قبل ساعات من بدء العام الدراسي الجديد بعد غد السبت بدأ المواطنون في تجهيز ابنائهم له وكلهم أمل أن يتغير الحال عن السنوات السابقة. وخصوصا بعد أحداث الثورة والتي أحدثت تغيرات كبيرة في كل المجالات. بحيث يتم القضاء علي السلبيات التي عانوا منها سنوات طويلة أرهقتهم مادياً ونفسياً. ولكنهم فوجئوا ببعض العقبات وخاصة في مجال تسلم الكتب المدرسية للمراحل التعليمية المختلفة سواء في المدارس التجربية أو الخاصة.. مازالت بعض المدارس إلي الآن ترفض تسليم الطلبة كتبهم المدرسية بالإضافة لمشكلة الزي المدرسي وهي مشكلة كبيرة خاصة أمام الأسر كبيرة العدد حيث يضطر رب الأسرة كل عام لشراء ملابس جديدة لابنائه في ظل تغير الألوان والموديلات ولابد من شرائها من المدارس فقط لأنه لا يوجد محال لبيع الزي المدرسي. وإن وجدت تكون الملابس غير كاملة وبألوان مختلفة عن الألوان التي حددتها المدارس. لذلك انتعشت محالات خياطة الملابس المدرسية كي يتمكن رب الأسرة من التوفير في ظل الظروف الاقتصادية. ايضا وبعد أن كان معظم الأهالي يتوجهون لمخزن "ابي الدردار" لشراء الكتب المدرسية بأسعار مخفضة ومناسبة لجميع المراحل الدراسية تم إغلاق المخزن ونقل عملية شراء الكتب المدرسية بذات الأسعار المخفضة ولكن بالقاهرة. مما يشكل عائقا لابناء الإسكندرية والمحافظات. لذلك انتعشت سوق الكتب المدرسية المستعملة. وبالرغم من تخوف الأهالي من شرائها لاحتمالات واردة في تغير المناهج وخاصة في بعض المواد مثل مادة "الدراسات الاجتماعية" لإدماج أحداث ثورة 25 يناير في محتواها. إلا أن اغلبهم جازفوا بشرائها لأنها أرخص وفي متناول الجميع. ومن أهم ما شغل بال أهالي الطلبة خاصة الفتيات تأمين المدارس في ظل سيطرة أعمال البلطجة والعنف. والتي أصبحت سمة أساسية ويطالبون بضرورة تأمين ابنائهم وبناتهم في المدارس عن طريق دوريات شرطة لكي تبدأ السنة الدراسية في موعدها المخصص لكي يتمكن الطلبة من متابعة العملية التعليمية في جو يسوده الهدوء والانضباط. لذلك قوبل قرار قانون الطواريء بترحيب شديد كي يتم السيطرة مع الاوضاع وعودة الأمان للشارع وخاصة أن معظم الطلبه يبداون في متابعة الدروس الخصوصية ولساعات متأخرة من الليل مثل طلبة المراحلة الثانوية منذ بدء العام الدراسي.. أكد الحاج "محمد فتحي" بأن له ثلاثة أبناء في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية بأحد المدارس الخاصة بمنطقة "السيوف" ويدفع نحو 10 آلاف جنيه في السنة كمصاريف دراسية لابنائه. ولكن المشكلة تكمن في مصاريف الكتب حيث يتراوح مصاريف كل طالب من 400 إلي 600 جنيه اذا اشتراها من المدرسة لذلك كان يقوم سنويا بشرائها من مخزن منطقة "ابي الدردار" ولكنه فوجيء هذا العام بإغلاقه وأخبره العمال هناك بأن عليه ان يتوجه إلي القاهرة لشراء الكتب ولا يدري سببا لذلك. اضاف أن مصاريف سفره لشرائها ستكون كبيرة لذلك سيقوم بشرائها من المدرسة بالسعر الغالي مشيراً إلي أنه لابد أن يتم تسهيل عملية بيع الكتب المدرسية في كل تغير الأوضاع وبأسعار تناسب الجميع.. اشار "محمود مرشدي" موظف له ثلاثة أبناء في الابتدائي والإعدادي والثانوي إلي ان المشكلة في الزي المدرسي ليس في توفره لأنه موجود بالمدرسة ولكن في سعره المغالي فيه حيث يتطلب مبلغاً كبيراً لشرائه لابنائه ويؤكد أن المحلات التي تقوم ببيع الزي المدرسي يكون لمدارس معينه وبألوان خاصة لا تصلح للمدارس الأخري. وأن الطالب يحتاج لأكثر من زي واحد لإستخدامه طوال العام الدراسي. واذا كانت المدارس تشدد علي ضرورة ارتداء الطلبه للزي المدرسي وهذا من حقها إلا أن من حق المواطن أن يجد الزي لابنائه متوافراً وبأسعار في متناول الجميع.. يؤكد أنه لابد من تأمين مدارس البنات خاصة في مجمع المدارس بمنطقة "المندرة" والتي يتجمع حولها الطلبه من الشباب ويتحرشون بالفتيات أثناء دخولهم وخروجهم من المدرسة في مظهر غير حضاري بالمرة ولذلك لابد من التواجد الأمني