يقول الكاتب والخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان في مقال له علي موقع "ميدل ايست أي". ان الوضع في الشرق الأوسط يجعل نتنياهو وحكومته يشعران بالسعادة بسبب الحروب الأهلية في سوريا وليبيا والعراق واليمن التي تقسم العالم العربي و الإسلامي وتدفعهما إلي شفير الهاوية وأن ما يحدث في الشرق الأوسط من حروب وعمليات إرهابية هو موسيقي عذبة في أذن نتنياهو حيث إن المشكلة الفلسطينية أصبحت مجرد مشكلة ثانوية!! والحقيقة ان ما قاله هذا الإسرائيلي هو الواقع الذي لابد أن نعترف نحن العرب به. فحالة التمزق العربية التي تعيشها المنطقة الآن حققت لإسرائيل ما لم تكن تحلم به وأخطر ما تحقق لإسرائيل وكما جاء علي لسان نتنياهو نفسه في تصريحات له في لقائه بمسئول إيطالي رفيع المستوي الشهر الماضي إن دولا عربية تحتمي الآن بإسرائيل في مواجهة إيران وبعض التحديات الأخري وأن إسرائيل أصبحت أقرب حليف لهذه الدول ولكن بسرية ودون إعلان! وفي مقطع آخر من المقال يقول ميلمان إن الاعتراف بقدرات المخابرات الإسرائيلية والمخاوف من إيران كانا سببا في تعاونها مع دول عربية مثل البحرين والإمارات والسعودية! إذن اللعب أصبح علي المكشوف ولم تعد دول الخليج تتحرج من الاتصال بالعدو الإسرائيلي الذي صرح أحد مسئولي دولة منها بأنه ليس بيننا وبين الإسرائيليين أي مشكلة تجعلنا ننظر لهم كأعداء كما اعترف ميلمان وهو أحد المقربين من جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن دولا عربية تسعي للاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية والمعلومات التي يحصل عليها الموساد وذكر أسماء هذه الدول وحددها لكنه لم يذكر قطر باعتبار أن الجميع يعلم علاقاتها الوثيقة بإسرائيل. لذا ونحن نري كل هذه الانفجارات وعشرات القتلي وعشرات العمليات الإرهابية لماذا لا نري طلقة واحدة داخل إسرائيل؟ ولم نسمع أن مسئولا واحدا منهم لقي حتفه بعملية إرهابية ولا أي مشكلة من أي نوع لهذا الكيان من قريب أو من بعيد. ولماذا اقتربت بعض هذه الدول العربية من إسرائيل إلي حد التعاون المخابراتي مع العدو الأساسي للعرب وأين حماس مما يحدث في المنطقة وهل هناك تنسيق بين حماس وإسرائيل مقابل نفعني وأنفعك. التفسير الوحيد لما يحدث في المنطقة بعيدا عن إسرائيل ان إسرائيل نفسها وراء ما يسمي داعش والنصرة وكل من ادعوا أنهم إسلاميون أو جهاديون!! أرجو ألا أكون مبالغا إذا قلت إن بعض الأنظمة العربية الملتحفة بالموساد تتعاون بشكل وثيق مع هذا الجهاز مقابل امدادها بالمعلومات التي تحميها من الخطر الإيراني بشكل يومي كما قال الخبير الأمني الصهيوني. وان هذه الدول تمول بعض العمليات التي تقع هنا أو هناك والدليل انها تشترك مع إسرائيل في الاحساس بالأمان بعيدا عن العمليات الإرهابية التي يشهدها العالم وتقاسي منها دول المنطقة خاصة أن هذه العمليات لا تطولها في الداخل أو الخارج. يكفينا شرفا أننا البلد الوحيد القادر علي حماية أمنه بعيدا عن الصفقات المشبوهة والعلاقات القذرة. أخيرا أتمني أن أري الوزير سامح شكري في طهران قريبا عملا بمبدأ والبادي أظلم.