراً. ووسط حالة من الحزن التي خيمت عليه كما خيمت علي كافة أبناء محافظة قنا. قال محمد عبدالفتاح جمعة الموظف بالبترول شقيق الشهيد وهو يجهش بالبكاء "الله يرحمك يا أحمد.. الله يرحمك يا أخويا.. منهم لله الخونة". وقال أحمد الرشيدي الموظف بديوان عام محافظة قنا ابن خال الشهيد إن الشهيد أحمد عبدالفتاح كان يتميز بحسن الخلق وكان عليه رحمة الله يتعامل مع الجميع بكل ود واحترام ويحترم الصغير قبل الكبير حتي أصبح محبوباً من الجميع ورغم مهام عمله الصعبة إلا أنه كان يحرص دائماً علي التواجد في القرية في كافة المناسبات. ولم نذكر يوماً أنه تعامل مع أحد علي أنه ضابط شرطة فعاش طيلة حياته يتميز بالتواضع وحب الجميع. لافتاً إلي أن الشهيد له طفلان هما خديجة 5 سنوات وياسين "عامان". أما النقيب علي أحمد ضابط شرطة وأحد المشاركين في العملية التي استشهد خلالها الرائد أحمد عبدالفتاح. فقال إن الشهيد لم يكن يوماً يهاب الموت فكان دائماً يتقدم صفوف المواجهة للاشتباك مع العناصر الإجرامية وأبلي بلاءً حسناً في الحملات التي شنتها مديرية أمن قنا مؤخراً علي البؤر الإجرامية في حمرا دوم وأبو حزام والحجيرات والكرنك. وفي يوم تنفيذ الهجوم علي العناصر الإرهابية قام الشهيد بالاتصال بأسرته علي غير العادة وقام بالاطمئنان عليهم وكأنه يودعهم. وما أن دارت الاشتباكات نجح الشهيد في تصفية اثنين من العناصر الإرهابية الي أن تلقي طلقة في الرأس فقمت بنقله لمنطقة اخلاء وعدت بعدها لاستكمال الاشتباك وقمت بتصفية الإرهابي مطلق الرصاص علي الرائد أحمد عبدالفتاح عليه رحمة الله.