أثار الكاتب الصحفي الكبير محمد فودة في مقاله "من الواقع" الجمعة قبل الماضية العديد من النقاط المهمة تعليقاً علي مقالي السابق عن السياحة العلاجية وركز علي تناول السلبيات في مستشفياتنا وسوء المعاملة من جانب بعض الأطباء والتمريض وتخوف المرضي من الطبيب المصري في الجراحة أو التخدير. في البداية أقول: شرف كبير لي أن يهتم الكاتب محمد فودة بمقالاتي لكن هذا ليس بغريب عليه فإنه "راجل وطني" ويتابع كل كبيرة وصغيرة من أجل علاج مشاكل المجتمع كما أنه غيور علي بلده ويطمع في أن تكون مصر في أحسن صورة. سيدي أتفق معك تماماً علي ما يحدث الآن في المستشفيات من إهمال وسوء معاملة للمرضي وتردي الأوضاع الصحية لكن هذا لا يعني اننا لا نستطيع أن نطبق السياحة العلاجية في مصر واسمح لي أن أقدم لك نماذج لواقع السياحة العلاجية في الماضي والخطوات الجادة التي تساعدنا علي النجاح. 1⁄4 عقد في مصر مؤتمر دولي في عهد د. محمد عوض تاج الدين عندما كان وزيراً للصحة وحضره عدد كبير من العرب والأفارقة والمعرض المصاحب له لقي استحساناً فعلاً من كل الحاضرين علي كل المستويات لمستشفيات مصر التي شاركت وكذلك الطبيب المصري وما تم عرضه من بعض المستشفيات في هيئة المستشفيات التعليمية عندما كنت أميناً لها وتم عمل تعاقد لعلاج مرضي من ليبيا واليمن والسودان واثيوبيا في مصر في مستشفيات الهيئة التعليمية وبعض القطاع الخاص وكان المشروع ناجحاً ولدينا خطابات شكر عديدة من المرضي العرب وسفاراتهم تدل علي حسن الأداء والتعامل وهذا يحتاج حسن الإدارة. 1⁄4 إذاً لابد من اقامة مثل هذا المؤتمر واعداد المستشفيات التي سيتم تطبيق السياحة العلاجية فيها وعقد دورات تدريبية للأطباء والتمريض والعلاقات العامة علي كيفية التعامل مع المرضي. في الماضي تفاوضنا مع جمعية سيدات عربية لاقامة منتجع سياحي علاجي في مرسي علم وتم الاتفاق واختيار عدد من المراكز الطبية وتوقف المشروع لأسباب سياسية آنذاك. إذن أمر حدث فعلاً. أما مخاوف سيادتكم وما عرضتموه بوضوح وصراحة ووطنية أريد أن أخفف حدة هذا الخوف والقلق من مستقبل الصحة في مصر. فمثلاً العديد من مراكزنا الطبية ولا أقول الكل ومنها ليس بهذا السوء الذي ذكرته ولكن تجارب فردية وقابلة للإصلاح بشرط اختيار الإدارة الناجحة. 1⁄4 بعض البلاد التي تنتعش بها السياحة العلاجية ليس لديها الامكانيات التي تؤهلها لذلك ومصر لديها عدد من الكيانات العامة أو الخاصة تكفي وهي موجودة ويمكن أن أذكرها لك تحديداً وقد تحتاج لبعض الضبط والربط والجودة وهي سهلة التنفيذ بالضمير والإدارة والتمويل والتركيز عليها ممكن وهناك خطة وضعت منذ عشر سنوات جاهزة للتنفيذ لكنها في الأدراج المغلقة. 1⁄4 سوء المعاملة التي ذكرتها سيادتكم والجشع سببه ضعف الدخول والمرتبات مما يدفع البعض لهذه الأعمال الشائنة التي لا علاقة لها بالطب حتي المحلي وليس السياحة العلاجية لكن مع تعديل الدخول والمكسب المادي والأدبي والمعنوي يمكن الإصلاح ولنا سوابق عديدة في مستشفيات ومراكز عديدة. 1⁄4 المثال الذي سقته سيادتكم حول رفض الجراحة لوجود طبيب مصري أستطيع أن أسوق لسيادتكم عشرات الأمثلة عكس ذلك تماماً فهناك أطباء علي مستوي رائع من الكفاءة والمهارة في العمل الطبي داخل مصر لكن لا أنكر أن التعليم الطبي لدينا عليه تحفظ ولن أستطيع مناقشته لأنني بعيد عنه لكن لابد من خطوات إصلاحية وبدأ بعضها في مشروع الزمالة فالأمل موجود ونحتاج لتكاتف الجميع.