بسبب استمرار أهالي الثغر في مقاطعة شراء الأسماك لليوم الثالث علي التوالي اضطر أغلب أصحاب المحلات علي مستوي المدينة إغلاق محلاتهم لعدم الشراء وفضل الآخرون فتح محلاتهم دون وجود أسماك بها إلا كميات قليلة للغاية خوفا من تعرضهم لخسائر كبيرة لشراء الأسماك وتراكمها بالمحلات وتعرضها للتلف لعدم الإقبال عليها. أكد البائعون ل "المساء" أنه لو استمر الوضع هكذا سنضطر لإعطاء العاملين لدينا اجازة مؤقتة وليست بأجر علي أن يعودوا عندما يتحسن الحال. يقول جابر أحمد "بائع": لا أعرف أين أذهب ومعرفش اشتغل شغلة تانية غير أبيع سمك. وأنا متزوج ولي 4 أبناء كلهم في مدارس وبياخدوا دروس.. منه الله صاحب فكرة المقاطعة. ونفس الكلام أكده عم أحمد "بائع" وقال: المقاطعة حتشردنا. محمد قدورة رئيس شعبة تجارة الأسماك بالغرفة التجارية أغلق المحمول ورفض الكلام. أكد أحمد حامد "تاجر" أن بدائل الأسماك من لحوم وفراخ مرتفعة الثمن هي الأخري. ولكن أسعار الأسماك تتحدد حسب العرض والطلب وسماسرة التصدير هم من يقومون بإشعال الأسعار. تقول مني محمود "ربة منزل": حناكل ايه؟!.. فاللحوم والفراخ والأسماك مرتفعة الثمن ولكننا بعد مقاطعة الأسماك لعدة أيام لم نكتشف سوي انخفاض نسبي في سعر البلطي وأصبح متوافر بالأسواق بأسعار 22 جنيهاً للحجم والوسط و25 جنيهاً للحجم الكبير ولكن الأسماك البحرية مثل البربون والمرجان واللوت والدنيس لم تتأثر بالمقاطعة بل ارتفع سعرها. فأقل كيلو بربون يباع ب 50 جنيهاً والمرجان يباع ب 45 جنيهاً والدنيس أصبح سعره 90 جنيهاً. يقول محمود السيد "مدرس": الأسماك البحرية لم تشهد أي انخفاض في الأسعار بالرغم من المقاطعة. وعلي العكس ارتفع سعرها وأصبح العثور عليها صعب نتيجة عدم توافرها بالأسواق. من ناحية أخري استمرت أسعار الأسماك البحرية في الارتفاع نظراً لقلة الوارد من البحر المتوسط من قبل الصيادين ومنعهم من الصيد خارج الحدود الإقليمية كما كان يحدث سابقا. والغريب أن حملات المقاطعة لم تنجح سوي في تخفيض سعر سمك البلطي الذي انخفض من 35 جنيهاً ليباع ب 25 جنيهاً للحجم الكبير و22 جنيها للحجم الوسط. أما الأغرب فهو استمرار ارتفاع سمك البوري والطوبار بالرغم من أن جميع الموجود بالأسواق هو انتاج "مزارع" وذلك بسبب الإقبال الكبير عليه من قبل تجار محلات الأسماك المملحة الذين يستعدون لموسم شم النسيم. رصدت "المساء" حالة الصيادين والأسواق.. في البداية يقول رأفت حسني "صياد" 70 عاماً: أعمل في مجال صيد الأسماك منذ 50 عاماً ولم نشاهد ارتفاعاً لأسعار الأسماك مثل هذه الأيام. مؤكدا أن جشع التجار هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار. أضاف أن تجهيز المركب لعملية الصيد التي تستغرق يومين علي الأقل تحتاج لأكثر من 12 ألف جنيه. يقوم الصياد بأخذ هذا المبلغ من تاجر الجملة "المعلم في الحلقة" نظير البيع عنده مقابل عمولة قدرها 10% من حصيلة البيع. أشار إلي أن المركب يحتاج لعملية الصيد علي الأقل 5 صيادين وريس للعمال وميكانيكي. بالإضافة إلي صاحب المركب وإحضار 3 براميل "سولار" وبرميل زيت وكميات من الثلج لإتمام الصيد. ثم يتجه إلي عرض البحر للبحث عن الرزق ويصارع الأمواج والرياح العاتية حتي يعود بأكبر حصيلة من الأسماك لبيعها في الحلقة. طالب وزير التموين بمنح الصيادين حصة في السولار والزيت للمساعدة في خفض تكلفة عملية الصيد. يضيف محمود غانم "صياد" أن تاجر الجملة في الحلقة يستقبل الأسماك لبيعها في مزاد علني للتجار فجر كل يوم ولا أحد يستطيع أن يتحكم في أسعار الأسماك البحرية لأنها تعتمد في المقام الأول علي العرض والطلب. فعندما يزداد أي نوع من الأسماك ينخفض سعره تلقائياً. وفي حالة قلة أي نوع يزداد بشكل جنوني. فعلي سبيل المثال الجمبري الذي كان يباع ب 80 جنيهاً وصل سعره ل 160 جنيهاً والسبيط الذي كان يباع ب 60 جنيهاً ارتفع ليباع ب 140 جنيهاً. أكد أحمد العبد "صياد" أن جميع أصحاب المراكب بمنطقة الميناء الشرقي مديونون لدي كبار تجار الحلقة لأن تكلفة مهمات الصيد ارتفعت بشكل جنوني كونها مستوردة من الخارج وترتبط بسعر الدولار فباكو السنار الذي كان يباع ب 10 جنيهات ارتفع ليباع ب 100 جنيه والشبك الذي كنا نشتريه بالكيلو ب 25 جنيهاً أصبح يباع ب 250 جنيهاً. طالب الدولة بنظرة عطف إلي الصياد لأنه مظلوم ويصارع الأمواج للبحث عن لقمة العيش ويحصل علي معاشه الضئيل جداً الذي لا يتجاوز 250 جنيهاً عندما يصل إلي سن ال 65 عاماً وأن ينخفض سن معاش الصياد إلي 55 سنة وأن يرتفع بالقدر المناسب للمعيشة وأن تسمح لهم الدولة بالصيد خارج المياه الإقليمية. أكد أن مقاطعة الأسماك لم تؤثر سوي علي سمك البلطي الذي كان يطلق عليه لدينا أكل الغلابة. ولكنه انخفض من 35 جنيهاً ليباع ب 25 جنيهاً. أشار حسين محمود "صياد" إلي أنه بالرغم من انخفاض سعر البلطي نتيجة المقاطعة إلا أن سمك البوري لم يتأثر نتيجة الإقبال المتزايد عليه من قبل تجار الأسماك المملحة الذين يستعدون لموسم شم النسيم وأصبح سعر كيلو البوري لا ينخفض عن 60 جنيها والطوبار 40 جنيهاً. فضلا عن استمرار السماسرة في تصدير الأسماك إلي غزة واسرائيل.