عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة أسوان لقاءً مع 150 من شباب محافظات الصعيد. وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الوطني الدوري الثاني للشباب. واستهل الرئيس اللقاء بتوجيه التهنئة لأهالي محافظة أسوان بمناسبة عيدها القومي. والذي يتزامن مع ذكري الانتهاء من بناء السد العالي. وأكد الرئيس أن الشباب هم الذين يبنون مستقبل مصر. لاسيما في ضوء أن 60% من سكان مصر من الشباب. مشيرًا إلي حرص الدولة علي تحقيق التقدم الذي يلبي تطلعات الشعب المصري وخاصةً الشباب. أعرب الرئيس في هذا السياق عن ثقته في أن مصر ينتظرها غد أفضل. مؤكدًا حرصه الدائم علي الالتقاء بالشباب من جميع أنحاء مصر ومناقشة ما يشغلهم من قضايا وموضوعات بصدق وأمانة. وقد دار أثناء اللقاء حوار مفتوح مع الشباب رد خلاله الرئيس علي استفساراتهم. حيث أوضح الرئيس أهمية الانتباه إلي التحديات والمشكلات التي تعاني منها مصر لعقود. مشيرًا إلي أنه رغم ما يتحقق من نمو اقتصادي. فإن الزيادة السكانية تستهلك جزءًا كبيرًا من هذا النمو. وهو ما يعد تحديًا محوريًا يجب التعامل معه بجدية. أشار الرئيس في هذا الإطار إلي أن جهود إدخال خدمة الصرف الصحي إلي 4500 قرية في مختلف أنحاء مصر تشهد معدلات غير مسبوقة حيث من المقرر أن ترتفع من 10% إلي 40% خلال عامين بتكلفة تبلغ 180 مليار جنيه. إلا أنه في ضوء استمرار زيادة معدلات نمو السكان والتوسع العمراني غير المخطط فإن مزيدًا من القري سيظل في احتياج إلي خدمة الصرف الصحي. فضلًا عن مواصلة جهود تطوير الصرف الزراعي والصناعي. أضاف الرئيس أن أكبر تحدي يواجه مصر هو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. لاسيما في ضوء أن النمو الاقتصادي يساهم بفعّالية في الارتقاء بمستوي معيشة المواطنين وتحقيق مستقبل أفضل للجميع. قال إن جهود الدولة لتطوير مختلف الخدمات والقطاعات والوفاء باحتياجات الاستثمار والتنمية مستمرة. مشيرًا في هذا السياق إلي أن تطوير قطاع الكهرباء فقط علي مستوي الجمهورية تكلف نحو 450 مليار جنيه. فضلًا عن استكمال خطة الارتقاء بشبكات نقل وتوزيع الكهرباء بتكلفة تبلغ نحو 60 مليار جنيه. أكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع أطياف المجتمع من أجل التغلب علي التحديات التي تواجه مصر. مشيرًا إلي المشروعات الجارية لبناء مدن جديدة منها 4 في الصعيد للحد من النمو العمراني غير المخطط. كما عبر الرئيس عن أهمية أن يدرك الشعب المصري حجم الصعاب التي تواجهه. وأن يضع أمامه الأهداف التي يتطلع إلي تحقيقها حتي يمكن الوصول إلي النتائج المرجوة. وأكد الرئيس مجددًا أن الدولة ملتزمة بتلبية طلبات كل من تنطبق عليه الشروط للحصول علي وحدة سكنية في إطار مشروعات الإسكان الاجتماعي. وذلك لضمان التخفيف علي المواطنين محدودي الدخل وتوفير احتياجاتهم من الوحدات السكنية. وردًا علي أحد استفسارات الشباب حول سبل الارتقاء بقطاع صناعة الدواء في مصر. أوضح الرئيس أن القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخرًا جاءت بهدف التعامل مع مشكلة مزمنة عاني منها الاقتصاد المصري لسنوات طويلة. مشيرًا إلي أن الدولة تسعي إلي تطوير شركات قطاع الأعمال العاملة في مجال صناعة الدواء بهدف تطوير إنتاجها من الدواء والوفاء باحتياجات السوق. ذكر الرئيس في هذا الإطار أن جهود تطوير شركات قطاع الأعمال العاملة في مختلف القطاعات مستمرة. وأنه جاري العمل علي القضاء علي المشكلات التي تعاني منها تلك الشركات. مشيرًا إلي أن الحقبة التي شهدت تأسيس شركات قطاع الأعمال صاحبها توفير بيئة تشريعية وثقافية معينة. وهو ما يستلزم تعديلها وتغييرها