قال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الغيني ألفا كوندي اتفقا علي تطوير التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين في إطار الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الافريقي وذلك خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بقصر الاتحادية لنظيره الغاني ألفا كوندي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي. الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر. حيث تم اجراء مراسم الاستقبال الرسمي وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. أضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي رحب في بداية المباحثات بالرئيس الغيني. مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر و"أحمد سيكوتوريه". واللذين كانا من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية. وأعرب الرئيس السيسي عن اهتمام مصر بتطوير التعاون الثنائي مع غينيا في جميع المجالات. ولا سيما علي الأصعدة الاقتصادية والتجارية والزراعية. فضلاً عن زيادة تواجد الشركات المصرية في السوق الغيني. وذلك في اطار التوجه المصري نحو الانفتاح علي دول القارة وتوطيد التعاون معها. مع احترام سيادتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وأكد الرئيس السيسي في هذا الاطار ضرورة عقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة بين البلدين قريباً والاعداد الجيد له. وعبر الرئيس السيسي كذلك عن شكره لدعم غينيا لترشيح مصر للسيدة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو بصفتها المرشحة الأفريقية لهذا المنصب. أوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس ألفا كوندي أكد من جانبه حرص بلاده علي تطوير العلاقات القوية والمتميزة التي تربط بين البلدين خلال الفترة القادمة علي كافة المستويات. أعرب رئيس غينيا عن تقديره لمواقف مصر التاريخية الداعمة لبلاده منذ استقلالها. وما تقدمه من دعم فني لأبناء غينيا في مجالات متعددة. وهو ما يعكس الدور المصري الهام علي صعيد القارة الأفريقية وحرصها علي مساندة أشقائها الأفارقة. وأوضح "ألفا كوندي" حرصه علي دعم العمل الأفريقي المشترك خلال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقي وتحقيق تقدم ملموس علي صعيد التطوير والإصلاح المؤسسي للاتحاد. مؤكداً أهمية تحدث القارة بصوت واحد ازاء القضايا التي تمسها وايجاد حلول أفريقية للمشاكل التي تواجه دولها. وعدم افساح المجال للتدخل الأجنبي في شئون الدول الأفريقية. ومنوهاً إلي أهمية دور مصر في النهوض بأوضاع القارة واعتلائها المكانة التي تستحقها. قال السفير علاء يوسف انه تم خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات والاتفاق علي تطوير التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين في إطار الجهود الاقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الافريقي. كما تم التطرق إلي سبل تطوير جامعة "عبدالناصر" في غينيا. وأكد الرئيس السيسي مواصلة مصر دعم جهود بناء القدرات والبرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لأبناء غينيا. والاستمرار في تقديم منح دراسية سنوية من الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالي. تناولت المباحثات أيضاً مستجدات الأوضاع علي الصعيد الأفريقي. حيث أشاد الرئيس بإدارة الرئيس كوندي للاتحاد الأفريقي ودفع العمل الأفريقي المشترك. وأكد السيسي تطلع مصر لتكثيف التعاون معه وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة للدفع قدماً بجهود تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة. فضلاً عن تحقيق التطوير والإصلاح المؤسسي المنشود في الاتحاد الأفريقي. حيث أوضح الرئيس في هذا الاطار أهمية التوافق حول القرارات التي تصدر عن الاتحاد ودراستها بعناية. وهو ما أبدي الرئيس الغيني تفهماً