تصاعدت حدة المواجهات بين العديد من دول أوروبا وبين رجب طيب أردوغان رئيس تركيا. أعلنت مصادر تركية عن إلغاء تجمع لمؤيدي التعديلات الدستورية في ستوكهولم بالسويد. وذلك في ظل تصاعد حدة التوتر بين تركياوهولندا بعد منع السلطات الهولندية وزيرين تركيين من لقاء الرعايا الأتراك للترويج للتعديلات الدستورية. أضافت المصادر أن مدير المقر الذي كان سيستضيف التجمع في العاصمة السويدية. أعلن إلغاء عقد الايجار للمقر مع الحزب. دون ابداء أي أسباب لذلك. فتحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل النار علي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد وصفه لها بأنها "تدعم الإرهابيين". مؤكدة أن تصريحاته "سخيفة". قال المتحدث باسمها ستيفن سيبرت "لا تنوي المستشارة المشاركة في مسابقة استفزازات".. وأضاف "هذه الانتقادات سخيفة" في حين وصل التوتر بين أنقرة وعدة دول أوروبية إلي ذروته. رفضت المستشارة الألمانية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أشار فيها إلي هولندا باعتبارها "من فلول النازيين". واعتبرتها مرفوضة تماما وقالت لمجموعة من قادة الأعمال إن استدعاء الماضي النازي أمر مضلل.ووصف إردوغان هولندا بأنها من "فلول النازيين والفاشيين بعدما سحبت الحكومة الهولندية تصريح الهبوط لطائرة وزير الخارجية التركي في أراضيها. قالت ميركل "ألمانيا ترفض تماما أي مقارنات أخري مع الاشتراكيين القوميين "الحزب النازي" تصدر عن الرئيس التركي". أضافت قائلة "هذا الرفض قائم أيضا بالنسبة لحلفائنا مثل هولندا...و هذه المقارنات مضللة تماما و تسفه من المعاناة. خاصة في هولندا التي تحملت الكثير من المعاناة أثناء فترة حكم الاشتراكيين القوميين. هذا أمر مرفوض تماما. لذلك يمكن لهولندا الاعتماد علي دعمي الكامل وتضامني معها في هذا". في الوقت نفسه لم يستبعد رئيس مكتب المستشارية بألمانيا بيتر آلتماير حظر فعاليات ترويجيه للانتخابات التركية علي الاراضي الالمانية. كما عبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيرعن معارضته لتلك الفعاليات كلّما تعارضت مع القانون. وقال آلتماير. إنه يري خطا أحمر في أي شأن يتم فيه انتهاك قوانين ألمانية أو التفوه بأي شيء غير مقبول علي الإطلاق. وحذر التماير من تلك التجاوزات بقوله أحذر للغاية في قول متي يتم تجاوز الخط الأحمر بشكل نهائي. ومن جانبه حذر نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم رالف شتجر في تصريحات خاصة لإذاعة ألمانيا من حظر مثل هذه الفعاليات. وقال يتعين علي المرء ألا يلعب اللعبة التي يرغبها الرئيس التركي أردوغان. وأشار شتجنر إلي أن الرئيس التركي يحاول الاستفادة من النقاشات الحالية واستغلال الموقف في شئون السياسة الداخلية ببلاده. بدوره قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في تصريحات نشرتها الدويتش فيلا هذا ما لا أريده.. حملة انتخابية تركية في ألمانيا. وضاف دي ميزيير أن هناك حدودا لمثل تلك الحملات الترويجية. مشيرا إلي الحدود التي يضعها القانون بهذا الشأن. تجدر الإشارة إلي أن المواطنين الأتراك داخل تركيا وخارجها. سوف يصوتون منتصف أبريل القادم في استفتاء لتعديل دستوري يتم من خلاله تطبيق نظام رئاسي في تركيا يمنح أردوغان صلاحيات أوسع. وقال شتجنر إن تركيا تتحرك بسرعة فائقه بهدف اتجاه إقامة دولة استبدادية. وفي امستردام حذرت وزارة الخارجية الهولندية مواطنيها من السفر إلي تركيا. وذلك في أعقاب تصاعد الخلاف الدبلوماسي الذي نشب بين البلدين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". أن الخارجية الهولندية حثت - في تحذيرها - رعاياها الموجودين في تركيا ضرورة التحلي بالحيطة وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة في ظل التوترات الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين. علي الجانب التركي اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ألمانيا بأنها تدعم الإرهاب "بلا رحمة" كما هدد بفرض عقوبات دبلوماسية علي هولندا وقال إنه سيلجأ إلي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن منع وزراء أتراك من الحديث هناك. وسبق أن قال إردوغان إن من سيرفضون التعديلات الدستورية في الاستفتاء يقفون في صف الإرهابيين. كما اتهم دولا أوروبية مثل ألمانيا بإيواء إرهابيين وهو أمر تنفيه تلك الدول. شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما كبيرا علي دولتي هولنداوألمانيا: قائلا إن تركيا ستعمل سريعا علي محاسبة هولندا بعد التصرفات التي صدرت منها. مؤكداً أن "ألمانيا تدعم الإرهاب بلا هوادة". قال أردوغان خلال حوار تليفزيوني أن تركيا ستفرض كل أشكال العقوبات الدبلوماسية المتوفرة لديها. موضحا أن هناك تحركات تركية تجاه المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان للمطالبة بمقاضاة هولندا علي تصرفاتها. حسبما ذكر. قال أردوغان ان الصحفي الألماني التركي دنيز يوجيل عميل وإرهابي. علي صعيد قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ. إن بلاده لن تسمح لأحد المساس بكرامتها وبشعبها. وإنها ستستخدم جميع الحقوق والصلاحيات التي يمنحها لها القانون الدولي. أضاف وزير العدل التركي- إن هولندا فعلت كل شيء لمنع وزراء أتراك من إلقاء خطاباتهم أمام الجالية التركية علي أراضيها. وتابع أن سياسيين أوروبيين يستغلون خطابات معاداة الإسلام وتركيا كأغراض دعائية لحملاتهم الانتخابية وذلك لكسب الأصوات. إن مرض العنصرية ومعاداة الإسلام والأجانب انتشر علي نطاق واسع في أوروبا. حتي غدت الأحزاب السياسية الحاكمة لا تستطيع وقاية نفسها من هذا المرض. علنت تركيا تعليق العلاقات الدبلوماسية علي المستويات العليا مع هولندا بعد أن منعت السلطات الهولندية وزراء أتراك من التحدث في تجمعات لأتراك مغتربين وهو ما يعمق الخلاف بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي وكبير المتحدثين باسم الحكومة أيضا ان أنقرة ربما تعيد تقييم اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن وقف تدفق المهاجرين من الشواطئ التركية إلي أوروبا. وأبلغ قورتولموش مؤتمرا صحفيا "اننا نفعل بالضبط ما فعلوه بنا. نحن لن نسمح لطائرات تقل دبلوماسيين أو مبعوثين هولنديين بالهبوط في تركيا أو استخدام مجالنا الجوي.. أولئك المسئولون عن هذه الأزمة عليهم أن يعالجوها". وكان عمر جليك وزير شئون الاتحاد الأوروبي في تركيا أكد ان بلاده "ستفرض عقوبات بالتأكيد" ضد هولندا دون الإفصاح عن تفاصيل فيما يستمر خلاف دبلوماسي بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب الحملات السياسية التي تريد أنقرة تنظيمها في الخارج.