من أجل مواكبة توجه الاقتصاد الحر الذي تتبناه الدولة حاليًا. واتخاذ إجراءات موازية لتعزيز التنافسية وزيادة المعروض من السلع بأسعار مناسبة ليتواكب مع الزيادة التي يشهدها الطلب عليها. مع مواصلة الحكومة جهودها في تشديد الرقابة علي الأسواق والتصدي للتجاوزات. كما أكد الرئيس أهمية تحقيق الاستخدام الأمثل لمراكز التدريب الفني والتأهيل المهني بهدف توفير احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة. وردًا علي تساؤل إحدي الشابات بشأن ما تبذله الدولة من جهود لتمكين المرأة. أعرب الرئيس عن تقديره للمرأة المصرية وما تقدمه من تضحيات وتبذله من جهود مُقّدرة للنهوض بالمجتمع المصري. مؤكدًا حرص الدولة علي الارتقاء بأحوال المرأة والاستفادة مما تتمتع به من قدرات وإمكانيات. ومن جانب آخر. أشار الرئيس إلي أهمية تقديم أعمال فنية وثقافية تليق بالذوق المصري وتعكس القيم الحضارية الأصيلة للشعب المصري. كما أكد الرئيس علي استمرار دعم أي جهد يهدف إلي تعزيز وحدة النسيج الوطني والتعايش المشترك. وعلي صعيد السياسة الخارجية. أكد الرئيس فيما يتعلق بموضوع سد النهضة. ضرورة التأني في رد الفعل تجاه أية تصريحات. مؤكدًا أن قلق الشعب المصري في هذا الشأن مشروع. حيث يتعلق بحياة المصريين منذ آلاف السنين. مضيفًا أن هذه القضية مسألة حياة أو موت ولا يمكن العبث بها. ومؤكدًا أن التعاون مع الأشقاء الإثيوبيين في هذا الصدد يسير علي نحو جيد وفقًا لاتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة. ومن جانب آخر ذكر الرئيس أن مصر تبذل جهدًا كبيرًا في التواصل مع كافة الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط لتجنب أية تعقيدات وإتاحة الفرصة للتوصل إلي حل عادل للقضية الفلسطينية. وقد عرض خلال اللقاء وزراء الإسكان والتجارة والصناعة والكهرباء والنقل الجهود التي تقوم بها وزاراتهم في تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية في كافة محافظات الجمهورية ولاسيما الصعيد. حيث عرض وزير الإسكان جهود تنفيذ مشروعات الإسكان الاجتماعي. وإدخال خدمات الصرف الصحي. كما عرض جهود تأهيل محطات الصرف الصحي ورفع كفاءتها بمدينة أسوان ليتم الانتهاء منها بحلول نهاية شهر مارس القادم بتكلفة 240 مليون جنيه. كما قدم وزير التجارة والصناعة عرضًا حول الجهود التي تتم لتشجيع الصناعة وتسهيل إجراءات تأسيس المنشآت الصناعية. ولاسيما من خلال توفير المنشآت الصناعية الجاهزة. مضيفًا أنه تم خلال عام 2016 تخصيص 10.7 مليون متر مربع من الأراضي الصناعية علي مستوي الجمهورية. ومؤكدًا وجود مناطق صناعية بمختلف محافظات الصعيد. وأن الدولة تعمل حاليًا علي توفير حوافز إضافية لتشجيع الاستثمار في الصعيد. كما أكد أن مشروع المثلث الذهبي سيمثل نقلة كبيرة في تنمية الصعيد. حيث سيجذب استثمارات تزيد علي 18 مليار دولار. وفي هذا الإطار أكد السيد الرئيس أن الدولة حريصة علي الوصول إلي حلول غير تقليدية لكل المشكلات القائمة. مشيرًا إلي أنه يتم الآن العمل علي توفير منشآت صناعية جاهزة التراخيص للقضاء علي البيروقراطية وتسهيل خطوات تأسيس المنشآت الصناعية. كما استعرض وزير النقل مشروعات النقل والتوسعات الجاري تنفيذها في شبكة الطرق بمحافظات الصعيد. واستعرض وزير الكهرباء المشروعات الجاري تنفيذها لزيادة توليد الطاقة الكهربائية ومنها محطة كهرباء بني سويف التي تعد أكبر محطة كهرباء في العالم. مشيدًا بالشركات المصرية التي تساهم في تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية. وكذا بالعمالة المصرية التي أثبتت كفاءتها وقدرتها علي تنفيذ مشروعات عملاقة وفقًا لأعلي المستويات العالمية.