عدم البدء في مشروع مستشفي "مركز جامعة سوهاج ومؤسسة مصر الخير لجراحات الوجه والرأس للأطفال" أصاب الشارع السوهاجي بصفة خاصة والشارع الصعيدي بصفة عامة بحالة من الاستياء وأصبح الحلم ببناء صرح طبي عالمي بسوهاج علي غرار مركز أسوان للقلب ومستشفي سرطان الأطفال 57357 بعيدا عن الواقع بعد ان تبادل الطرفان الاتهامات. وبالرغم من مرور ست سنوات إلا ان تنفيذ المشروع حبيس الادراج والغرف المغلقة.. بين اتهام لجامعة سوهاج بالتقصير في انهاء الاجراءات المتعلقة ببناء المستشفي وما بين اتهام الجامعة لمؤسسة مصر الخير بأن هناك برتوكولاً تم توقيعه علي جميع الأطراف أن تلتزم بما جاء فيه من بنود حتي لا يتعرض احد من الجامعة للمساءلة ليبقي في النهاية حلم انشاء الصرح الطبي العالمي لانقاذ وعلاج الاطفال الذين ولدوا بعيوب خلقية ليس في الصعيد فقط بل في جميع ربوع مصر سراباً. "المساء" حاولت كشف الحقيقة الغائبة عن تلك الولادة المتعثرة التي لم يؤذن لولادتها بعد!! البداية كانت منذ ما يقرب من 6 سنوات عندما جاءت فكرة إنشاء أول مركز من نوعه لعلاج تشوهات الوجه والرأس في جامعة سوهاج من مجموعة من الاطباء الذين يتخذون ويرون في مهنة الطب رسالة لخدمة المجتمع. ولان الفكرة كانت عظيمة. قدر لها ان تسير في الطريق الصحيح بعد استشارة عدد من الخبراء العالميين في هذا المجال الذين أبدوا استعدادهم لنجاح المشروع ليقرر رئيس المجلس الأعلي للجامعات إنشاء مركز الرعاية وجراحات الوجه والرأس التكميلية للأطفال بكلية الطب بجامعة سوهاج كوحدة ذات طابع خاص. تحت رقم 179 بتاريخ 20 نوفمبر 2011. وبعدها تم الحصول علي التراخيص. ثم تم توقيع بروتوكول رقم "LPR04160038" بتاريخ 11-5-2016م والخاص بالتعاون بخصوص مستشفي مركز جامعة سوهاج ومؤسسة مصر الخير لجراحات الوجه والرأس للأطفال ولأن النجاح له اعداء هناك من يحاول ان يعرقل المشروع ولا يفكر إلا في المصلحة الخاصة. لتمر السنوات دون تحقيق اي تقدم يذكر ليصاب الجميع في سوهاج بخيبة أمل. وهم يرون حلم بناء الصرح الطبي حيث التخصص النادر علي مستوي المنطقة العربية كلها وافريقيا. "المساء" عايشت المشكلة في بادرة منها لتحريك المياه الراكدة. حيث أكد "أحمد حلمي" مدير فرع مؤسسة الخير بسوهاج ان المؤسسة وقعت برتوكولا مع جامعة سوهاج لبناء وإنشاء المركز وملتزمون به وبكل ما جاء في بنوده. إلا أن جامعة سوهاج تتعمد تأخير او عدم تنفيذ المشروع حيث ارسلت مؤسسة مصر الخير الي جامعة سوهاج اخطاراً باستعداد المؤسسة لبدء الحفر فوراً. وتطلب إزالة اي اشغالات علي الأرض واستخراج التصاريح اللازمة لدخول معدات الحفر لكن الجامعة لم تستجب. كما ان وفداً من مؤسسة مصر الخير طلب لقاء رئيس الجامعة الدكتور صفا محمود السيد. لأخذ إشارة البدء في التنفيذ. ولكنه رفض مقابلتهم. ولا نعرف السبب حتي الآن بدليل انه لم يتم تسليمنا الأرض المخصصة للمركز الطبي. وعلي الجانب الآخر أوضحت جامعة سوهاج ل "المساء" حقيقة ما اثير من اتهامات للجامعة بشأن بناء المركز الطبي.. بأنه منذ قرار التخصيص لإنشاء المركز في 27 مايو 2013م. وحتي الآن قرر مجلس الجامعة بجلسته رقم "76" المنعقدة في 27-5-2013م الموافقة علي تخصيص مساحة 980 م2 بالأرض ملك الجامعة غرب المدينة الجامعية بجوار الملاعب الرياضية خلف عمارة اعضاء هيئة التدريس وذلك لمركز الرعاية لجراحات التجميل لعيوب الوجه والرأس للأطفال حيث تم توقيع بروتوكول رقم "LPR04160038" بتاريخ 11-5-2016م والخاص بالتعاون بخصوص مستشفي مركز جامعة سوهاج ومؤسسة مصر الخير لجراحات الوجه والرأس للأ طفال والتزم الطرف الأول "الجامعة" بتخصيص قطعة أرض مساحتها 1170م2 ملك الجامعة غرب المدينة الجامعة بجوار الملاعب الرياضية خلف عمارة اعضاء هيئة