استعاد فريق الزمالك ذاكرة الانتصارات. وحقق فوزا غاليا علي المقاولون العرب بهدفين مقابل هدف واحد في الجولة 28 للدوري الممتاز. ليرفع رصيده إلي 51 نقطة ويعزز مكانه بالمركز الثالث. في حين يتجمد رصيد المقاولون عند 34 نقطة ويبقي في المركز الحادي عشر. جاء هذا الانتصار الزملكاوي ليهدئ من نفوس جماهيره الغاضبة من الأداء المهتز والنتائج المتواضعة غير اللائقة بالقلعة البيضاء. وهو فوز يزيد من ثقة الجهاز الفني للفارس الأبيض بقيادة البرتغالي إيناسيو بعد سلسلة من التجارب ولاتزال في التشكيلات وأساليب اللعب. وأيضا تلك النقاط الثلاث تجعل الفريق ككل يلتقط الأنفاس قبل المواجهة المقبلة مع كابس يونايتد الزيمبابوي يوم الجمعة المقبلة بدوري المجموعات الأفريقي. وقد استحق الزمالك الفوز بالمباراة بغض النظر عن الجدل حول هدفه الأول الذي جاء من ركلة جزاء لأنه كان الأفضل بصفة عامة في اللقاء طبقا للأداء الفردي والجماعي وأيضا وفقا للاحصائيات وجميعها لصالح لاعبيه ولم يظهر المقاولون بالشكل المأمول منه إلا في النصف الأخير من الشوط الثاني. وقد أهدر وقتا طويلا ليتخلي عن حذره الدفاعي الزائد عن الحد. لعب الزمالك بتشكيل مختلف عن مبارياته السابقة في واحدة من مفاجآت المدرب البرتغالي إيناسيو حيث دفع بخمسة لاعبين كأساسيين للمرة الأولي تحت قيادته وهم أسامة إبراهيم ومحمود دونجا وإبراهيم صلاح والنيجيري ستانلي والزامبي مايوكا. وما جري خلال اللقاء كشف أنه ليس من أجل تعديل تكتيكي جذري في أداء الزمالك وإنما هو تغيير للوجوه. إما بسبب يأس المدرب البرتغالي من أداء الأساسيين المستبعدين أو لراحتهم. والإيجابية الواضحة في اللقاء أمام المقاولون كانت الانضباط التكتيكي في خط الوسط فالتحركات الطولية والعرضية من الرباعي دونجا وصلاح ورفعت وأيمن حفني كانت جيدة وسمحت للزمالك بالسيطرة الإيجابية والوصول إلي المرمي وأما الأداء التكتيكي الهجومي فلم يكن مايوكا أفضل حالا من باسم مرسي والمهاجم الزامبي يحتاج إلي وقت أطول من اللعب ليكون التقييم موضوعيا. ولكنه مبدئيا يمكن أن يفيد مستقبلا باستمرارية مشاركته في المباريات. أما عن المقاولون فقد فاجأ الجميع بأداء تكتيكي دفاعي حذر علي عكس ما ظهر عليه ذئاب الجبل في لقائه السابق أمام إنبي حيث افتقد الفريق الجراءة الهجومية وكان أحمد علي مشاكسا بلا خطورة وأيضا صانع الألعاب عمر جمال ولعب عليه محمود الونش بكل قوة وبالتأكيد لم يكن المقاولون بهذه الطريقة وذلك الأسلوب قادراً باستمرار علي ازعاج الحارس أحمد الشناوي. بدأ الزمالك الشوط الأول بهجوم ضاغط سريع بحثا عن هدف مبكر وكانت الجهة اليسري التي شغلها محمد ناصف وأحمد رفعت أكثر نشاطا وحيوية من اليمني التي لعب فيها أسامة إبراهيم وستانلي ورغم السيطرة الميدانية الزملكاوية إلا أن الخطورة انعدمت حتي الدقيقة 14 عندما