انطلق الحوار المجتمعى بالأزهر إلى المحافظات، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، تنفيذًا لتوصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.. وكانت «أسيوط» أول محطة بالصعيد.. وقد تجاوب الشباب، وغيرهم ممن يمثلون مختلف الفئات العمرية مسلمين ومسيحيين، وطرحوا مقترحاتهم، وأسئلة كثيرة أجاب عليها د.عباس شومان وكيل الأزهر، والمحافظ ياسر الدسوقى، ود.محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والقمص بطرس بطرس مساعد مقرر لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة، ود.أسامة عبدالرؤف نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط. استهل د.شومان حديثه للشباب قائلاً: ماجئنا واعظين بل محاورين.. ننصت إليكم، ونجيب على أسئلتكم، ونقل للحاضرين تحيات شيخ الأزهر. اقترح أبناء أسيوط إنشاء مجلس قومى للشباب برئاسة فضيلة الإمام الأكبر، والترويج للسياحة الدينية، وتعميم تدريس مادة الثقافة الإسلامية بمختلف مراحل التعليم.. وتساءلوا: لماذا لم يصدر الأزهر بيانًا للرد على الشيخ محمد عبدالله الشهير ب«ميزو» الذى ادعى أنه «المهدى المنتظر»، وكيف نقضى على فوضى الفتاوى، وما آليات مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة.. وهل «بيت العائلة» مجرد جلسات عرفية تخرق القانون.. وهل لجنة «المصالحات» تعفى المجرمين من العقوبة.. ومتى تنتهى المركزية بقطاعات الأزهر ؟ دعا د.أحمد ماهر، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم بجامعة أسيوط، إلى تشكيل مجلس شورى الشباب، حتى تدخل الأفكار حيّز التنفيذ، ويسهم الجميع فى بناء مصر.. وقال عقيل إسماعيل، عضو اتحاد شباب أسيوط،: حان الوقت لتشكيل مجلس قومى للشباب، برئاسة شيخ الأزهر.. مطالبًا بالترويج للسياحة الدينية، وتعميم تدريس مادة الأخلاق، بدءًا من الروضة حتى التعليم الجامعى، بما يسهم فى ترسيخ القيم الدينية، والأخلاقية، والوطنية.. وأكدت إيمان طلعت، عضوة اتحاد شباب أسيوط، ضرورة تعميم تدريس مادة الثقافة الإسلامية، بمختلف مراحل التعليم العام والأزهرى، لحماية الطلاب من الانزلاق إلى فخ التطرّف والإرهاب.. وأشارت ريهام عبدالرحيم طالبة بكلية العلوم بجامعة أسيوط، إلى أهمية مواجهة فكر الجماعات الإرهابية، بنشر المنهج الأزهرى الذى يعكس الفهم الحقيقى للدين الحنيف.. متسائلة عن آليات الأزهر فى تفكيك الفكر الضال.. وطالب عبدالله كامل عضو اتحاد شباب أسيوط عن ذوى الاحتياجات الخاصة، وكيل الأزهر بدمج متحدى الإعاقة فى أنشطة بيت العائلة. أكد د.شومان، أن الأزهر لا يصدر بيانًا للرد على كل من هب ودب؛ إذ لا يجب الانشغال بالصغائر، واستنزاف الوقت والجهد فى مهاترات رخيصة، خاصة أن هناك أعباء ضخمة تضطلع بها مشيخة «العلم والإسلام»، وتركز على قضايا الأمة، وأن الشعب المصرى يستطيع التفرقة بين الحق والباطل.. وقال: نعم، نعانى فوضى الفتاوى، التى لن تنتهى إلا بقانون يمنع غير المتخصصين من الإفتاء.. موضحًا أنه ليس كل من تخرج فى الأزهر، قادر على الإفتاء.. أشار د.عفيفى، إلى أنه تم تشكيل لجان للفتوى بالأزهر، بمختلف المحافظات والمدن والقرى، مع التأهيل العلمى الواجب للمفتين، لقطع الطريق على أدعياء الفتوى. أضاف د.