التدريس وفقا لقرار مجلس الجامعة. واصدرت الرخصة الخاصة بالمشروع. وأضافت جامعة سوهاج. مؤسسة مصر الخير "الطرف الثاني" لم تقم بالتزاماتها علي النحو التالي: لم تقدم الدعم المالي للمشروع "بقيمة 72 مليون جنيه مصري لا غير" لإنشاء المستشفي بالكامل وتجهيزه طبقا لأعلي المعايير العالمية. كما ان مؤسسة مصر الخير لم تقم حتي تاريخه بطرح مستشفي مركز جامعة سوهاج ومؤسسة مصر الخير لجراحات الوجه والرأس للأطفال في مناقصة عامة أو بالاسناد إلي اي مقاول. اشارت جامعة سوهاج إلي أنه ورد كتاب مؤسسة مصر الخير بتاريخ 27-3-2017م والمتضمن انه ستبدأ مؤسسة مصر الخير باتخاذ الخطوات التنفيذية وأولها سور مؤقت لأرض المستشفي وإخلاء الموقع من جميع ما يعوقه والبدء في التنفيذ ثم البدء في تنفيذ اعمال الحفر فوراً. وبناء علي ذلك تم تشكيل لجنة من اعضاء إدارات الجامعة بتاريخ 2-4-2017م لتسليم الموقع لمؤسسة مصر الخير بناءاً علي طلبهم وتم اخطارهم بذلك وطلبت اللجنة حضور مندوب عن المقاول الكلف بتنفيذ المشروع من قبل مؤسسة مصر الخير للاشتراك في اعمال استلام الموقع وتقديم صورة من العقد المبرم بين مؤسسة مصر الخير والمقاول المتعاقد لتنفيذ المشروع ومستنداته وذلك حتي تتمكن الإدارة الهندسية من الاشراف علي المشروع ومحاسبة المقاول طبقا لكراسة الشروط والمواصفات والرسومات الخاصة بالاعمال او عند قيامه بأعمال تؤثر علي منشآت الجامعة المحيطة به وللحفاظ علي سلامة الطلاب والعاملين بالجامعة وتم اخطار مؤسسة مصر الخير بذلك. ولكن مؤسسة مصر الخير تصر علي استلام الموقع. وافادونا بأن المؤسسة سوف تقوم بتكليف مقاول للتنفيذ كل بند علي حده في المشروع بنظام التبرع. واوضحت الجامعة بأنه بناءاً علي البند رقم "2" من التزامات الطرف الثاني فإن الإدارة الهندسية في هذه الحالة لن تتمكن من متابعة الاعمال والاشراف علي تنفيذ المشروع طبقا لكراسة الشروط والمواصات علي مقاولين ليس لديهم اي صفة قانونية فيما يخص المشروع وقيامهم بتنفيذ اعمال داخل ارض الجامعة وهذا مخالف للقوانين المعمول بها في المناقصات والمزايدات لتنفيذ المشروعات وأكدت جامعة سوهاج انها تقدم بالفعل كل الدعم لاتمام المشروع. ولكن تشترط تسليم الأرض الي اي مقاول من قبل مصر الخير. حتي يتسني لها التأكد من مسئولية فرد وهو مقاول واحد. لضمان المحاسبة علي فترة انجاز المشروع. وشددت جامعة سوهاج علي ان الجامعة سخرت كل الامكانيات لاقامة هذا الحلم. وان جامعة سوهاج دائماً تمد يدها الي كل من لديه نية في خدمة المجتمع ولا تبحث عن اي مصالح كما يفعل الآخرون. فيما وجدنا تساؤلات كثيرة من قبل عدد من اعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة لماذا تم اختيار هذا المكان بالرغم من انه يقع في قلب ملاعب كلية التربية الرياضية. وبالرغم انه ياضا بالقرب من مباني مدينة الطالبات. فهناك رأي الكثير منهم يقول انه من الافضل ان المستشفي كان يبني في مكان آخر بالجامعة الجديدة حيث المستقبل علي حد قولهم. وفي النهاية نود ان نشير الي ان د.أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج اعلن في بيان إعلامي سابق عن بدء العمل في إنشاء المركز العلمي لجراحة الوجه والرأس. وهو المركز الثالث علي مستوي العالم. بمشاركة بين جامعة سوهاج ومؤسسة مصر الخير. برأسمال نحو 71 مليون جنيه!! إلا أن الواقع عكس ذلك تماماً. فالمشروع مازال حلما يراوح مكانه. بل هناك من يحاول ان يزيحه من مكانه. ويقتل حلم أسر وأطفال مصر الذين ولودوا بعيوب خلقية. أطفال في انتظار الرحمة.. بالتأكيد تدخل كل من د.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ود.محافظ سوهاج سيحول حلم إنشاء صرح طبي عالمي في تخصص نادر "جراحات الوجه والرأس للأطفال" إلي حقيقة.