في جمعة خيبة الامل بالامس اختفي المتظاهرون من ميادين مصر علي اعتبار أن الثورة نجحت وأن الاموال المنهوبة ردت وأن الشهداء الحقيقيين حصلوا علي حقوقهم وأن قتلتهم نالوا عقوبات رادعة وأن الرئيس المخلوع وأسرته اعترفوا بجرائمهم وقضت المحكمة باحكام عادلة ضدهم. في جمعة خيبة الامل بالامس عاد الرئيس اليمني المرفوض شعبيا والمقبول قبليا إلي اليمن لتراق دماء بريئة مجددا وكأن علي عبد الله صالح يخرج لسانه متحديا الجميع معلنا استمرار سياسة القمع والقهر والتنكيل التي تعود عليها زعماء العرب علي مدار العقود الماضية. في جمعة خيبة الامل واصل بشار الاسد سحل وقتل المتظاهرين منصبا نفسه سفاحا للقرن الواحد والعشرين وأنه هتلر العرب الجديد الذي لم يحرق اليهود ولكنه يحرق ابناء شعبه الثائر. في جمعة خيبة الامل واصلت امريكا وإسرائيل استخفافها بالعرب وبالقضية الفلسطينية.. فتحالف اوباما ونتنياهو يحاول اجهاض مساعي ابو مازن في الاعتراف بدولته في الاممالمتحدة ويقف ضده بالمرصاد ملوحا باستخدام حق الفيتو لمنع هذا الاعتراف. في جمعة خيبة الامل استمر الصمت العربي الرهيب تجاه دعم الحق الفلسطيني وظهر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ليدشن نفسه زعيما عربيا ينطق بلسان الشعوب العربية مهددا ثائرا علي الصلف والعناد والجبروت الاسرائيلي. اردوغان في امريكا لم يختلف عن اردوغان في مصر ولم يختلف في مواقفه داخل انقرة.. اردوغان لم يدع بل قال ما يقتنع به فكان صادقا فصدقه الناس. صحيح أن الزعيم التركي ينفذ أجندة سياسية واقتصادية ¢هذا حقه¢ في محاولة للوصول إلي عضوية الاتحاد الاوربي والفوز بجزء من كعكة اعمار ليبيا وزيادة التبادل التجاري مع مصر وتحقيق مكاسب اقتصادية لبلاده لكنه نال ثقة واعجاب العرب لأنه جعلهم يتذكرون أن بينهم رجالا غيرت التاريخ وصنعوا تاريخا جديدا لبلادهم وهاهو يقول ويفعل مثلما كان يقول ويفعل عبد الناصر. في جمعة خيبة الامل بالامس ما عدنا نعرف هل المستقبل اكثر اظلاما أم أنه مستقبل واعد لشعوب ضحت بالغالي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمشاركة في صناعة قرارها حتي لو كانت خاطئة؟ لأنها باختصار تحملت علي مدار التاريخ سخف وعبث وسوء قرارات زعمائها فتحولت إلي اشباه وبقايا بشر. نحن شعوب تحملت الذل والهوان لكننا اثبتنا اننا قادرون علي التغيير وسنفعل ذلك في اكثر من جمعة قادمة ولكن بالامل.