رغم المراوغة المستمرة التي تتبعها دولة قطر وإصرارها علي سياساتها المعادية للدول العربية. والتي أفشلت جهود الوساطة الكويتية الأسبوع الماضي لرأب الصدع داخل البيت الخليجي والعربي. إلا أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لا يزال يواصل جهوده في إثناء الدوحة عن مواقفها وسياستها الداعمة للإرهاب وتغريدها خارج السرب العربي وصولا إلي تسوية للأزمة الراهنة. أكدت مصادر عربية مطلعة ل "المساء" أن أمير الكويت يقود جهودا كبيرة لرأب الصدع ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الأشقاء. إلا أن الدوحة لا تزال تواصل تعنتها ومماطلتها في الاعتراف بخطأها بحق أشقائها. رجحت المصادر عدم نجاح المفاوضات الجارية نظرا لاستمرار قطر في سياساتها. وأعربت عن استغرابها من إصرار قطر علي إنكار الحقيقة وتحويلها إلي اتهامات بأن هناك من يسعي إلي تدمير قطر. وهو ما يعني أنها لا تريد الاعتراف بالخطأ. انتقدت المصادر تصريحات وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن التي أكد فيها أن هناك محاولة لتدمير قطر وأنه لا يوجد دليل علي اتهام بلاده بتمويل منظمات إرهابية وأن الدوحة ليس لديها فكرة عن سبب الإجراءات التي تم اتخاذها ضدها مؤخرا. من جانبه أكد السفير سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية سابقا أهمية الجهود التي تقوم بها دولة الكويت للوساطة بين الأشقاء. مؤكدا أن الحل هو استخدام الوسائل الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة علي أسس وقواعد واضحة أهمها أن تلتزم دولة قطر بعدم تمويل المنظمات الإرهابية في المنطقة. قال إن المستفيد الوحيد الآن من تلك الأزمة هو المثلث غير العربي وهي إيران وتركيا وإسرائيل حيث تسعي إيران إلي ملء الفراغ الذي أوجده الخلاف العربي. من جانبه أكد السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقا أن أمير الكويت يبذل جهودا ضخمة لمحاولة احتواء الأزمة الراهنة بسبب السياسات القطرية الداعمة للإرهاب. قائلا إنها جهود مقدرة وتصب في صالح المنطقة والدول العربية. إلا أنه استبعد في الوقت ذاته أن تستجيب دولة قطر لنداء العقل. مؤكدا أنها مستمرة وتصر علي سياساتها خاصة بعد التصريحات التي أدلي بها وزير خارجية قطر والتي أعرب فيها عن استغرابه من قرارات المقاطعة وتأكيده علي أن الدوحة لها حق الرد علي الاتهامات الموجهة لها. من جانبها أكدت الجامعة العربية دعمها وتأييدها لجهود دولة الكويت للتعامل مع الأزمة وإنهاء الخلاف الحالي. حددت الجامعة العربية 5 عناصر أساسية لتسوية الأزمة مع قطر وحل الخلاف الحالي. وتتمثل في عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي طرف وتفعيل مبادئ حسن الجوار واحترام الخيارات السياسية لكل الدول والتمسك بميثاق الجامعة العربية ومقررات القمم العربية بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تمثل تحديا وجوديا في المرحلة الحالية لكل الدول العربية يستوجب تكاتف الجهود من قبل الجميع. قال الوزير مفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة إن أبوالغيط أبلغ وزير خارجية الكويت تثمينه للجهد الكويتي وتأييده له معتبرا أن "ما يقوم به سمو أمير الكويت يمثل كل العرب وليس فقط مجلس التعاون الخليجي". أعرب عن أمله بأن تكلل تلك الجهود بالنجاح وأن يتم التوافق علي أرضية مقبولة لحل الخلافات تحقق مصالح جميع الأطراف.