كشفت تحقيقات نيابة حوادث جنوبالجيزة برئاسة عبدالحميد الجرف في انفجار الهرم والذي استشهد فيه 6 شرطيين وأصيب 3 آخرون ان منفذي الهجوم الإرهابي رصدوا الكمين الأمني وحجم القوات المشاركة فيه منذ أسابيع لاستهدافه. تبين من التحقيقات ان أفراد الكمين اعتادوا التمركز بذات المكان كل جمعة بخلاف عدم تغيير خطة القوات في التأمين واعتمادهم علي انتشار القوات بشكل واضح دون إجراء عمليات تمشيط أو تعقيم للموقع قبل الانتشار. أضافت التحقيقات ان الارهابيين زرعوا عبوتين ناسفتين شديدتي الانفجار تحتوي علي مادة ال تي ان تي وتم تفجيرهما عن بعد بواسطة جهاز تحكم عن بعد يرجح ان يكون هاتفاً محمولاً. انتقل فريق من نيابة حوادث جنوبالجيزة إلي موقع الحادث لإجراء المعاينة التي كشفت عن وجود شظايا القنبلتين وتم تجميعها بواسطة خبراء الأدلة الجنائية تمهيداً لفحصها وتحديد نوعية العبوات المستخدمة وكيفية تفجيرها. اشارت المعاينة إلي تناثر دماء الضحايا بموقع الحادث ووجود سيارتي ملاكي رقمي "ط م ي 648" و"ق م 7498" مهشمتين فضلاً عن تهشم زجاج إحدي سيارات قوات التدخل السيارات التي كانت ضمن القوة الأمنية التي تم استهدافها وتحطم واجهات المنازل المحيطة بموقع الحادث. وتبين من المعاينة وجود عدد من كاميرات المراقبة في مكان الحادث وتم التحفظ عليها لتفريغها للمساعدة في الوصول للجناة الذين قاموا بزرع القنبلة قبل قدوم أفراد الكمين. انتقل فريق من نيابة حوادث جنوبالجيزة إلي مستشفيات الشرطة بالعجوزة والهرم والقصر العيني للاستماع إلي أقوال المصابين. قال المجند رمضان محمد عراقي والذي أصيب في الحادث وتلقي العلاج بمستشفي الهرم ان القوة الأمنية كانت متمركزة بالقرب من مسجد السلام بشارع الهرم وبعد نشر الحواجز الحديدية بموقع الحادث ونزول القوات من السيارات وانتشارها فوجئ بصوت انفجار ضخم بعدها أصيب بشظايا في القدم والظهر والبطن وسقط علي الأرض ومن حوله زملاؤه بين مصابين وشهداء ثم جاءت سيارات الإسعاف وقامت بنقلهم إلي المستشفي. واستمعت النيابة إلي المصاب الثاني الذي قال ان مجهولين قاموا بزرع القنبلة وانهم لم يشاهدوا القنبلة وعندما اكتملت القوة الأمنية انفجرت القنبلة مما يؤكد ان الجناة كانوا علي مقربة من مكان الحادث وعندما انتشر أفراد الكمين قاموا بتفجيرها عن بعد. كما استمعت النيابة إلي أقوال عدد من شهود الواقعة في مكان الحادث والذين أكدوا أنهم استيقظوا علي صوت الانفجار الذي هز منطقة الهرم والمناطق المجاورة لها وهرعوا لمكان الحادث لإسعاف المصابين ونجحوا في حماية الأسلحة النارية التي كانت بحوزة الشهداء من الضياع. استمعت النيابة إلي أحد شهود العيان الذي قال إنه "سمع صوت انفجار ضخم فهرول مسرعاً ناحية الصوت فوجده في شارع الهرم المقابل للعقار الذي يقطن به فتوجه ناحية المكان حيث رأي شهداء ومصابي الشرطة وقد اغرقت دماؤهم مكان الحادث ولم يقدر علي الاقتراب منهم من صعوبة الموقف. أمرت نيابة حوادث جنوبالجيزة بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام بسرعة تحريات الأمن الوطني وتحديد منفذي ذلك الهجوم الإرهابي تمهيداً لضبطهم وإحضارهم وطلبت تقرير الأدلة الجنائية وخبراء المفرقعات حول المواد التي تم جمعها من موقع الحادث وكمية المواد المتفجرة المستخدمة ونوعية وطريقة التفجير. كان سكان منطقة الهرم قد استيقظوا في ساعة مبكرة أمس علي دوي انفجار هائل استهدف تمركزين أمنيين بجوار مسجد السلام أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة ضابطن وأمين شرطة و3 مجندين وإصابة 3 مجندين آخرين. والشهداء هم: ملازم أول أحمد عز الدين حسين من قوة قسم شرطة العمرانية وملازم شرف محمود نجيب محمد علي الحارثي والرقيب محمد محمود سعد الدين أبو بكر والمجند رجب عاطف عبدالرازق والمجند يوسف فرج عبدالعزيز والمجند عمر مصطفي محمد وجميعهم من قوات أمن الجيزة والمجندون الثلاثة المصابون هم: عبدالله محمد سالم ويتلقي العلاج بمستشفي الشرطة بالعجوزة ومحمود عبدالحميد حسن ويتلقي العلاج بمستشفي أم المصريين ورمضان محمد عراقي الذي يتلقي العلاج بمستشفي الهرم. وترأس اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة وفريق بحث بالاشتراك مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية لسرعة ضبط الجناة.