باستمرار حول تلك المدارس أسوة بالمتواجدين حول المدارس الخاصة لحماية الطالبات.. اكد "عبدالسلام أحمد" موظف وأبناؤه في المرحلة الثانوية بمنطقة "الرمل" بأنه مازالت إلي الآن اكوام القمامة تحاصر بعض المدارس والشوارع المحيطة بها مما يهدد بكارثة صحية وبيئية لصحة الطلبة وأنه لابد من وضع حد للقمامة والتي أصبحت منتشرة بصورة مبالغ فيها في شوارع الإسكندرية بالإضافة للسيطرة ايضا علي سائقي الميكروباص لعدم التكدس أمام المدرسة ضماناً لسيولة المرور في الشوارع والتي تتوقف نهائياً أمام المدارس. وكل ذلك لا يأتي سوي بالتواجد الأمني. أضاف أحمد شعبان طالب بالقاهرة أنه علي مدي السنوات الماضية كان الطلبة يعانون من عدم الإعلان عن جدول حصص منتظمة مما يكلفهم حمل جميع الكتب معهم يومياً إلي المدرسة. ويشكل عليهم عبئاً كبيراً ولذلك فمن الضروري الاعلان عن جدول الحصص قبل بدء العام الدراسي للتخفيف عن كاهل الطلبة معاناة حمل الكتب معهم في رحلة شاقة يومية. اشار محمد مرشدي إلي نقطة حيوية هامة جداً في مجال المرحلة التعليمية حيث أن بعض المدارس قامت بإلغاء "مجالس الآباء" واستبدلتها "بمجلس الأمناء" والمكون من بعض المهتمين بالعملية التعليمية ورجال الأعمال ولكنهم من خارج المدارس لذلك يطالب بعودة مجلس الآباء مرة أخري والمكون من أولياء أمور الطلبة لأنهم أكثر إحساساً بمعاناه أبنائهم ومشكلاتهم في المراحل الدراسية والأقدر والاكفأ علي وضع الحلول لتلك المشكلات والتي في النهاية تصب لصالح أبنائهم. اضاف كل من "محمد شعبان و"بدرية السيد" بأنه لابد من النظر بعين الاعتبار أيضا لموضوع الوجبه الغذائية التي تقدم بالمدارس للطلبة حيث عانوا الامرين في العام السابق من عدم توزيعها تاره ومرة أخري توزيعها منقوصة علي الطلبة وأكدا أنه حلاً لمشكلة الزي المدرسي قاما بتفصيله وشراء الأقمشة كي يتمكنا من توفير ما يدفعان مقابل شرائه من المدارس حيث يكون الزي مغالي فيه.. وبالنسبة لسوق الكتب المدرسية المستعملة فقد شهد رواجاً في حركة البيع والنداء ودخل في منافسة شرسة مع المكتبات الخاصة التي كانت ممنوعة من بيع الكتب الخاصة بقرار من الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم السابق إلا بتصريح من الوزارة والنادر منها مما كان يفوز بهذا التصريح. تقول هيام رميح مفتشة آثار أنها تفضل شراء الكتب المستعملة من سوق الكتب عن شرائها من المكتبات لأن سعرها أقل بكثير في هذه الأسواق وخاصة كتب المستوي الإضافي لمادة الإنجليزي وسعره 20 جنيهاً أما إذا توفر في المدرسة فسيكون سعره 100 جينه ويشترط دفع ثمن الكتاب قبل استلامه فهذا الفارق في السعر تكون أولي به الأسرة خاصة ولو كان فيها أكثر من فرد يحتاج هذه الكتب. محمد مجدي بائع كتب بسوق النبي دانيال بمحطة الرمل أكد بأن الإقبال علي الكتب المستعملة في تزايد مستمر كلما اقتربت أيام الدراسة خاصة الكتب المدرسية التي لا تسلم في المدارس التجريبية وتباع بجنيهين فقط وكذلك كتب المستوي الإضافي لمدارس اللغات. توقع أن الإقبال علي الكتب المستعملة سوف يتزايد عندما تبدأ الدراسة وفي حالة ثبوت المناهج وعدم تغييرها. أما الكتب المتوقع تعديل مناهجها في الدراسات الإجتماعية للمرحلة الإعدادية لأن بها أجزاء تتحدث عن تاريخ الرئيس المخلوع مبارك ويتم استبدالها بثورة 25 يناير. هاني شحاته بائع كتب مستعمله أشار إلي أن دخول المكتبات في المنافسة هذا العام في بيع الكتب الخارجية الجديدة لن يؤثر علي حركة البيع والثراء في السوق نظراً للفارق الكبير في السعر والتي تصل في بعض الكتب ل80 جنيهاً للكتاب الواحد. وعن سعر الكتاب في السوق أكد أن سعره يتفاوت علي حسب حالته فبعضها مكتوب فيه بالقلم الجاف والرصاص والبعض الآخر يكون بحالته الجديدة ويكون سعره أغلي. أبورحمه بائع كتب قال أن بعض أولياء الأمور متخوفون من تغيير وزير التربية والتعليم وعدم الاستقرار اذا تم اتخاذ قرارات مفاجئة بتغيير المناهج.