شهدت بدايات مسابقة الدوري العام لكرة القدم أزمة تحكيمية خطيرة عندما تعددت الأخطاء التي ارتكبها الحكام كبيرهم قبل صغيرهم وزاد من حجم الأزمة أن تلك الأخطاء كانت كارثية في بعض المباريات والتي أثرت بشكل مباشر علي نتائجها.. وهو ما دفع لقيام عدد من الأندية بثورة والتهديد بالانسحاب من الدوري بقيادة الناديين الكبيرين الزمالك والاسماعيلي.. وأسفرت تلك الثورة عن الحكم الدولي السابق النائب رضا البلتاجي بتقديم استقالته من رئاسة اللجنة العليا للحكام ليتولي الحكم الدولي عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة مهمة قيادة اللجنة وواكب هذه التطورات انتهاء الدور الأول من عمر الدوري وتوقف المسابقة لمدة 40 يوماً بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجابون.. وجاء هذا التوقف الطويل بمثابة فرصة ذهبية لعصام عبدالفتاح لإعادة تصحيح مسار التحكيم وعلاج السلبيات والأخطاء الفادحة التي وقع فيها الحكام وكأنها فترة إعداد جديدة لحكامه فنياً وبدنياً وذهنياً ونفسيا مثلما فعلت أندية الدوري في استغلال هذا التوقف لإعادة ترتيب أوراقها الفنية ودعم صفوفها بلاعبين جدد وخوض فترة إعداد جديدة ومتكاملة وكأنها تبدأ موسماً جديداً بكل ما تحمله الكلمة من معان.. وهنا يمكن القول بثقة إن عصام عبدالفتاح نجح عن جدارة في وضع حكامنا علي الطريق السليم من خلال المعسكر التدريبي المغلق الذي أقامه وتضمن برامج ومحاضرات إعداد وصقلاً عملياً ونظرياً والتي تهدف لتطوير مستواهم الفني والبدني بما يضمن عدم تكرار الأخطاء التي يقعون فيها بالإضافة للتركيز علي قضية توحيد القرارات في بعض المواقف والأخطاء الصعبة وفي مقدمتها متي وكيف يتم احتساب ضربة الجزاء في حال لمست الكرة أو ارتطمت بيد المدافع داخل منطقة الجزاء وتحديد مدي تعمد اللاعب ارتكاب هذا.. إلخ. هذه القضايا والمواقف والتي أثارت الكثير من المشاكل في العديد من المباريات ولعبت دوراً رئيسياً في تغيير نتائج بعض المباريات وهنا يستحق عصام عبدالفتاح كل التحية بعد الأداء المتميز للحكام مع انطلاق مباريات الدور الثاني من عمر المسابقة حيث نجح الحكام بنسبة 95% في تحقيق العدالة داخل الملعب دون التأثر بأي ضغوط أو النظر ل "لون" الفانلة أو اسم الناديين المتنافسين في اللقاء .. ورغم هذا الواقع الجديد للأداء الرائع لحكامنا في مباريات الدور الثاني فإن هذا لا يمنع من وقوع بعض الأخطاء من الحكام كونها صفة في البشر.. ولكن المهم أنها أخطاء غير مؤثرة علي نتيجة المباريات.. ولكن عندما ارتكب حكم مباراة بتروجت والداخلية ومعه حامل الراية خطأ فادحاً بعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة للداخلية قام عصام عبدالفتاح بالإعلان عن توقيع عقوبة علي الحكم وحامل الراية بسبب الإهمال وعدم التركيز واليقظة في التعامل مع هذه اللعبة وتسببت في تعرض نادي الداخلية لظلم فادح.. وهنا حرص رئيس اللجنة العليا للحكام علي إرساء مبدأ جديد يستحق عليه التحية عندما أكد ان أي حكم يرتكب أخطاء فادحة ومؤثرة في سير المباريات ستتم معاقبته علانية مثلما يتم الإعلان عن عقوبات اللاعبين والمدربين حتي يتعظ الحكم ويتعلم من أخطائه ويحرص علي عدم تكرارها وأنا أنتهز الفرصة هنا للتأكيد لتلك السياسات للجنة الحكام من شأنها أن تحقق العدل في الملعب ولكن في المقابل مطلوب من المدربين واللاعبين الالتزام واحترام قرارات الحكام والتفرغ فقط للعب لعدم استفزاز الجماهير قبل عودتهم للملاعب وتشديد العقوبات عليهم في حالة الاعتراض.. لأن ما فعله مؤمن سليمان مدرب سموحة في مباراة فريقه أمام المقاصة اعتراض مرفوض شكلاً وموضوعاً فاستحق الطرد من الملعب.. ويجب أن يعلم هو والمدربون واللاعبون ان الحكم لن يغير قراره مهما اعترضوا وأن يطمئنوا أيضاً ان الحكم سيعاقب مثلهم إذا ارتكب أخطاء كارثية فنحن نريد نجاح المسابقة ووصولها لبر الأمان.. والارتقاء بمستوي الكرة المصرية من خلال مسابقات تتميز بالمنافسة القوية والذي لن يتحقق إلا بإرساء قضاة الملاعب للعدالة في ملاعبنا الخضراء.