كان عاشقاً للغة العربية ومتفقهاً فيها.. وكذلك الشعر والأدب.. لذلك كان المسرح أول الاهتمامات والأقرب للفنان الكبير "عبدالوارث عسر" الذي التحق في بداياته بفرقة جورج أبيض ودربه علي التمثيل الفنان "منسي فهمي" ثم تنقل في عدة فرق مع عزيز عيد وفاطمة رشدي واشتهر ب "الطبيعية" في الأداء وأصبح بمرور الأيام من رواد مدرسة الطبيعة.. وقد وجهه المخرج عمرو وصفي إلي أداء شخصية "الأب" علي الرغم من أنه كان في مقتبل العمر.. لم يتعد ال 20 عاماً.. وأكد له هذا المخرج أن هذا الدور هو الذي سيبقي وفيه استمراريته. وبالفعل ظل عبدالوارث عسر - عجوزاً - في كل أعماله السينمائية - حوالي 300 فيلم - وشارك في آخر حياته بالمسلسل التلفزيوني "أحلام الفتي الطائر" مع عادل إمام. لم يكتف عبدالوارث عسر بالتمثيل وكتب العديد من الأعمال الإذاعية والسيناريوهات وحصل علي جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "جنون الحب" وعلي جائزة الدولة التقديرية ووسام الفنون من الرئيس السادات. وهو من مواليد 1894 في الدرب الأحمر بالقاهرة.. وأصول والده "المحامي" ريفية.. وبالتحديد من الدلنجات بمحافظة البحيرة.. بدأ حياته العملية في وظيفة كاتب حسابات بوزارة المالية واستقال وعمره - 40 سنة - وتفرغ للفن الذي واصل مشواره فيه إلي أن أطلق عليه لقب "شيخ الممثلين" وعملاق الإلقاء.. وحاول برفقة صديقية "سليمان نجيب ومحمد كريم" النهوض بفن التمثيل والتأليف وتدريب الوجوه الجديدة فتمكن من تعليم الممثلين فن الإلقاء حيث كان يدرس بالمعهد العالي للسينما مادة الإلقاء وقام بتأليف كتاب "فن الإلقاء" الذي يعد من أهم الكتب عن تعليم التمثيل حتي الآن.