"راسين في الحلال" شعار لدعاية قد تكون خبيثة أحيانا تستغلها مكاتب الزواج لاستقطاب عملائها بعد أزمات طاحنة ضربت سوق الزواج وأصبحت العنوسة واقعا مؤلما يطارد الفتيات لاسيما بعد غلو الأسعار وارتفاع تكاليف الزواج، وارتفاع نسبة الهجرة الداخلية بين المحافظات وزيادة حالات الطلاق، ما ساعد على انتشار سماسرة للزواج وصارت تجارة مربحة. دخلت فئة المحامين إلى هذه التجارة ولجئوا إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والدعاية الورقية، لجذب عملاء، وبهذا تبدأ عمليات الترويج بعدة عروض على أبرز وسائل التواصل ممزوجة بأرقام موبيليات، ويبدأ مسلسل الاتفاق على المعروض من أنواع وإشكال حسب الرغبة وكأنك تفصل دمية على أهواء من يريدها. إعلانات الفضائيات لو عايز تتجوز ومش لاقي بنت الحلال.. لو محتار وعاوز تتجوز ومش لاقي البنت اللي تساعد على مواجهة الدنيا.. لو ظروفك صعبة وعايز واحدة تقف جنبك وتراعي ظروفك.. اتصل بسرعة على أحد الأرقام التالية.. تلك هي الصيغة المعروفة لبعض قنوات بير السلم الفضائية التي تعزف علة أزمات فتيات يطاردها شبح العنوسة. فاتن.. ومأساتها مع الشاب الإماراتى "فاتن" هي إحدى ضحايا مكاتب الزواج، لجأت إليه بعدما ضاقت بها الدنيا وراحت تبحث عن وسيلة أخرى لمساعدة أهلها من الفقر، فاتن بعد زواجها من الشاب الإماراتي الذي هرب بعد مقتلها، حاولت قدر الإمكان مساعدة أهلها، وانتشالهم من الفقر؛ لتستطيع مواجهة أهل زوجها الذين طالما عايروها بهم، ولعل تأكيد شقيقها محمد رضا أنها طلبت منه في آخر اتصال بينهما تجهيز أوراقه وجواز سفره، لأنها ستوفر له فرصة عمل بالإمارات، بمساعدة زوجها الإماراتي لعله يستطيع تغيير واقعهم، فاتن واحدة من آلاف الفتيات في مثل سنها، يقع بعضهن ضحايا مكاتب تزعم العمل في توفيق الرؤوس بالزواج بينما هي محطة لتزويجهن من أثرياء عرب، أو رجال أعمال. فتاة عشرينية تروى مأساة وقوعها في فخ الدعارة ضحية أخرى من ضحايا النصب التي أكدها قسم إمبابة عندما تلقى بلاغا من فتاة تدعى "ياسمين.ح"، الفتاة التي تبلغ من العمر 19 عاما، وادعت محاولة توقيعها في فخ العمل بالدعارة من قبل مكتب تيسير الزواج بعد أن ظن أهلها أن تلك أفضل طريقة ليجدوا العريس المناسب، وهناك تعرضت لعملية نصب بعد أن قام المكتب بالاتفاق مع من يديرون شقق الدعارة، وقام بخداعها وأهلها كى يظنوا أن العريس من الخليج، وأن عليها الزواج منه بعقد عرفي بسبب الأموال التي تأخذها الدولة لتوثيق عقود الزواج من الأجانب. وبالفعل تزوجت، وبدأت قصة معاناتها، والتي قصتها في دعوى الطلاق للضرر رقم 367 لسنة 2016 أمام محكمة الأسرة بإمبابة من زوجها "عبدالله.ج" الذي قدم لها شبكة صينى، وبعد الزواج ب3 أيام قام بمحاولة إجبارها على ممارسة العلاقة المحرمة مع أحد زبائنه الذي أدخله إلى غرفة نومها، ولولا ستر الله لأصبحت عاهرة، واتضح بعد لجوئها للشرطة وتحرير محضر أن له سوابق، ومطلوب على ذمة قضايا نصب. وسائل التواصل الاجتماعي تسهل عمليات الزواج تمكنت الإدارة العامة لمباحث الآداب برئاسة اللواء أمجد الشافعي، من ضبط فتاتين ساقطتين قامتا بإنشاء صفحة على فيس بوك لدعوة راغبى المتعة لممارسة الجنس عن طريق مكاتب للزواج العرفى. تلقى اللواء أسامة عايش مدير النشاط الخارجي بالإدارة العامة للآداب، إخطارًا عن قيام ساقطتين هما "صافى وجيجى" بإنشاء صفحة على فيس بوك، للتعارف وعرض زواج المسيار والعرفي مقابل 2000 جنيه في الليلة، وإعلانهما عن وجود فتيات ساقطات برفقتهما لممارسة الجنس الجماعي أو الفردي حسب طلب راغبى المتعة الحرام. وعقب تقنين الإجراءات تمكن المقدم أحمد صلاح من جمع التحريات، والتي أكدت صحة المعلومات وتبين أن المتهمتين تتخذان شقة بمنطقة العجوزة وكرا لممارسة نشاطهما لاستقبال راغب المتعة الحرام وزواج المسيار. لم تقتصر ضحايا الزواج عبر المكاتب على المصريين فقط، فلقد اقتحم هذه المكاتب جنسيات أخرى أبرزها السوريات بعدما هربوا من جحيم النيران ليقعوا فريسة في راغبى المتعة بعدما هاجمهم الفقر وضاقت بهم الدنيا. وكانت إحصائيات حقوقية أوضحت استغلال الإناث في العمل بالدعارة وأعلنت بعض الأرقام الصادرة من مؤسسات حقوقية 48% من هؤلاء الرجال الذين يتزوجون عبر مكاتب تيسير الزواج منحرفون ويبحثون عن ضحاياهم بالاتفاق مع المكتب، إما باستغلال تقدمهن في السن ووصولهن إلى مرحلة العنوسة، أو الاتجار بهم، ونسبة 7% من صفاتهم من الرجال المتقدمين للمكاتب من أهم مميزاتهم "الطمع وجمع الثروة"، ونسب تحول الزوجات إلى متهمات في قضايا جنائية وصلت إلى حوالى 44%. فيما أصدر مركز البحوث الجنائية عدة تقارير عن وصول عدد المقبوض عليهم من أصحاب مكاتب تيسير الزواج التي تدفع الفتيات للعمل بالدعارة عام 2014 -2015 إلى 1098 مكتبا، وكان عدد الضحايا اللاتي لجأن إلى أقسام الشرطة يشتكين للتعرض للنصب من قبل مكاتب وهمية للزواج وصل في عام 2014 و2015 إلى 2320 حالة. ومن جانبه، قال الدكتور عبد الحميد زيد أستاذ الاجتماع السياسي ووكيل نقابة الاجتماعيين، إن مكاتب الزواج عبارة عن سمسار يمارس دور التجارة، بسبب تعقد الحياة والكثافة السكانية بالإضافة إلى العنوسة جعلت دور الوسيط يتزايد. وأضاف أستاذ الاجتماع أن المكاتب لعبت دور الوسيط وحلت محل "الخطبة" التي كان لها شأن عبر الزمان إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي حل مكانها، ويرى نقيب الاجتماعيين أن هناك من يستغل هذه المكاتب كساتر لتجارة المتعة المحرمة خاصة بعد فقدان الثقة فيها.