أي مجتمع يمكن أن يخرج من التخلف إلي التقد م إذا استطاع أن يتغلب علي الجهل والاتجاه إلي العلم وإذا استطاع أن يتحول من السلبية والكسل إلي الالتزام والعمل بجهد خلاق.. من هنا تأتي الانطلاقة الكبري للمجتمعات وتبني الدول التي تخرج من الظلام إلي النور بالعلم والخبرة والمصارحة مع النفس. وكم من دول تغلبت علي الصعوبات والمشاكل التي احاطت بها من كل جانب وأصبحت من الكيانات الكبري المشهود لها. ومصر عانت من سنوات عجاف علي مدي التاريخ في عهود الاحتلال حتي الاستقلال وفي كل محنة نجحت في تفادي العقبات والوصول إلي بر الأمان بفكر وشجاعة رجالها الذين خاضوا معارك ضارية لتحقيق الاستقلال والحفاظ علي الأرض الطيبة التي كانت دائما وأبدا مقبرة للغزاة. هكذا كانت مصر المحروسة علي مر العصور والأزمنة في صراع مستمر للحفاظ علي الأرض وتحقيق النهضة الشاملة في كافة المجالات وبخاصة الاقتصادية وهي الآن تنهض بنفسها للبناء والتطوير واصلاح ما أفسده النظام السابق وخاصة أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي أفسدت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولولا ثورة 30 يونيو المجيدة التي نجحت في انقاذ الوطن من الخائنين والقتلة لانهارت الدولة وتهاوت. تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد في ظروف صعبة للغاية وكانت مصر شبه دولة لكنه لبي نداء الشعب وتحمل المسئولية لاستعادة الدولة التي كانت علي حافة الانهيار. نجح الرئيس في تحقيق الأمن الذي غاب لسنوات وبدأ ملحمة التطوير في كافة الأنشطة والمجالات وهي انجازات لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد. وفي نفس الوقت يخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن.. ولا حدود ويحقق نجاحات في هذا الشأن لأنه يدرك انه الخطر الرئيسي لبناء المجتمعات والأوطان. الرئيس السيسي يدرك مهمته الصعبة تجاه الوطن ويعمل بأقصي جهد للوصول إلي الهدف السامي الذي يحلم به جموع المصريين.. وقد ظهرت بشائر مصر الجديدة التي تبني حاليا بسواعد رجالها المخلصين ولكن في نفس الوقت يجب التحلي بالصبر في تحمل الاعباء من أجل الوطن وعدم الالتفات إلي ما يردده بعض الغوغائيين والموتورين لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن. النجاح الحقيقي هو ما نشهده الآن من تطوير وازدهار واقتحام المشاكل والصعاب وايجاد الحلول لها وهذا يستوجب من البرلمان والحكومة العمل بنفس المستوي الذي يعمل به رئيس الدولة الذي يحمل هموم الوطن والمصريين علي عاتقه.. ولا يتردد في بذل اقصي جهد من أجل عبور كافة المشاكل والازمات التي تحيط بنا من كل جانب والوصول بالوطن إلي بر الأمان. لكن لابد من المشاركة الفعالة من الحكومة والبرلمان معا لتتحول الانتقادات من قبل المصريين إلي اشادات.. ولعل التعديل الوزاري الأخير في تسع وزارات يعد باقة أمل وبداية لتعديل المسار وخطوة ايجابية جديدة لبناء مصر التي نحلم بها. علي العموم نحن نتطلع وننتظر من الحكومة الجديدة برئاسة المهندس شريف اسماعيل بعد التعديل الوزاري الأخير أن تستكمل مسيرة الاصلاح والبناء للوطن الذي يسير في طريق الصواب.. وتحيا مصر.