تقدم إبراهيم صلاح من العمق واستقبل كرة عرضية متقنة من أحمد رفعت سددها برأسه مرت علي يمين الحارس محمود أبوالسعود إلي الأوت. وهرب مايكا من الرقابة عليه من خالد عبدالرازق وسدد كرة قوية لم تزعج أبوالسعود "19" ولكن في الدقيقة 26 احتسب الحكم محمد معروف ركلة جزاء للزمالك بعد أن استند المدافع محمد شوقي يديه علي كتف ستانلي داخل منطقة الجزاء ليقع الأخير ومنها يسجل أحمد رفعت هدفا للزمالك بعد احتجاجات من لاعبي المقاولون والجهاز الفني لهم. ورغم الهدف الزملكاوي لم يطور المقاولون من أدائه الهجومي بل ازداد الزمالك إصرار علي التعزيز. وكان أن يحقق ذلك أيمن حفني الذي نشط فجأة وقاد هجمة وتلقي كرة داخل منطقة الجزاء من إبراهيم صلاح ولكنه جاءت علي يمينه ليسددها مباشرة وتعلو العارضة "36". وشهدت الدقائق الأخيرة من هذا الشوط هجوما متبادلا بلا خطورة علي المرميين. جاء الشوط الثاني أكثر سرعة وإثارة بعد أن تخلي المقاولون عن حذره الدفاعي لتتحول المباراة إلي الأداء المفتوح بالهجمات هنا وهناك ومن إحدي المرتدات السريعة لمحمد علي من الجهة اليمني يسقط ويطالب بركلة جزاء بحجة عرقلته من محمد ناصف. وقد كشفت الإعادة التليفزيونية أنها غير صحيحة. ويدفع البرتغالي إيناسيو بمصطفي فتحي مكان أحمد رفعت ويلعب في مكانه المعتاد جهة اليمين وليس في عمق الملعب مثل المباراة السابقة أمام طنطا. لينتقل ستانلي للجهة اليسري. وكاد أسامة إبراهيم يسجل أول أهدافه مع الزمالك من ركلة حرة غير مباشرة هيأها له حفني ليسدد بباطن قدمه إلا أن كرته انحرفت عن مسارها نحو المرمي وتخرج إلي الأوت بسنتيمترات قليلة. وعاد طارق حامد للعب مع الزمالك مكان دونجا "68". ودخل المهاجم المخضرم محمد فضل مكان كوريه ديديه لتدعيم هجوم المقاولون الذي كان مستأنسا عند إنهاء هجماته. ويرتدي محمد فاروق ثوب التألق ومن هجمة مرتدة سريعة ويراوغ أسامة إبراهيم وناصف ويقطع مشوارا لا يقل عن 40 ياردة ليسدد أرضية قوية علي يمين أحمد الشناوي "72". ويرد الزمالك بسرعة من هجمة منظمة وصلت الكرة إلي أسامة إبراهيم في الجهة اليمني ليرسل عرضية قابلها مباشرة ستانلي بيميناه ويحولها إلي داخل الشباك ليكون الهدف الثاني للزمالك "74". ويلعب صلاح ريكو مكان أيمن حفني في محاولة من إيناسيو لملء منطقة الوسط والسيطرة علي الهجوم المرتد للمقاولون. ويصبح المقاولون الأكثر استحواذا علي الكرة ويعتمد الزمالك علي الهجوم المرتد عن طريق مصطفي فتحي في الجهة اليمني. ويشرك محمد عودة مدرب المقاولون لاعبه أحمد الشيمي مكان محمد شوقي غريب المرهق لمجاراة فتحي في السرعة وشهدت الدقائق الخمس الأخيرة هجوما ضاغطا من المقاولون العرب بحثا عن هدف التعادل ليظهر هنا دور محمود حمدي الونش وعلي جبر للتصدي لكل الهجمات الخطرة لذئاب الجبل لتنتهي المباراة بالنهاية السعيدة للزمالك.