بعد أن أشرفت الأزمة الليبية علي النهاية.. لاستكمال ثورة شعب ضد حكم مستبد إستمر قرابة 42 عاماً.. فإن ثورة 17 فبراير الليبية تسعي إلي فرض حقيقة وجود جديدة أمام العالم بوضع قواعد لمجتمع حضاري مميز يتبوأ مكانة رائدة داخل المنظومة العالمية.. وبحكم علاقات الجوار التاريخية بين الشعبين المصري والليبي فإن لمصر دوراً كبيراً في الوجود الليبي الجديد علي الساحة العالمية.. التقت "المساء"د.عبدالناصر شماطة ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالقاهرة في حوار موسع لتوضيح بعض ملامح المرحلة المقبلة.. وخاص في ظل ثورة 25 يناير المصرية وثورة 17 فبراير الليبية. وفي سؤال حول الدور الذي ستلعبه مصر في بناء ليبيا الحديثة قال د.عبدالناصر إنه بحكم العلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين المصري والليبي سيكون لمصر دور كبير في تحقيق التنمية داخل المجتمع الليبي.. خاصة في المجالات الاقتصادية التي تشمل مشروعات إعادة الإعمار في القطاعات الصناعية والزراعية والصحية علاوة علي التعليم الجامعي..مشيرا إلي أنه سيتم العمل أيضا علي تفعيل وتطبيق إتفاقية الحريات الأربعة والتي تم إبرامها مع مصر منذ عدة سنوات وتشمل التنقل والإقامة والتملك والعمل. وفي سؤال حول المتوقع في المستقبل القريب عن الاستثمارات الليبية في مصر.. أجاب أنه غالبا ما سيتم مضاعفة الاستثمارات الليبية علي أرض مصر في مجالات الزراعة والسياحة والبنوك.. وذلك علي مستوي القاهرة والمحافظات.. وجميع هذه المشروعات ستكون جاذبة للأيدي العاملة المصرية والليبية أيضا. "الضمانات" وعن الضمانات التي ستكفلها ليبيا للعمالة المصرية سواء الموجودة حاليا أو التي ستنتقل إلي ليبيا في الفترة القادمة وهي فترة ما بعد الثورة الليبية أكد د.عبدالناصر شماطة أن الموقف الليبي خاصة في ظل ثورة 17 فبراير ستراعي فرض الضمانات الكافية للإقامة الآمنة للعمالة المصرية بليبيا بعيدا عن أي تعقيدات إدارية وفي إطار الحفاظ علي حقوق أبناء مصر.. وعامة فإن الظروف ستكون ممهدة أمام كل مصري بمختلف مناحي الحياة بليبيا. "الثورتان" وعن التنسيق بين الثورتين المصرية والليبية قال إن المستقبل القريب سوف يشهد عقد لقاءات بين شباب 25 يناير و 17 فبراير مما يساهم في توطيد العلاقة بين البلدين بشكل يؤكد دورهما في نجاح الثورتين.. وإسقاط أنظمة حكم فاسد..وليبيا الجديدة تسعي مثل مصر بخطوات إيجابية نحو ترتيب البيت من الداخل سعيا إلي مستقبل واعد لبناء علاقات جديدة لفترة ما بعد مبارك والقذافي. وفي سؤال حول رأي د.عبدالناصر شماطة ممثل المجلس الوطني الإنتقالي الليبي بالقاهرة في ثورة 25 يناير المجيدة قال إن الثورة المصرية وقف خلفها عامل هام كان سببا في نجاحها هو عدم وجود قيادة للثورة.. وفي نفس الوقت كان أيضا هذا العامل سببا في صعوبات عديدة من أجل تحقيق كل الأهداف.. أما بالنسبة لثورة 17 فبراير الليبية فقد ولدت بقيادة استمرت معها حتي سقوط نظام القذافي.. فالالتفاف والاتفاق مع شخصية المستشار مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي بليبيا ساهم في نجاح الثورة الليبية مما قاد إلي رفع العلم الليبي القديم الجديد والذي سبق وتم رفعه في عام الاستقلال سنة 1951. "الدولة العصرية" وعن المطلوب من الشعب الليبي خلال المرحلة القادمة قال د.عبدالناصر إنه لابد علي الشعب الليبي أن يغير من أفكاره بما يتمشي مع الدولة العصرية الحديثة الرامية إلي سيادة القانون وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وفيما يتعلق برموز النظام السابق وبصفة خاصة من ثبت تورطهم في جرائم قتل وتعذيب وسرقة المال العام قال ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن جميع المتورطين سيتم محاسبتهم برغبة أبناء الشعب الليبي من خلال محاكمات عادلة وشفافة بداية من القذافي وحتي أصغر عضو متورط في النظام السابق. وعن ليبيا الجديدة كما يراها د.عبدالناصر شماطة قال إنها ستعود إلي البيت العربي بشكل جديد يؤكد علي القيم العربية والإسلامية الأصلية.. ولا خوف علي مستقبل 6 ملايين ليبي يتمتعون بالديانة الإسلامية وأغلبهم يتبع المذهب المالكي.