فرد الحزن شراعه علي قرية أبو منجوج بمركز شبراخيت عقب استشهاد ابنة القرية رقيب الشرطة أسماء أحمد إبراهيم الخرادلي التي نالت الشهادة وهي تؤدي عملها في تأمين كنيسة ماري مرقس بالإسكندرية بجوار الشهيدة العميد نجوي الحجار.. القرية تحولت إلي سرادق عزاء كبير وتوافد المئات من أهالي البحيرة علي منزل الشهيدة لمواساة أهلها وتقديم واجب العزاء.. ¢المساء¢ كانت هناك لترصد هذه اللحظات العصيبة علي أهل الشهيدة ومحبيها.. اقتربنا من والدة الشهيدة التي لم تتوقف دموعها فقالت بهمهمات: سيبوني في حالي ¢أسماء¢ راحت لربها والحمد لله ربنا كرمها من وسع واستجاب لطلبها.. حاولنا التواصل معها وسألناها ماذا تقصدين؟.. فقالت: المرحومة كانت دايما تقولي ياريت يا أمي أموت شهيدة عشان أخد بإيدك أنتي وأبي للجنة.. كنت أقول لها يا بنتي العمر ليك.. تقولي يا أمي هي موتة واحدة بس المهم نروح الجنة.. وبنتي عند ربنا إلي موتوها هيروحوا في جهنم وبنتي هتروح للجنة. أما زوج الشهيدة أمين الشرطة نبيل فتحي إبراهيم فبدا عليه الانهيار والتأثر بمصيبته بات واضحا عليه الإرهاق وقال الشهيدة ¢أسماء¢ عليها رحمة الله كانت بنت موت وكل اللي عاشرها عن قرب كان يقول نفس الكلام.. عمرها ما زعلت حد منها.. وعن يوم الحادث يقول: الله يرحمها تحركت من المنزل الساعة الثالثة والنصف فجراً وأوصتني يا نبيل خلي بالك من العيال.. سكت قليلا ليعود مرة أخري ويقول: ألم أقل لك أنها كانت بنت موت. فقلنا له كيف؟.. فقال يوم الحادث لم يكن دورها في الخدمة ولكنها رفضت التخلي عن واجبها الوطني وسافرت بالفعل لتعود لي أشلاء؟ وكيف تلقي نبأ استشهاد زوجته؟.. قال: حوالي الساعة 11 ظهراً اتصلت إحدي زميلاتها في العمل وأخبرتني أن أسماء لا ترد علي التليفون وقالت لي اطمن عليها يا نبيل عشان في تفجير حصل في الكنيسة. اللي أسماء مكلفة بتأمينها. وعلي الفور استأذنت من رؤسائي في العمل وذهبت لمكان الأحداث فعثرت علي شنطة زوجتي ولم أعثر عليها. إلا في مشرحة مستشفي كوم الدكة جثة هامدة. وراح الزوج المكلوم يرفع يده للسماء ويناجي ربه أن ينتقم ممن حرموه من أحلي شيء في حياته. مطالبا بضرورة القصاص من القتلة. يروي والد الشهيدة أحمد إبراهيم الخرادلي هول الصدمة فيقول: سمعت خبر تفجير الكنيسة من الناس في القرية الساعة الثانية والنصف بعد الإنتهاء من عملي وتوجهت علي الفور إلي الإسكندرية للبحث عن ابنتي بين المصابين في المستشفيات ولم أعثر عليها سوي في السادسة مساء بين الجثث المجهولة. مشيرا إلي أن الشهيدة ¢أسماء¢ حاصلة علي بكالوريوس خدمة اجتماعية ثم التحقت بعد ذلك بمعهد مندوبي الشرطة وتزوجت عام 2012 من زميلها نبيل عياط أحد شباب القرية وأنجب طفلتين ¢ رودينا 4 سنوات وساندي سنة و8 أشهر. وعن آخر مرة سمع فيه صوت الشهيدة قال: إن ¢ أسماء ¢ طلبتني يوم الحادث في الساعة التاسعة صباحا وكانت بتهزر معايا وضحكتها كانت رايقة وكأنها كانت بتودعني وحسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء المجرمين اللي حرمونا من بنتي. وأنا مؤمن بربنا وعاف مفيش حاجة في الدنيا هتعوضني بنتي ¢ أسماء ¢ وكل اللي بطلبه من الرئيس عبد الفتاح السيسي القصاص العادل من القتلة. عشان ناري ونار أمها تبرد. أما أزهار أحمد حسين والدة زوج الشهيدة فتقول: الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة.. كانت عشرتها كلها هنا ونعيم.. عمرها في يوم ما زعلت حد منها.. قبل الحادث بيوم طلبتني عشان تهنيني بعيد ميلادي وقالتلي كل سنة وانتي طيبة عقبال مية سنة جايه وقالتلي ياماما لما أنزل أن شاء الله أنا عيد ميلادي يوم 19 أبريل وأن شاء نحتفل بعيد ميلادك وعيد ميلادي سوا.. لكن ربنا حرمني منها وهي كانت حتة مني وتساءلت؟.. ذنبهم أية الطفلتين الصغارالي سابتهم.. وتنهدت تنهيدة طويلة لتقول ربنا يتولاهم برحمته.