نعم.. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. أنهم جنود مصر خير أجناد الأرض.. كل ذرة رمل في مصر تحكي عن بطولاتهم منذ بداية التاريخ.. كل حبة رمل أو تراب ارتوت بدمائهم الزكية.. وكل إنجاز في مصر ارتبط بعطائهم وتضحياتهم التي صنعت الأمن والأمان وجعلت من مصر بلدا آمنا بتوفيق رب العالمين الذي كتب علي مصر الأمان "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" رغم أنف كل عدو. عن قائد الدبابة المصرية أكتب.. هو واحد من جند مصر نموذج لشباب مصر الذين لبوا نداء الواجب فقرروا العطاء والتضحية والفداء من أجل تراب هذا الوطن. عن شاب مصري أصيل أكتب.. لا نعرف اسمه أو هويته لكن نعرف انه ابن مصر.. واحد من جنودها الأوفياء.. نموذج يحكي قصة بطولات مصر منذ دحر الهكسوس حتي حربنا ضد الإرهاب والتي قاربت علي النهاية بنصر مبين إن شاء الله. هذا الجندي النموذج.. لم يفكر لحظة وهو يشاهد الخطر القادم نحو أهله وأبناء وطنه.. تحرك بدبابته وقفز بجنازيرها فوق السيارة المعادية الملغومة لينقذ العشرات الذين كان يمكن أن يكونوا ضحايا لغدر وخسة قائد تلك السيارة الملغومة ومن وراءه. شاهد العالم الفيديو المصور للواقعة.. وكيف ان قائد هذه الدبابة الإنسان المجاهد عندما رصد تلك السيارة قبل وصولها لنقطة التفتيش وكان واضحا ان هدفها غادر وانها تسير نحو احداث الخراب كعادة الإرهاب.. لحظتها تحركت الدبابة بثقة وإيمان قائدها.. وقفزت برجولة الجندي المصري فوق السيارة لتحطمها وتنقذ العشرات. لم يفكر أحد فينا عن حالة هذا المقاتل المصري الشريف وهل فكر لحظة في نفسه.. أو في أسرته؟ مثله مثل كل جنود مصر الأوفياء لم يفكر في نفسه ولم يتردد لحظة خوفاً من انفجار السيارة الملعونة فيه أو أن يكون ضحية جديدة من ضحايا الشرف المصري.. لم يفكر في أسرته.. والده.. والدته.. زوجته.. أبنائه إذا كان له أبناء.. لم يفكر في ان أمامه مستقبلا زاهرا باهرا إن شاء الله كل ما فكر فيه هو شرف الجندية.. واجبه نحو وطنه.. واجبه وأمانته التي حملها لإنقاذ هؤلاء العشرات من أبناء الوطن. هذه هي عقيدة الجيش المصري منذ الأزل وبشهادة خير المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. عقيدة الجيش المصري دائماً هي حماية الوطن والمواطن شرف الجندية في حماية الأرض والعرض.. تاريخ الجيش المصري يحكي بطولات لا تحدد اسما لبطل ولا تحكي عن بطولة فردية بل هي حكاية جيش وحكاية وطن وحكاية عقيدة وحكاية شرف. عبدالمنعم رياض نموذجاً.. جمال عبدالناصر قائداً.. أنور السادات.. عبدالفتاح السيسي وقبلهم وبعدهم وبينهم أبطال سيظل التاريخ يذكرهم ويذكر إنجازاتهم بأنهم جنود من مصر..!! في 23 يوليو التي احتفلنا مؤخراً بذكراها ال 65 خرج عبدالناصر وعدد من ضباط الجيش المصري ليقودوا إرادة الشعب ويحموا مقدراته وبعدها بأكثر من 60 عاما خرج عبدالفتاح السيسي يحمي إرادة الشعب في 30 يونية وقبلهم كان جيش مصر في 2011 هو الذي يحمي الوطن والمواطن بعد أن انهارت الدولة أو كادت تنهار لولا رعاية الله وعونه وانه سبحانه كتب لمصر الأمان فكان جيش مصر عند الوعد وعند العهد وخرج ليحمي أهله.. وخرج من معركة الواقع الأليم منتصرا لتعود مصر مرة أخري إنه جيش مصر. قبله.. وفي 1967 عندما حدثت النكسة خرج شعب مصر مساندا لجيشه رافضاً تنحي الرئيس جمال عبدالناصر في 9 يونية أي بعد المعركة بساعات.. معلناً انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وان شعب مصر كله جنود.. ليستعيد جيش مصر كرامة الشعب بعد 6 سنوات.. وكان نصر أكتوبر. هذه الروح الوطنية وتلك العقيدة الوطنية لجيش مصر هي التي حركت قائد الدبابة ليحطم سيارة الارهاب الملغومة ويحمي أبناء الوطن. قائد الدبابة ليس وحده.. وليس حالة منفردة.. انه واحد من جيش يحارب الارهاب ويحارب الفساد.. ويحارب في معركة التنمية والبناء.. جيش يتحمل مسئولية تاريخية في هذا الزمن الصعب.. فكانت عملية حق الشهيد التي تحقق كل يوم انتصارا علي الارهاب هي عملية تضم آلافاً من جند مصر الأبرار.. يخرجون كل يوم بل كل ساعة لحماية أمن مصر وأمان المصريين. قائد الدبابة المصرية ليس حالة منفردة بل عضو في أداء جماعي لجيش من أبناء الشعب عقيدته حماية الشعب من كل خطر.. والنصر قادم إن شاء الله. نعم.. إنهم رجال.