قلل عدد من الدبلوماسيين من أهمية الوثيقة التي أعلنها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الليلة الماضية مؤكدين انها لا تخرج عن كونها مؤامرة إخوانية جديدة. وأكدوا ان الوثيقة لا تتحدث عن تبرؤ حماس من جماعة الإخوان ولكنها تمثل قفزاً علي الشرعية الفلسطينية. وقال السفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية الأسبق: ان ما يسمي بوثيقة حماس هو مؤامرة إخوانية واصفا اياها بأنها أداة للعبة كبيرة أطرافها بريطانيا وتركيا وقطر فهم أوركسترا إخواني. أضاف ان الغرض منها هو إخراج الرئيس الفلسطيني أبومازن ومنظمة التحرير الفلسطينية من عملية السلام. وقال: ان بريطانيا قامت بنشاط كبير لتمرير المؤامرة. مشيرا إلي انه يجري تسيير خطوط حديدية من ميناء أشدود إلي معبر إيرتز. ونوه أهمية لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الفلسطيني أبومازن المقرر في 3 مايو مضيفا ان ترامب سيقوم بزيارة إلي المنطقة خلال أسابيع. من جانبه أوضح السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق أسباب إعلان حركة حماس عن هذه الوثيقة مشيرا إلي انه تم ممارسة ضغوط علي حماس من أجل المشاركة في التسوية مع إسرائيل. وقال: ان حماس بدأت تستجيب للمتغيرات التي وقعت علي الساحة الاقليمية والدولية والتي تشير بتسوية ما ستأتي لاحقا بشأن القضية الفلسطينية وعليها تريد الحركة عدم الظهور كمعارض للتسوية بل مساعدا لها. أضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق ان وقوع تسوية شاملة للقضية الفلسطينية يساهم في تفعيل اتفاق الوحدة الوطنية وربما ينجم عنه دخول حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية وتكوين كتلة واحدة. ونوه إلي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إلي أمريكا غدا مشيرا إلي أنها تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فيما شككت منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" في صدق مضمون وهدف وثيقة حماس وهو ما أكده السفير حازم أبوشنب القيادي بحركة فتح مؤكدا ان إعلان حركة حماس بانفصالها عن الإخوان ليس صحيحا وان الواقع يقول غير ما أعلنوا عنه. وحذر "أبوشنب" من وثيقة حماس مؤكدا انها مناورات تكتيكية من حماس لبقائها في غزة مشيرا إلي تخوفهم من اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف "أبوشنب" مما لاشك فيه ان حركة حماس هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين ولايمكن أن تنفصل عنها.. موضحا ان هناك مفاوضات تجري الآن بين جماعة الإخوان وإسرائيل لتوسيع معبر إيرس شمال قطاع غزة. وانتقد فكرة أن تقدم حماس نفسها للعالم كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس أبومازن وليس شريكا معها. وشدد علي أن الوثيقة لا تتحدث عن تبرؤ حماس من جماعة الإخوان ولكنها تمثل قفزا علي الشرعية الفلسطينية. وكانت حركة حماس قد أعلنت الليلة الماضية عن فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين ونشرت وثيقة سياسية من 42 بندا لإعادة التعريف بنفسها. وجاء في مقدمة الوثيقة إعادة تعريف الحركة لنفسها علي أنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية بمرجعية إسلامية وهدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني بشكل اختلف عن ميثاق حماس الصادر عام 1988 عندما تم الإعلان عن انطلاق الحركة حيث قيل بوضوح آنذاك ان الحركة جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين. وسلطت الوثيقة الضوء علي عدد من الأهداف التي وضعتها حماس وعلي رأسها اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس علي الخطوط الرابع من يونيو 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين إلي منازلهم التي أخرجوا منها وهو ما أكدته في البند العشرين من الوثيقة الذي قالت فيه: "لا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط ومهما طال الاحتلال.. وترفض حماس أي بديل عن تحرير فلسطين تحريرا كاملا من نهرها إلي بحرها ومع ذلك وبما لا يعني اطلاقا الاعتراف بالكيان الصهيوني ولا التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية". في الوقت ذاته أكدت الحركة علي عدم الاعتراف بشرعية إسرائيل وأن كل ما طرأ علي أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطل وجاء في وثيقة حماس بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه مع ضرورة العمل علي تطويرها وإعادة بنائها علي أسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع مكونات وقوي الشعب الفلسطيني وبما يحافظ علي الحقوق الفلسطينية. كما أكدت ان الصراع مع المشروع الإسرائيلي ليس صراعا مع اليهود بسبب ديانتهم مشيرة إلي ان الحركة لا تخوض صراعا ضد اليهود لكونهم يهودا وانما تخوض صراعا ضد المحتلين المعتدين مشيرة إلي أن دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني وحماية أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني مشددة علي ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم ارتهانه لجهات خارجية وتؤكد في الوقت ذاته علي مسئولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. وفي السياق ذاته قالت الوثيقة ان حماس تؤمن بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وترفض التدخل في الشئون الداخلية للدول كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها. وأضافت ان حماس تتبني سياسة الانفتاح علي مختلف دول العالم وخاصة العربية والإسلامية وتسعي إلي بناء علاقات متوازنة "يكون معيارها الجمع بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني وبين مصلحة الأمة ونهضتها وأمنها".