جنازات عسكرية وشعبية.. إغماء العشرات من النساء والرجال زوج الشهيدة نجوي الحجار: كلنا فداء لمصر.. خطفوا نور حياتي وشريكة عمري صديقتها: كانت تعشق عمل الخير.. وخدمة المسنين مفاجأة.. الشهيدة "أمنية" شاركت في تأمين الكنيسة.. بدلاً من زميلتها كانت تستعد للزفاف خلال شهر.. أسرتها تعرفت علي أشلائها من "دبلة الخطوبة" آخر كلماتها علي الفيس بوك: ابتسموا وتناسوا أوجاعكم.. هذه هي الدنيا وليست الجنة قنصل لبنان: الإرهاب يضرب الشعوب العربية.. ولا يفرق بين مسلم ومسيحي محافظ الإسكندرية : الحادث الغاشم.. لن يتمكن من تفتيت وحدة الأمة سادت حالة من الحزن والاسي بشوارع الاسكندرية واحيائها المختلفة بعد ان شيع ابناء الثغر شهداء حادث الكنيسة المرقسية ما بين اقباط ومسلمين اغتالهم غدر الارهاب حيث انتشرت الجنازات في جميع انحاء الاسكندرية شارك فيها الآلاف بين جنازات رسمية وشعبية ودع فيها ابناء الثغر احبابهم الي مثواهم الاخير. * فبدير ماري مينا بمنطقة الكينج مريوط غرب الاسكندرية اتشح الآلاف من المشيعين بالسواد حاملين الشموع لوداع سبعة شهداء سقطوا اثناء خروجهم من قداس عيد السعف ما بين رجال ونساء واطفال وهم ميلاد نظير جرجس وابراهيم جرجس باخوم وحنان لمعي درياس وجرجس غطاس عطا الله وبيشوي عبد الملاك و نسيم فهيم بخيت والطفلة لوسندا كريستيان كمال حيث قامت الكنيسة المرقسية بتوفير الاوتوبيسات لنقل الاسر لموقع الدير لتشييع احبائهم حيث توافد معهم ابناء غرب الاسكندرية لمشاركة الاخوة الاقباط في وداع ضحاياهم وحرص علي تصدر الجنازة كل من الدكتور محمد سلطان محافظ الاسكندرية واللواء مصطفي النمر مدير امن الاسكندرية والعميد رضا طنطاوي نائبا عن قائد المنطقة الشمالية العسكرية وقنصلي لبنان واليونان والقيادات التنفيذية للمحافظة بالاضافة لاعضاء المجلس الملي والاساقفة والقساوسة وعند وصول الجثامين السبعة داخل النعوش انطلقت الزغاريد لوداع الشهداء في مشهد مؤثر ابكي الجميع مع اطلاق كلمات الوداع وهو ما ادي الي سقوط العديد من الرجال والنساء في حالات اغماء تأثرا بالموقف حيث قام شباب الكشافة التابعين للكنيسة باجراء اسعافات سريعة للمغشي عليهم من الموقف المأساوي. * وقال الدكتور "محمد سلطان" محافظ الاسكندرية ان الحادث الارهابي الآثم لن يتمكن من تفتيت وحدة وقوة النسيج الوطني المصري فجميع المصريين سيظلون يداً واحدة في مواجهة الارهاب الخسيس وان هذا العمل الارهابي لن يزيد مصر إلا تصميما علي مواصلة استئصال الارهاب من جذوره والقضاء عليه * اما القنصل اسامة الخشاب قنصل لبنان وعميد السلك القنصلي يقول خالص عزائنا لابناء الشعب المصري في حادثي الاسكندرية وطنطا موضحا ان الارهاب الغاشم يضرب الشعوب العربية دون ان يفرق ما بين قبطي ومسلم والحادث الاليم لن يزيد الاخوة المصريين سوي صلابة واتحاد خلف قيادته السياسية للقضاء علي الارهاب الاسود. * ** اما بمدافن المنارة فقد انطلقت جنازة عسكرية مهيبة لوداع العميد نجوي الحجار تصدرها اللواء جمال سلطان مساعد وزير الداخلية للشئون المعنوية واللواء شريف عبد الحميد مدير مباحث الاسكندرية و زوجها اللواء عزت عبد القادر مساعد مدير امن البحيرة سابقا ونجلها النقيب محمود وبالرغم من كون الجنازة بدأت عسكرية بمشاركة القيادات الشرطية وزملاء الشهيدة إلا انها تحولت الي جنازة شعبية مهيبة شارك فيها الآلاف من المواطنين الذين انضموا للجنازة في حالة بكاء وانهيار هاتفين يسقط الارهاب وفي الجنة يا شهيدة حيث تعد العميدة نجوي اول شهيدة تسقط من سيدات وزارة الداخلية ضحية للارهاب وتوقفت الحركة المرورية تماما بشارع ابو قير اثناء مرور الجنازة كتقليد جديد علي الاسكندرية بمشاركة العابرين بسياراتهم في حالة الحزن علي وفاة الشهيدة. * والتقت المساء باللواء عزت عبد القادر زوج الشهيدة حيث قال احتسب عند الله زوجتي شهيدة الواجب وكلنا فداء مصر فنحن اسرة تعمل بأكملها بوزارة الداخلية لعشقنا لتراب الوطن ولا املك سوي ان اقول حسبي الله ونعم الوكيل في الارهاب الذي اخذ منا النور الذي يضيء حياتنا وشريكة عمري