شومان أن فضيلة الإمام الأكبر حريص على تفتيت المركزية، وأن هناك صلاحيات واسعة لرؤساء المناطق الأزهرية. قال إن «بيت العائلة» تجربة مصرية متفردة، وأن العالم يحسدنا عليه، وقد طلبت دول عديدة مساعدتهم فى تطبيق هذه التجربة.. مشددًا على أن «بيت العائلة» ليس مجرد جلسات عرفية، وأنه ليس بديلاً عن القانون.. وأشار د.عفيفى، إلى أن هناك خارطة عمل فى «بيت العائلة» تستهدف الجانب المجتمعى والقيمى، وتحقيق التقارب بين الرموز الدينية، من خلال رؤية علمية، تراعى احترام سيادة القانون. أكد د.شومان، أن لجنة «المصالحات» بالأزهر، لاتعفى المجرمين من العقوبة، بل تختص بإنهاء الخصومات الثأرية، وحقن الدماء، وإرساء السلام الاجتماعى، بمراعاة اختصاص القضاء فى معاقبة المتورطين. أوضح أنه يجرى التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للجامعات، لتعميم تدريس مادة الثقافة الإسلامية التى تم إقرارها بالتعليم الأزهرى، لتحصين طلاب المدارس والجامعات من الفكر المتطرف، وقد طلبتها عدة دول خاصة الخليج، حيث تفند كل الشبهات، وتسهم فى ترسيخ القيم الأخلاقية والدينية والوطنية. أضاف أن للأزهر مسارات عديدة فى مواجهة الفكر المتطرف.. مشيرًا إلى المرصد الإلكترونى الذى يعمل على مدار الساعة، ويرد بمنهج رصين على أى مغالطات يثيرها الإرهابيون، وينشر الردود العلمية بكل اللغات.. وسيتم قريبًا افتتاح مركز فكرى عالمى للإفتاء، بأحدث وسائل الاتصال التكنولوجى.. وأعلن إنشاء لجنة لذوى الاحتياجات الخاصة فى بيت العائلة. حذر د.شومان، الشباب من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى كمصدر وحيد للمعرفة.. فهناك معلومات مشوهة، ومحرفة.. وأشار إلى أن مصر جرحت من أبنائها، وقد تضررت منظومة الأخلاق كثيرًا.. مؤكدًا أن الأزهر لا يبتدع أحكامًا، ولا يوائم ظروفًا سياسية، بل ينشر تعاليم الإسلام، ويدعو إلى المحبة والسلام، فالناس إما أخوة فى الدين أو أخوة فى الإنسانية، وأن الأديان كلها بريئة من الإرهاب وإراقة الدماء. أكد د.عفيفى، أن الأزهر يرعى الحوار محليًا وإقليميًا ودوليًا، ويدرك أن الشباب مستقبل كل أمة، ولاينبغى التقليل من مكانتهم، وآرائهم، بل ينبغى الإنصات إليهم فى حوارات ميدانية مفتوحة بكل المحافظات.. مشددًا على أنه لا عصمة للأزهر، بل إنه يتقبل النقد الموضوعى الهادف. قال المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط، إن هدفنا الحفاظ على الهوية المصرية والثوابت الدينية، وفضح أكاذيب الإرهابيين.. موضحًا أن الإرهاب لايفرق بين المسلم والمسيحى، وأن كل الأديان تدعو إلى التعايش المشترك والتسامح والمحبة. أكد د.أسامة عبدالرؤف، نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط، أهمية الحوار المجتمعي الذي أطلقه الأزهر، برعاية الإمام الأكبر، حيث تعيش مصر أزمة حقيقية بسبب ظهور أفكار العنف التي تستهدف أرواح الأبرياء.. مشيرًا إلى أن أصحاب هذه الأفكار ينسبونها للأديان وهي منها براء. قال القمص بطرس بطرس، مساعد مقرر لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة،: مصر وطن يعيش فينا، وهى مصونة من الله، وستنتصر دائمًا، وأن جوهر الوطنية هو الولاء للوطن والعمل بإخلاص، وإعلاء مصلحة مصر فوق كل الاعتبارات، وأن حب الوطن جزء من الدين.