من وقت لآخر تطالعنا وسائل الإعلام بإحصائيات مخيفة عن ارتفاع معدلات الطلاق بصورة تهدد مؤسسة الأسرة واستقرارها التي هي مؤشر لاستقرار المجتمع ككل.. تلك المشكلة ألقت بظلالها السلبية وأدت إلي عزوف الكثير من الفتيات عن مجرد التفكير في الزواج وتكوين أسرة خوفاً من المصير المؤلم وهو الفشل الذي أحاط بعدد ليس بقليل من الزيجات وعندما تتحدث إلي هؤلاء الهاربات من الزواج يسوقن لك النماذج والتجارب الفاشلة التي عاصرنها مع أقاربهن وأصدقائهن.. ويتحدثن بثقة وبقرارهن بتوجيه اهتمامهن نحو العمل والدراسة وتحقيق أحلامهن في هدوء بعيداً عن صداع الأزواج رافضات تكوين أسرة. وعندما تتحدث إلي الشباب العازفين عن الزواج تجد رد فعلهم لا يختلف كثيراً.. ومبرراتهم ان الفتاة أصبحت أكثر جرأة وغير حريصة علي الحفاظ علي الأسرة.. وأنها تطلب الطلاق في أول محطة للخلاف غير عابئة لقدسية العلاقة الزوجية والكيان الأسري الذي يجب أن تحوطه المودة والرحمة والسكن كما أمرنا الله. بين الهاربات والعازفين عن الزواج فوجئنا بالعديد من الأشياء أولها ارتفاع سن الزواج أدت إلي بروز مصطلح سخيف تأذت الأذن لسماعه لكننا نردده وهو العنوسة وسط كل هذه المعطيات ظهرت وبقوة مكاتب تيسير الزواج والتي انتشرت اعلاناتها في وسائل المواصلات وفي الشوارع تعلن عن نفسها تحت مسميات مختلفة منها "أحلام الزواج حقيقة" و"طريقك نحو حياة سعيدة" و"اختار شريك عمرك في زيارة واحدة" و"العش الهادئ" و"راسين في الحلال" والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل نحن في حاجة لمثل هذه المكاتب في وقت نعيش فيه الانفتاح ونري بعضنا البعض ولسنا في حاجة لوسطاء التعارف.. الغريب ان عدداً ليس بقليل من الأسر يلجأون لهذه المكاتب ونسمع عن حالات كثيرة تلجأ إليها أملاً في الحصول علي شريك الحياة سواء زوجاً أو زوجة وأقول لهؤلاء يجب ان تدركوا عدداً من الحقائق التي فجرتها احدي المؤسسات الحقيقية المهتمة بقضايا المرأة وهي مؤسسة المرأة الجديدة التي كشفت ان 48% من الرجال الذين يتزوجون عبر مكاتب تيسير الزواج منحرفون يبحثون عن ضحايا بالاتفاق مع المكتب وان 7% من صفات المتقدمين للمكاتب هو الطمع وجمع الثروة وان نسبة تحول الزوجات إلي متهمات في قضايا وصلت 44% وهي احصائيات تتسق مع الأرقام التي كشف عنها تقرير للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية من ان عدد المقبوض عليهم من أصحاب هذه المكاتب والتي تدفع الفتيات للعمل بأعمال منافية للآداب العامة بلغ 1098 حالة عامي 2014 و2015 وان عدد الضحايا اللاتي لجأن إلي أقسام الشرطة بعد تعرضهن للنصب من مكاتب وهمية للزواج وصل إلي 2320 ضحية لهذه المكاتب بالطبع خضن تجارب قاسية بحثاً عن حلم الزواج.. بقي ان نعلم ان هذه المكاتب ما هي إلا مشروعات استثمارية وتجارية لا هم لها سوي الربح ولابد من يقظة الفتيات وأسرهن حتي لا يقعن ضحايا جدداً لهذه المكاتب.. ولتحسن فتياتنا الاختيار وتحري الدقة حتي لا تتفاقم المشاكل الاجتماعية ولسنا في حاجة لأسر مفككة تورث لأولادها الضياع والانهيار. كلمات لها معني * من اعتاد أن يوزع الورد سيبقي شيء من العطر عالقاً بيده.. مادمت تفعل الخير سيصلك أثره. * غالباً موقف واحد يجعلك تضع نقطة انتهاء لبعض الأشخاص. * قراءة الكتب ثقافة- قراءة الوجوه ذكاء- وقراءة النفوس حكمة وبصيرة.