واضاف.. عند علمي بحدوث التفجيرات في الكنيسة كنت اعلم بالطبع ان زوجتي قد انتدبت للمشاركة في عملية التأمين واتصلت لاطمئن عليها فلم تجب علي تليفونها ثم قمت بالاتصال بزملائها فلم يبلغوني بوفاتها ولكنهم قالوا انها مصابة فاتصلت بنجلي الذي كان في خدمة هو الآخر امام كنيسة بمينا البصل فأبلغني بالحادث ولم يكن يعلم ان والدته شهيدة فسارعت بالانتقال إلي المستشفي لأن نجلي كان في خدمته الشرطية ولا يمكنه ترك واجبه المهني وهناك علمت بوفاتها. * اما فاطمة صبحي صديقة الشهيدة فتقول لقد حضرت اليوم اشيع اطيب قلب يمكن ان تعاشره في حياتك وبالرغم من ان معرفتي بها من عامين تقريبا حيث قمنا كمجموعة من النساء للعمل الخيري في تقديم المساعدة للمسنين بداري ابو يوسف في غرب الاسكندرية وبالرأس السوداء في منطقة المنتزه حيث نقوم باحضار الملابس والاطعمة لكبار السن وكانت الشهيدة تحرص علي اعداد الطعام لكبار السن بنفسها وترفض شراءه جاهزا كما تقوم بمساعدة المسنات علي الاستحمام والنظافة وكانت تستمع لهم بالساعات ولا ادري كيف سأقول لمحبيها من المسنين انها قد رحلت. * وتضيف رانيا محمد ربة منزل لقد فوجئت ان الشهيدة ضابطة شرطة فقد كنت اناديها بالحاجة حيث كانت تعمل معنا في الخير للايتام والمسنين دون ان تعلن عن مكانتها الشرطية أو انها زوجة لواء شرطة فكانت سيدة شديدة البساطة و كانت تتحدث دائما عن اصولها الريفية بالمنوفية حتي فوجئت وانا اتابع الحادث الاليم انها من ضمن الشهداء عندما رأيت صورتها علي شاشات التليفزيون فاصبت بحالة انهيار لضياع هذه السيدة الفاضلة كضحية للارهاب. * وبمنطقة كرموز شهد مسجد العمري جنازة شعبية لتشييع عروس مديرية الامن الشهيدة امنية رشدي العريفة بسجن الحضرة والتي انتدبت من قطاع السجون لتأمين الكنيسة المرقسية وكانت امنية تستعد لزفافها الشهر القادم وهي وزميلاتها الشهيدة اسماء احمد ابراهيم العريفة من شرطة الميناء كانوا الاقرب الي الارهابي لحظة التفجير وظهرت صورتها واضحة في صورتها المنتشرة علي المواقع الاخبارية وهو ما اسفر عن تحول جثتهما إلي اشلاء وتمكنت أسرة امنية البسيطة من التعرف علي اشلائها من دبلة الخطوبة والملابس التي كانت ترتديها واغلق الآلاف المحتشدون من ابناء المناطق الشعبية لوداع امنية التي اتشح جثمانها بعلم مصر في ظل تواجد القيادات الامنية واعداد كبيرة من امناء الشرطة رجالا ونساء من مختلف الادارات. * اما المفاجأة التي ابكت الجميع عندما اخذت احدي العريفات وهي ترتدي الملابس الرسمية تصرخ بصورة هستيرية وهي تبكي لقد فدتني امنية لقد كنت انا من يفترض ان يكون في الخدمة ولظروفي الخاصة توجهت صديقتي امنية للعمل بدلا مني ليشاء القدر ان يخطفها الارهاب اللعين من بين صفوفنا لتضحي بحياتها بدلا مني. * اما اسرة امنية من والديها وشقيقها و خطيبها فقد كانوا في حالة انهيار تام نظرا لكونها كانت تستعد لزفافها خلال اربعة اسابيع ولا احد يصدق انها رحلت سريعا ومع مرور الجنازة بشوارع كرموز انضم الآلاف لها لتغلق الشوارع المؤدية إلي مقابر العامود في مشهد مهيب رجته كلمات لا اله الا الله الشهيدة حبيبة الله. * و كانت آخر كلمات امنية علي صفحات الفيس بوك قبل رحيلها بساعات قليلة و كأنها كانت تتنبأ بالنهاية قالت اكرموا من تحبون بكلمات جميلة و افعال اجمل فأرواحنا خلقت لفترة من الزمن و سترحل فابتسموا وتناسوا اوجاعكم هذه هي الدنيا وليست الجنة. * الحزن لم يكن يسود الاسكندرية في اماكن انطلاق الجنازات بل ساد المحافظة بأكملها التي خلت شوارعها الرئيسية طوال اليوم من المارة واتشح المواطنون بالسواد حزنا علي الحادث الارهابي وساد الحزن كنائس الاسكندرية بأكملها بينما قامت المساجد بالحرص علي الدعاء للشهداء بالمغفرة والرحمة في اعقاب كل صلاة والتنديد بالارهاب الغاشم. * علي الجانب الآخر شاركت القيادات الامنية وضباط مديرية الامن في سرادق عزاء الرائد عماد الركايبي بالبحيرة ليعودوا للمشاركة في عزاء العميدة نجوي الحجار الذي اقيم بدار المناسبات ليلا بمشاركة القيادات التنفيذية والمنطقة الشمالية بالمحافظة.