في الساعات الأخيرة لفعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بقي في عمره يومان. ويغلق أبوابه بعد نشاط حافل طاف خلاله الزوار أرجاء المعرض وتجولوا في أجنحة دور النشر.. إلي جانب ما شهدته اروقته من نشاطات فنية وثقافية متنوعة حيث حظيت الفنون بإقبال كبير لمشاهدة الاعمال المسرحية ومنها مسرحية "لما روحي طلعت" وكذلك الأفلام الروائية القصيرة. اقبل الاطفال علي ورش الرسم والتشكيل والنحت والنسيج وعروض أطفال كرتون. وحظي المعرض بمشاركة دولية وعربية كبيرة. وكانت أبرز الدول المشاركة السعودية والإمارات والكويت والسودان وتونس ولبنان وقطر وألمانيا وايطاليا وفرنسا والصين وأمريكا وروسيا واليونان وكانت المغرب ضيفة شرف المعرض هذا العام. وقد رفعت دور نشر من الجزائر والهند والبحر وسوريا مطبوعاتها من عارض المعرض استعدادا للرحيل ورغم التخفيضات الهائلة فإن ثمة اقبالا ضعيفا علي الشراء. استضافت قاعة سهير القلماوي ندوة "كاتب وكتاب" لمناقشة كتاب "جلال الدين والحداثة" تأليف د. صلاح سالم وبمشاركة المفكر السياسي د. مصطفي الفقي. ود. حسن حماد. ود. عبدالعليم محمد وأدار اللقاء د. محمد حربي. غاب عن الندوة د. جابر عصفور لسفره المفاجئ للمحلة لمرافقة شقيقه بالمستشفي. وكذلك اعتذر الكاتب والمفكر سيد ياسين لإصابته بوعكة صحية. أكد د. عبدالعليم محمد أن التراث العربي والإسلامي به صفحات مضيئة تم تهيشها كابن رشد الذي جمع الحكمة والشريعة والفلسفة. وأن هناك العديد من الاسئلة المتعلقة بالنهضة لكي يكون هناك وعي كامل بالتراث الاسلامي والحداثة وتجلياتها العلمية. اوضح د. صلاح سالم أن الكتاب يناقش الاشتباكات بين الدين والسلطة بشكل عام وهذه الاشتباكات لم تحل في السياق العربي. فأصبح هناك رأيان عن الثقافة الإسلامية احدهما عن اسلامية المعرفة. والاخري عن اسلامية السلطة وهما مقولتان سلفيتان لابد من تخطيهما لبناء العلاقة مع السلطة المعرفية والسياسية. أوضح د. حسن حماد أن الكتاب عبارة عن حلقة من سلسلة كتب د. سالم الذي تعرف عليه من خلال كتاباته كمفكر وباحث له رؤية وفكر ثاقب وعميق. جاءت ندوة "العنف والمجتمع.. السبب والنتيجة" بمشاركة د. أسامة العبد رئيس جامعة الازهر السابق والكاتبة والاديبة العراقية سارة السهيل. ود. إيهاب عيد استاذ الطب النفسي. ورئيس معهد دراسات الطفولة وادار الندوة أ.د محمد السباعي. أشارت سارة السهيل إلي أشكال عديدة من العنف ضد الاطفال وكبار السن. والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والعنف الطائفي والعنف ضد النفس. ارجعت اسباب ودوافع العنف في المجتمع إلي غياب القدوة الحسنة خاصة في الأعمال الدرامية "سينما مسرح تليفزيون" وكثير من وسائل الإعلام تعرض مشاهدة العنف باستمرار حتي برامج الاطفال تعرض افلاما تحفز علي العنف والارق وتتسبب في توحد فكري للاطفال بمشاهدة الفيديو جيمز والبلاي ستيشن كلها عنف ودمار. اضافت السهيل: إن هناك تأثيرات من الخارج علي شكل مؤسسات وجمعيات تزعم انها تريد المساعدة وهي في الواقع جمعيات ومنظمات ارهابية بعضها مسلح مثل داعش. ويستقطبون الشباب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وأن من اسباب العنف الادمان والفراغ والبطالة. وهناك اسباب اخري غير طبيعية مثل الكوارث الطبيعية والحروب والابادات العرفية وكما قال فرويد "الإنسان كائن عنيف بطبعه" والعنف موجود قديم من ايام قابيل وهابيل لكنه زاد وانتشر هذه الايام بسبب الظروف الصعبة والضغوط علي الإنسان فاصبح العنف في المدارس والجامعات والعنف والشارع وكثرت المشاكل العائلية والأسرية والتفكك الاسري والطلاق.