** أعجبتني صيغة البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المصرية رداً علي بيان أمين عام مجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني الذي قال فيه ان دول مجلس التعاون الخليجي منزعجة من الزج باسم قطر في تفاصيل جريمة تفجير الكنيسة البطرسية الأحد قبل الماضي. وسبب اعجابي بصيغة بيان الخارجية المصرية انه كان رصيناً وحاسماً وكاشفاً لتوجه أمين عام مجلس التعاون الخليجي الذي تسرع في إصدار بيانه دون انتظار لنتائج التحقيقات الجارية مع أعضاء التنظيم الإرهابي الذي ارتكب جريمته بتفجير الكنيسة البطرسية والذي راح ضحيته أكثر من 80 مصرياً ما بين قتيل ومصاب. ولا يساورني شك في ان بيان "الزياني" أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاء رضوخاً لضغوط مارستها عليه "دويلة قطر" التي تصر علي الاستمرار في غيها ومحاولة الوقيعة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين مصر.. وهذا لن يحدث لأن ما بين مصر ودول الخليج من علاقات أخوة وتعاون أقوي مليون مرة من أن تفسدها "دويلة قطر" أو جزيرتها العميلة. لقد عدت لقراءة بيان عبداللطيف الزياني الذي قال فيه أن دول مجلس التعاون الخليجي "منزعجة" للزج باسم قطر في تفاصيل جريمة تفجير الكنيسة البطرسية.. وأن هذا يعد "أمراً مرفوضاً" وزاد علي انزعاجه قائلاً: "إن التسرع في اطلاق التصريحات دون التأكد منها يؤثر علي صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية. لم يفطن بيان د. الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلي انه تحت ضغط "دويلة قطر" قد أجري تعديلاً بسيطاً في كلمات بيان الخارجية القطرية التي أبدت فيه انزعاجها من الزج باسم قطر في القضية.. كما أنه لم يفطن إلي أن الخارجية القطرية اعترفت في بيانها ان الرأس المدبر لجريمة تفجير الكنيسة البطرسية "مهاب مصطفي السيد قاسم" دخل دويلة قطر ومكث فيها لمدة ثلاثة أشهر. ومن حقنا ان نتساءل.. من الذي تسرع؟! هل هو دويلة قطر ومعها بيان الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي أم وزارة الداخلية المصرية التي كشفت تفاصيل الجريمة في أقل من 24 ساعة ومرتكبها والخلية الإرهابية التي دبرت وخططت ونفذت هذه الجريمة البشعة..؟! ان الخارجية المصرية لم تشأ ان ترد علي بيان الخارجية القطرية لأنه لا يستحق الرد عليه لأن أي صاحب عقل بسيط يستطيع ان يكتشف ما به من تناقضات واضحة وفاضحة لمن صاغه.. ومن أصدره.. لكن ان ينبري الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي ويتسرع ويصدر بياناً يزج فيه باسم دول مجلس التعاون الخليجي. وهو بيان معدل للبيان القطري الذي استنكفت الخارجية المصرية الرد عليه. لأن الزج باسم دول التعاون الخليجي هو خطأ ارتكبه بيان الزياني لأن الكل يعرف علاقة مصر ودول الخليج.. فبيان الداخلية المصرية لم يشر إلي دول المجلس.. ولكن أشار إلي دويلة جعلت أرضها مأوي للإرهابيين من كل صوب وحدب بل انها تمدهم بالمال والسلاح والإعمال الاستخباراتية الدنيئة.. فلماذا الزج باسم دول التعاون الخليجي في البيان؟! هل لتتراجع مصر عن كشف المخطط القطري.. أم ماذا؟! الإجابة عن هذه التساؤلات جاءت في بيان الخارجية المصرية الحاسم والحازم والكاشف الذي وضع النقاط فوق الحروف. لقد غاب عن بيان "الزياني" ان قادة دول الخليج استنكروا وأدانوا الجريمة وهذا العمل الإرهابي الجبان وأعلنوا وقوفهم هم وحكوماتهم وشعوبهم مع مصر وشعبها ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها.. وظهر ذلك جلياً في زيارة السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان للبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية في مقر الكاتدرائية بالعباسية ونقل له تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشئون السياسية والأمنية والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في ضحايا حادث التفجير الإرهابي. وأخيراً استطيع القول بأن بيان الزياني لم يحالفه التوفيق.. ولن يستطيع أحد الوقيعة بين دول مجلس التعاون الخليجي وشقيقتهم مصر. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر