بعد غد تبدأ ثالث جلسات المحاكمة التاريخية أو محاكمة القرن.. محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ورءوس أركان نظامه السابق حبيب العادلي. وزير الداخلية الاسبق وحسن عبدالرحمن "أمن الدولة" وأحمد رمزي "الامن المركزي" واسماعيل الشاعر "أمن القاهرة" وعدلي فايد "الأمن العام" وأسامة المراسي "أمن اكتوبر" وعمر الفرماوي "أمن الجيزة". يمثل الجميع داخل قفص واحد لكن من المحتمل ان يتم فصله إلي حجرتين إحداهما لمبارك ونجليه والثانة للعادلي ومرءؤوسيه. كثير من المراقبين يؤكدون ان المحاكمة الفعلية ستبدأ بجلسة بعد غد بعد ان قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت وعضوية المستشارين أحمد عاصم بسيوني وهاني برهام وأمانة سر عبدالحميد بيومي ضم قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها رءوس النظام الأمني السابقين ومبارك ونجليه ورجل الاعمال الهارب حسين سالم. بعد ان انتهت مرحلة الاجراءات الشكلية قالوا ان الصراع سيكون بين المتهمين ودفاعهم علي إثبات من أصدر أوامر التعامل مع المتظاهرين بالرصاص الحي والمسئول عن حالة الانفلات الأمني التي أصابت مصر بشلل كامل لا مثيل لها وكذلك المسئول عن فتح السجون وخروج آلاف المساجين والمسجلين خطر منها ومن أقسام الشرطة ليتهدد أمن الوطن والمواطن المصري. يواجه المتهمون اتهامات متعددة تتراوح بين قتل المتظاهرين خلال أحداث يناير بالنسبة لمبارك وأركان نظامه الأمني والتربح والإضرار العمدي بالمال العام وتصدير الغاز لإسرائيل بالنسبة لنجلي مبارك وحسين سالم رجل الأعمال الهارب في اسبانيا. من المنتظر أن تبدأ المحكمة الاستماع إلي أربعة من شهود الاثبات بعد ان كلفت النيابة باستدعائهم في جلسة بعد غد وهم حسين سعيد موسي وعماد بدر وباسم محمد ومحمود جلال عبدالحميد وبعضهم من ضباط الشرطة الذين كانوا مكلفين بإرسال الاوامر الصادرة إليهم إلي الجهات الامنية المختصة. تم فض جميع الأحراز الخاصة بالقضيتين وسمحت المحكمة للدفاع علي مدي أكثر من أسبوعين بالاطلاع عليها وتصويرها والاستجابة لطلبات الدفاع عن المتهمين والمدعين بالحق المدني والذين كان أهم طلباتهم ضم قضيتي قتل المتظاهرين. حالة الفوضي والهرج والمرج التي سادت الجلستين السابقتين بسبب عدم التنظيم والتنسيق بين المدعين بالحق المدني وحالة الشو الاعلامي التي أصابتهم والتي أثارت استياء المحكمة والمتابعين للمحاكمة مما اضطر المحكمة إلي إصدار قرارها بعدم بث المحاكمة علي الهواء ستنتهي علي الأرجح. وبالطبع لا يجوز قانوناً الاستماع الي شاهد في حضور آخر حتي لا تكون الشهادات نسخة واحدة تؤثر علي نظر الدعوي. من المنتظر أيضا ان يحضر الرئيس السابق مبارك الجلسة من مقر محبسه بالمركز الطبي العالمي بطريق الاسماعيلية بعد ان فشلت جميع المحاولات السابقة المشروعة وغير المشروعة في اتخاذ مرضه ذريعة لعدم حضوره جلسات المحاكمة وبعد ان تأكد الجميع عبر الشاشات ان صحة مبارك جيدة. من المنتظر ان تشهد الجلسة القادمة أيضاً حضور مبارك بزي ابيض وهي ملابس الحبس الاحتياطي بعد أن أثار ارتداؤه في الجلسة السابقة ملابس زرقاء جدلاً كبيرا بين المتابعين للمحاكمة وترتب عليها اجراءات تحقيق لم يعلم عنها أحد شيئاً وسيحضر العادلي بملابس السجن الزرقاء لسابق الحكم عليه في قضيتين سابقتين بينما سيحضر عبدالرحمن ورمزي وفايد والشاعر بملابس الحبس البيضاء أما المراسي والفرماوي سيحضران بملابسهما المدنية نظرا لإحالتهما إلي المحاكمة مخلي سبيلهما. عشرات من الاعلاميين تقدموا لاستخراج تصاريح لمتابعة القضية وكذلك اقارب الضحايا والمتهمين.