"سعد زغلول" عينه محاسباً فاستقال وهو فى سن الأربعين مؤَلفه "فن الإلقاء" لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل *كان عاشقًًا للغة العربية ومتفقهًا فيهًا *قدم أكثر من 330 فيلما وكتب العديد من السيناريوهات شيخ الممثلين وأستاذ الإلقاء وصاحب مقولة " كلنا فى الهوى عباسية " التى صارت مثلاً فى دوره الرائع فى فيلم "شباب امرأة" .. إنه الفنان القدير عبد الوارث عسر الذى تحل ذكرى ميلاده يوم 16 سبتمبر. أصول والده ريفية من "الدلنجات" بالبحيرة وحفظ القرآن الكريم صغيراً وتعلم تجويده، وهو الأخ الأكبر لشقيقين هما الفنان "حسين عسر" و"سنية عسر"، من مواليد "الدرب الأحمر" بحى الجمالية كان والده محاميا ناجحا. تعلم تجويد القرآن في الكتاب منذ الصغر، أتقن فن الإلقاء بعد ذلك وعلمه لكثير من النجوم في السينما المصرية، خريج مدرسة التوفيقية الثانوية بنين وكان شغوفا أثناء دراسته للبكالوريا بالعروض المسرحية، وقد درس اللغة العربية دراسة حرة وأصبح من المتفقهين فيها، له ديوان شعر مشهور نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب. كان يرغب فى دخول مدرسة "الحقوق" كوالده الشيخ "على عسر" الذى كان محامياً وصديقاً مقرباً من الزعيم "سعد زغلول"، وعند دخول الإنجليز مصر رفض أن يستمر فى المهنة لرفضه التعامل مع سلطات الاحتلال. بعد وفاة والده ساعده الزعيم "سعد زغلول" فى الالتحاق بوزارة المالية فى وظيفة "كاتب حسابات" واستقال فى سن ال 40 للتفرغ للفن، وانتقل للإقامة بحى الدقى. التحق عام 1912، بفرقة "جورج أبيض" وكان أول دور له فى مسرحية "الممثل كين" والذى دربه على التمثيل "منسى فهمى"، وكان يؤدى مع فرقة "جورج أبيض" الأداء الكلاسيكى .. الأمر الذى لم يرق له، فاتجه إلى فرقة "عزيز عيد وفاطمة رشدى" حيث الطبيعية فى الأداء وهو من رواد هذه المدرسة، وهناك التقى بالمخرج ومدير الفرقة "عمرو وصفى" الذى وجهه إلى أداء شخصية الأب، وقال له إن هذا الدور هو الذى سيبقى وفيه استمرارية .. فظل عجوزاً فى جميع أعماله . واستمر فى المسرح وأسس مع "سليمان نجيب" فرقة "أنصار التمثيل" وكانوا يقومون بترجمة المسرحيات من الإنجليزية والفرنسية، كما كتب مع "سليمان نجيب" أربع مسرحيات والعديد من التمثيليات الإذاعية. قدم أيضاً أكثر من 300 فيلم، وكتب العديد من السيناريوهات إلى أن جاءت "أم كلثوم" وقدم معها تمثيلاً وكتابة سيناريو فى فيلمى "سلامة" و "عايدة". وبعدها جاءت مرحلة الانتشار السينمائى فقدم "دموع الحب" و"يوم سعيد" و "حب فى الظلام" مع فاتن حمامة عام 1953، وفيلم "عيون سهرانة" مع شادية 1956، و"شباب امرأة" مع تحية كاريوكا، و"صراع فى الوادى" و"الأستاذة فاطمة". أول فيلم قام بتمثيله كان "يحيا الحب" مع "عبد الوهاب" وكان تصويره فى فرنسا ومن هنا بدأت علاقته به وبالمخرج "محمد كريم" وانطلق بعده إلى تقديم سلسلة أفلام "عبد الوهاب" وكان يكتب السيناريوهات الخاصة بها. وله بنتان فقط هما "لوتس" و "هاتور" . استطاع أن يعلم الممثلين فن الإلقاء الذي أتقنه، وكان يطلبه "رمسيس نجيب" لتدريب الوجوه الجديدة على التمثيل أمثال سميرة أحمد ونادية لطفى وآمال فريد وماجدة الخطيب وذلك بدون مقابل مادى، وكان يعطيهن هذه الدروس فى منزله. وكتب كتابا بعنوان "فن الإلقاء" لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل، كما أنه لم يكتف بالتمثيل بل كتب أفلاما وسيناريوهات وترجم موضوعات عديدة، ومن أهم الأعمال التي شارك في كتابتها "جنون الحب"، "يوم سعيد"، "لست ملاك"، "زينب". حصل على الكثير من الجوائز، وتم تكريمه في أكثر من محفل؛ ومن ذلك حصوله على جائزة عن سيناريو فيلم " جنون الحب" وعلى جائزة الدولة التقديرية ووسام الفنون من الرئيس السادات. من مسرحياته "السكرتير الفني", وآخر مسلسل شارك فيه " أحلام الفتى الطائر " بطولة عادل إمام. يذكر أنه لم ينس مدرسته التي تخرج فيها ؛ فكان حريصا على تلبية دعوة المدرسة له في الاحتفالات السنوية التي تقيمها المدرسة حتى إنه عندما دعي إلى احتفال المدرسة باليوبيل الذهبي لها عام 1981 ، صمم على الحضور رغم مرضه ، فجاء على كرسي متحرك ليشاهد مراتع شبابه قبل رحيله عن الحياة بشهور قليلة وتوفى فى 25 يناير 1982 .