حديثنا عن مشكلات الحب لم ينته. ولكن وجب علينا توضيح أنواع الحب وتداخله. والذي يسبب العديد من المشكلات. واليوم نتحدث عن نوع من المشكلات يتسبب فيها حب الأم لابنتها أو لابنها. هذا الحب الذي تظن فيه الأم أنها امتلكت أولادها وبناتها. ولا ترغب في فطامهم النفسي والاعتماد عليها. حتي تظل متمسكة بهم كأطفال رُضَّع.. وتظل متمسكة بشعور أنهم لن يستطيعوا الحياة بمفردهم وأنهم دائماً بحاجة ماسة إليها. هذا النوع من الحب يدمر علاقة الأبناء بالطرف الآخر. فسواء كان التعلق بالابن أو الابنة. فإن الطرف الثاني المتمثل في الزوج لن يقبل أن تُدار حياته عن طريق الأم والأمثلة علي ذلك كثيرة من المشكلات التي تصلنا واليوم نتطرق لنموذج سيطرة الأم علي ابنتها ورغبتها في التحكم ببيتها حتي عن بعد. تقول صديقتي. صاحبة المشكلة: إنها بعد أن تزوجت كانت الأم تزورها كل يوم. وتظل تسألها عن كل تفاصيل حياتها بما فيها علاقتها الخاصة بزوجها. وعدد لقاءاتهما. وربما أيضاً كيفيتها. وعندما رفضت البنت هذا السلوك من أمها. غضبت الأم وقالت: إنها ترغب في الاطمئنان عليها. بل مرضت الأم وربما كان مرضاً سياسياً الغرض منه السيطرة علي مشاعر الابنة. لتحكي لها المزيد من المعلومات.. بل تتدخل أحياناً في أسماء الأطباء الذين يجب أن تتابع معهم في حملها. وبعد الولادة في أسماء الأطباء لطفلها. علماً بأن زوج الابنة طبيب.. ولأن البنت بارة بأمها ولا ترغب في إغضابها. فكانت تستجيب وتتحمل مشاجرتها مع زوجها.. حتي مل الزوج ووصل لرغبته في عدم زيارة الأم. وعدم استقبالها ببيته ومغادرته للبيت أثناء حضور الأم لزيارتهم. مثل تلك المشكلة تسبب فيها هذا النموذج من الحب المرضي للأم. والذي هو حب الامتلاك والسيطرة. وليس حب الخوف الطبيعي الذي تظهره الأم الرزينة العاقلة.. ولمثل هذه المشكلة نقول للبنت: إن حبك لأمك وعدم الرغبة في إغضابها من الأشياء المحمودة براً بوالدتك. ولكن هناك الزوج الذي له حق الطاعة. ومن حقه أن يعيش حياته في بيته له القوامة عليه. وقد وصل الحال بينه وبين أمك لحالة سيئة. وقد يتدهور الحال ويصل بكما لمفترق الطريق. بعد اكتشافه أنه تزوج جسدك وعقل أمك. ولذا وجب عليك إنقاذ حياتك. تحدثي لأمك بهدوء أنك لم تعد بك رغبة في تدخلها. وامتنعي عن مشورتها فوراً ولا تنفذي رغباتها. بل رغبات زوجك.. ستغضب الأم وربما تمرض هذا المرض السياسي الذي تؤثر به علي مشاعرك. لكنها ستفيق وتعتاد الأمر بالتدريج.. وأنت كذلك قللي الجرعة بالتدريج. انسحبي وافطمي نفسك عن أمك. وإن جاز التعبير. افطميها عن بنوتك تدريجياً مع الاحتفاظ ببرها وإظهار حبك وحب زوجك لها. ولكن لا تعود تحت سيطرتها. وتستسلمي لرغباتها إن رغبت في الاحتفاظ بزوجك وبيتك. ونقول للأم: إنك لن تسعدي عندما تصلين لما تسعين إليه وهو وضع بيت ابنتك متمثلاً فيها وزوجها تحت السيطرة. لقد عشت حياتك ولك بيتك. فلماذا تدمرين حياة ابنتك؟!.. إن دورك الحقيقي يجب أن يتوقف علي كونك مستشارة لها وفقط.. ليس عليك السعي لتنفيذ هذه المشورة علي حسب رغبتك ولا تتسببي في الفرقة بين ابنتك وزوجها. عزيزتي كل أم: إننا نربي أطفالنا ونعلمهم حتي سن معينة ويقول رسولنا الحكيم: "لاعبوهم لسبع. واضربوهم لسبع. وصاحبوهم لسبع" ولو جمعنا العدد لكان 21 عاماً أي أن دورك انتهي إلا من مستشارة إن أراد الابن أو الابنة.. فلماذا نسعي لتخريب حياة أولادنا؟!.. فكري بعقل وضعي نفسك مكانها.. ماذا لو تحكم في بيتك أي شخص. حماتك مثلاً. أو والد زوجك.. هل تسعدين؟!! الحب الذي يدمر ليس حباً والخلط بين الحب وسوء استخدام السلطة الأبوية إنما هو القتل العمد لفلذات أكبادنا. همسات: أكرموا من حولكم بكلمات جميلة. وأفعال أجمل. فلقد خلقنا لفترة من الزمن وسنرحل.. ليتنا نترك أثراً طيباً في نفوس الغير.