لها. ثمن الرئيس كوندي في هذا السياق انخراط مصر بفاعلية في جهود حفظ الأمن والاستقرار بأفريقيا. أعرب الرئيس الغيني عن تقديره للجهود الكبيرة التي قامت بها مصر في تمثيل أفريقيا بالمؤتمرات الدولية المعنية بتغير المناخ وإطلاقها للمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة وتوفير الدعم اللازم لها. مؤكداً حرصه علي التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول سبل تنفيذ المبادرة. استعرضت المباحثات كذلك تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة الأفريقية. حيث تم تبادل الرؤي بشأن المستجدات في ليبيا. واتفق الجانبان علي أهمية مواصلة العمل مع الأشقاء في ليبيا من أجل دفع العملية السياسية واستعادة السلم والأمن في هذا البلد الشقيق. بما يعزز من الاستقرار في القارة الأفريقية بصفة عامة وفي منطقة الساحل بصفة خاصة. كما أشار الرئيس السيسي إلي أهمية دعم المؤسسات الوطنية الليبية. وعلي رأسها مجلس النواب والجيش الوطني الليبي. حتي يمكنها الاضطلاع بمهامها في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. وعقب المباحثات عقد الرئيس السيسي مؤتمراً صحفياً مع نظيره الغيني ألقي خلاله كلمة فيما يلي نصها: فخامة الرئيس ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا.. السيدات والسادة أود في البداية أن أرحب بالأخ العزيز فخامة الرئيس ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا ورئيس الاتحاد الأفريقي في بلده الثاني مصر وإنه لمن دواعي سروري استقبال فخامته في مصر في هذا اليوم الخاص والمميز يوم أفريقيا الذي نحتفل فيه بذكري تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو .1963 ونجدد فيه كأفارقة التزامنا بروح التعاون والتآخي والتضامن الأفريقي ويطيب لي بهذه المناسبة أن أرحب بالسادة السفراء الأفارقة الحاضرين معنا وأن أتقدم لهم ولشعوب دولهم الصديقة بأطيب التمنيات بمناسبة هذا اليوم. السيدات والسادة.. كما ذكرت فإن اليوم هو "يوم أفريقيا" الذي يواكب الذكري الرابعة والخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية. وإنه لمن دواعي الفخر أن مصر كانت في طليعة الدول المؤسسة للمنظمة التي جاء إنشاؤها تحقيقاً لحلم الوحدة الأفريقية ثم تحقق حلم ثان بحصول كافة الدول الأفريقية علي استقلالها من الاستعمار وتعاونها فيما بينها لإدراك هذا الهدف السامي والذي بذلت مصر كل الجهد لتحقيقه وتطور الطموح بتأسيس الاتحاد الافريقي عام 2002 ليشرف علي تنفيذ خطط الاندماج والتكامل الاقليمي في كافة المجالات ودفع عملية التنمية الشاملة تحقيقاً لأجندة 2063 فضلاً عن تعزيز جهود إرساء السلم والأمن بحيث أصبح للقارة الأفريقية صوت موحد علي صعيد العالم له وزنه وثقله يمكن أفريقيا من اعتلاء المكانة التي تليق بها عالمياً. فخامة الرئيس كوندي رئيس الاتحاد الافريقي.. السادة سفراء الدول الافريقية.. من حقنا كأفارقة أن نهنئ أنفسنا في هذا اليوم المميز علي جميع النجاحات التي حققناها علي مدار الأعوام الماضية وأن نتذكر أباءنا المؤسسين مجددين الشكر والعرفان لهم علي حكمتهم وبعد نظرهم عندما أسسوا منظمة الوحدة الأفريقية قبل نصف قرن وأن نجدد عهدنا بالاستمرار في تطوير آليات العمل الأفريقي المشترك لما فيه خير وازدهار كافة الشعوب الافريقية.. كل عام وأنتم وجميع شعوب قارتنا العزيزة بخير وسلام. فخامة الرئيس كوندي لقد سعدت بلقائك وما كشفه من تعدد أوجه التعاون بين جمهورية مصر العربية وجمهورية غينيا الشقيقة ليس فقط علي صعيد العلاقات الثنائية وإنما أيضاً في إطار الاتحاد الأفريقي وأتمني أن يستمر هذا التعاون والتنسيق الايجابي والمثمر علي الدوام. السادة الحضور.. مرة أخري أرحب بالأخ العزيز فخامة الرئيس ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا الشقيقة ورئيس الاتحاد الافريقي في بلده الثاني مصر وأتمني له إقامة سعيدة وطيبة في القاهرة.