شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال48 هذا العام إقبالا ملحوظا علي الكتب الدينية خاصة في جناحي المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والأزهر نظرا لما تحتويه هذه الكتب من معلومات قيمة لكبار العلماء في جميع التخصصات.. فقد شهد جناح المجلس الأعلي للشئون الإسلامية إقبالا منقطع النظير من رواد المعرض. نظرا لما يقدمه المجلس من إصدارات متنوعة من كتب التراث المحققة تحقيقا علميا من قبل صفوة من كبار العلماء والمفكرين. والموسوعات الإسلامية المتخصصة. وكذلك ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات المختلفة. وكان الإقبال كبيرًا علي موسوعة الخطب العصرية لوزارة الأوقاف المصرية بأجزائها الأربعة. وقد حرص رواد المعرض علي الإشادة بما يقدمه المجلس من إصدارات تمثل بحق صوت الإسلام الوسطي. كما تمتاز هذه المطبوعات بأسعارها الزهيدة التي تجعلها في متناول الجميع وخاصة طلبة العلم الذين تزاحموا سواء من مصر أو من الطلبة الوافدين الدارسين في الأزهر الشريف وغيرهم علي زيارة جناح المجلس وشراء مطبوعاته. وقد حرص المجلس علي تقديم مطبوعاته في صورة أنيقة وطباعة جيدة مع تخفيض يصل إلي 25 بالمائة. وكذلك تقديم شرائط المصحف المجود والمرتل بأصوات كبار القراء المصريين بتخفيضات كبيرة. إيمانًا من المجلس برسالته كنافذة وسطية هامة لمصر علي العالم الإسلامي. ندوات دينية مميزة شهدت الندوات الدينية حضورا مميزا لاسيما ندوة "بيت العائلة المصرية في حب مصر" التي استضافت د. محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية والمنسق العام لبيت العائلة والأنبا أرميا الأسقف العام وأمين عام مساعد بيت العائلة وقدمها الدكتور طارق منصور وكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس. قال الدكتور محيي الدين عفيفي إن كلا منا ينتمي إلي دين وربما البعض يتساءل أيهما أفضل الانتماء للدين أم للوطن بينما نجد بعض الناس يحاولون استخدام الدين كوسيلة للكراهية لكن في النهاية قيمة الإنسان الحقيقية تظهر في أوقات الشدة وحينما نتكلم عن حب مصر نتذكر عبقرية المكان والزمان. أضاف الأنبا أرميا أن مصر هي بلد البركات وملجأ الأنبياء جاء إليها إبراهيم خليل الله. ووجد فيها موسي كليم الله. وعاش فيها يوسف الصديق. ونبي الله يعقوب وأولاده. وسليمان الحكيم تزوج من ابنة فرعون. وهي الأرض التي باركها الله وقال عنها "مبارك شعب مصر". وكما جاء في القرآن "ادخلوها بسلام آمنين". وهي البلد الوحيد الذي لجأت إليه العائلة المكونة من مريم وابنها ويوسف النجار. هربًا من بطش هيرودس. المسلمون في الصين وفي ندوة للكاتبة الصينية "آشه" أو "عائشة" بالعربي أكدت أنها أشهرت إسلامها بعد زواجها من شخص صيني مسلم واستعرضت خلال الندوة أعمالها التي تناولت حياة المسلمين في الصين مشيرة إلي أن الدين الإسلامي أثر جدا في حياتي وحياة المسلمين في الصين بتسامحه ووسطيته لأنه دين جذاب وبه الكثير من العادات والتقاليد الجميلة جدا لأنه يعتبر دينا حياتيا حيث به نظام يومي يقرب الإنسان من ربه ويحسن التعاون مع البشر. وأقيم في المعرض ندوة "من يصنع التطرف" استضافت الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الذي أكد أن مشاركة الأزهر في المعرض انطلاقا من دفاعه المستمر عن الشريعة الإسلامية ضد هجمات كثيرة أصبحت تعاني منها من الداخل أكثر مما يأتيها من الخارج.. مشيرا إلي أن التطرف مصطلح مرتبط بالغلو وكلاهما مرتبط بالإرهاب وأنه ليس خاصا بالدين فمن الممكن أن يكون التطرف بأمور أخري في العلاقات الاجتماعية وفي المناهج الاجتماعية فالتطرف آفة فكرية أشد من الإرهاب لأن خطره يظل ممتدا وصانع التطرف جاهل لأنه لا يتعامل مع النصوص الدينية إلا من خارجها ولا يتمعن في باطنها. كما شهد المعرض ندوة مناقشة كتاب "إحياء علوم الدين" للكاتب أبوحامد الغزالي وذلك بمشاركة الدكتور فتحي حجازي والشيخ طارق أبوهشيمة وتم فيها استعراض حياة الشيخ الغزالي وكيف أن كتابه تضمن الأمور التي تنجينا من المعاصي مثل الخوف من الله والزهد والتوكل والأنس بالله والصدق والإخلاص ومراقبة العبد لربه وغيره.