"عارض الأزياء".. هكذا اشتهر "يوسي كوهين"، الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" والذي تم تعيينه قبل أيام من قبل "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث عُرف عنه أناقته الشخصية فاعتاد أن يرتدي بلوزات مُزررة يهتم بكيها بنفسه، حيث لقبه بذلك العديد بالأوساط السياسية والأمنية، بل والعامة في دولة الاحتلال، فيما سخر منه رسامو الكاريكاتير واعتبروه بديل "سارة" زوجة نتنياهو لاستكمال مظهرة الاجتماعي، حيث أثارت "سارة" موجة غضب بعد وقائع الفساد وإهدارها الأموال الحكومية خلال مرافقة زوجها للخارج فيما بات "كوهين" الرفيق الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي في جولاته الخارجية. وفي صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، سخر الرسام الكاريكاتوري "بدرمان" من وسامة "يوسى" واصفًا إياه بأن العمل الأنسب إليه هو التمثيل بالسينما وليس قيادة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. مَن هو الجاسوس رقم 1 في إسرائيل؟ ولد "يوسي كوهين"، بحي كاتمون بالقدس المحتلة، لأب ناشط سياسي بالمنظمة العسكرية السرية بإسرائيل، والتي تأسست عام 1931 وقبل إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتلقى تعليمه في المدرسة الدينية اليهودية، على يد مجموعة من الحريديم أتباع جماعة "أبناء عقيفا" المتطرفة، حيث انضم للموساد في عام 1983 عندما كان في ال 22 من عمره وترقى بالمناصب المختلفة ليصبح ضابطًا، حيث ترأس قسم "تسومت" الذي يتولى جمع المعلومات من مصادر بشرية عني بملف تجنيد وتشغيل العملاء في دول الأعداء والمنظمات الإرهابية، كما ترأس بعثة الموساد في أوروبا. وبحسب ضباط بالموساد، فإنهم يصفون "كوهين" بأنه الفتى الأوروبي الذي يتمتع بقدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين، إلى جانب قدرته على تجنيد عملاء في دول المعادية للاحتلال، هذه الصفات دفعت به أن يتم تعيينه رئيسًا لقسم تجنيد العملاء ثم نائبًا لرئيس الموساد قبل أن ينتقل عام 2013 إلى العمل كمستشار للأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المعني بالأمور السرية والمحادثات مع الولاياتالمتحدة والقضية النووية الإيرانية، حتى يتم تأهيله سياسيًا لشغل المنصب الجديد من داخل المطبخ السياسي لمعرفة الاحتياجات الاستراتيجية الإسرائيلية إلى جانب الاحتياجات الأمنية. الملفات المطروحة أمام "كوهين" أبرز الملفات التي ستكون على المكتب الأول بالموساد تتمثل في "الحرب الإلكترونية" والتي قال عنها "نتنياهو": تحديات الحروب الإلكترونية وواقع التحول بالشرق الأوسط وتفكيك الدول التقليدية بالمنطقة وانتشار المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم "داعش" تعد الملفات الأبرز المكلف بها "كوهين". إيران.. وإعادة ملف استهداف علماء النووي كلف الموساد بقيادته الجديدة بكشف المؤامرات الإيرانية ببرنامجها النووى وتوثيق انتهاكها للاتفاق النووى أو السعى لامتلاك السلاح من خلال الأدلة لتوجيه ضربات عسكرية لمواقع "طهران" حال التأكد من ذلك ووضع الأدلة السبب الرئيسي لهذه الضربات. كما يرى خبراء بالشأن الإسرائيلي، أنه من المحتمل استكمال جهاز الموساد في ترقب علماء الذرة الإيرانيين، ومواصلة الحرب السرية لتصفيتهم أو محاولة تجنيد بعضهم لكشف الأعمال داخل المنشآت النووية ب"طهران" لإعاقة قدراتها على امتلاك السلاح النووى. العلاقات مع الدول العربية والشرق الأوسط يحتل ملف العلاقات مع الدول العربية وتحسينها وزيادة التعاون ومحاولة التطبيع مع تلك الدول المرتبة الثانية بالملفات المقدمة على أولايات "كوهين"، حيث يهدف إلى إقامة علاقات استخباراتية مع دول المنطقة تعتمد على التعاون المشترك، وتعميق التعاون الإقليمي الاستخباراتي، فضلًا عن بناء منظومة مصالح وعلاقات سرية مع الدول العربية المعتدلة أو محاولة التطبيع معها، كما سيعمل على شق طرق مع دول لا تربطها علاقة بإسرائيل وتطوير علاقات سياسية في أنحاء العالم. ويسعى رئيس الموساد الجديد، إلى تنفيذ توجهات إسرائيل الخارجية بالاعتماد على الاندماج مع دول الخليج على أساس خلافات المصالح ضد إيران. الحرب الإسرائيلية مع المنظمات الفلسطينية يأتى ملف الحرب والعمليات العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، ضمن الملفات الأهم بالموساد، حيث يسعى "كوهين" إلى السيطرة الأمنية من خلال الحرب غير المتماثلة التي تخوضها إسرائيل ضد حركات المقاومة الفلسطينية، ومحاولة التوصل لتهدئة والحد من خطر حركة حماس على "تل أبيب". "كوهين" ومعركة الموساد تم تكليف الرئيس الجديد للموساد، بمحاولة تهدئة رؤساء الأقسام داخل الموساد بعد أن هددوا بالاستقالة إذا استمرت تقاليد تعيين رئيس للجهاز من خارج صفوف المنظمة السرية، حيث يمتاز "كوهين" بقدرة عالية على الإقناع وتمرير أهدافه للقيادات بالجهاز الاستخباراتي. تجنيد عملاء لإسرائيل وجه الرئيس الجديد للموساد "يوسي كوهين" رسالة للمستوطنين الإسرائيليين، قائلًا: "انتظروا مني عمليات أكثر من رائعة ومعلومات استخباراتية ستفيد إسرائيل جدًا"، حيث من المتوقع مساهمة الرئيس الجديد في تجنيد عملاء داخل الدول العربية وحركات التحرر الفلسطينية من أجل جمع أكبر قدر من المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات اللازمة لحفظ الأمن الإسرائيلي. الأزمة مع "الشاباك" يتوقع أن يخوض "كوهين" أزمة في العلاقة مع جهاز "الشاباك" في أعقاب الاحتكاكات الكثيرة بين الجهازين، بسبب محاولة الموساد خلال السنوات الماضية التدخل بما يجرى بقطاع غزة من خلال محاربة تهريب الأسلحة، وخاصة عمليات التهريب الاستراتيجية التي يمكن عبرها وصول أسلحة مهمة من إيران وأماكن أخرى إلى حركة الجهاد الإسلامي وحماس. تجنيب إسرائيل الحرب لمدة 5 سنوات وفي محاضرة ل"يوسي كوهين"، قبل أشهر وأثناء تولية منصب مستشار رئيس الوزراء للأمن القومي قال: "لن تكون هناك حروب مع دول المنطقة بمفهومها التقليدى، أي من خلال استخدام الدبابات والمدرعات وخلافه، فالأردن غير مستعدة لخوض حرب معنا، والجيش السورى قد انهار بالفعل، وحزب الله فلا يمتلك مدرعات لتخوض حرب كبيرة مع إسرائيل، وبالنسبة لمصر فإن هناك اتفاقية سلام معها، ونأمل أن يكون بها استقرار، وحتى يحدث بها ذلك فإنها غير مستعدة لخوض حرب ضد الجيش الإسرائيلى، مثلما حدث في حرب 1976 وحرب 1973".