الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السيسي لدولة الإمارات العربية الشقيقة وتستمر يومين تأتي في وقت مهم. وكل المصريين والأشقاء في المملكة العربية السعودية ينتظرون منها حدثاً واحداً مهماً وهو لقاء الرئيس السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لرأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين الدولتين خلال الأشهر الأخيرة. هدف الزيارة -كما ذكر بيان رئاسة الجمهورية- هو المشاركة في احتفال دولة الإمارات الشقيقة بالعيد الخامس والأربعين لقيام الدولة علي يد المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان له الفضل أيضاً في تأسيس مجلس التعاون الخليجي واستضافت أبو ظبي عام 1985 أول اجتماع لهذا المجلس. بالإضافة إلي مناقشة تطوير العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين مع مسئولي دولة الإمارات وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلي للقوات المسلحة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. ودولة الإمارات العربية لها مواقفها النبيلة تجاه مصر كما لا ينسي أبناؤها مواقف مصر النبيلة أيضاً تجاهها. وكما ذكر السفير جمعة مبارك الجنيدي سفير الإماراتبالقاهرة في احتفال السفارة الليلة الماضية بالعيد القومي فإن مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لاتحاد الإمارات العربية. والإمارات أيضاً تدعم مصر وتقف معها علي مر الأزمان. الكل تابع الزيارة الخاطفة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي لمصر واستقبله خلالها الرئيس السيسي بمطار القاهرة في مطلع الشهر الماضي وأكد خلالها الشيخ محمد بن زايد الحرص علي مواجهة محاولات شق الصف العربي. ثم غادر القاهرة من المطار متوجهاً إلي المملكة العربية السعودية. أيضاً التقي الرئيس السيسي مع الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة علي هامش القمة العربية الأفريقية التي عقدت منذ أيام بالعاصمة الغينية مالابو وناقشا الأزمة العابرة بين مصر والسعودية ومحاولات الكويت الشقيقة لم شمل الدولتين الكبيرتين. هذه الجهود التي بدأت منذ أكثر من شهر تؤكد أن الإمارات الشقيقة تسعي للم الشمل المصري السعودي من جديد بالشكل الذي تم تتويجه بحضور الرئيس السيسي العيد الوطني بالإمارات وفي أغلب الظن أن الملك سلمان سوف يشارك أيضاً في هذه الاحتفالات بما يتيح الفرصة للقاء الشقيقين وإذابة أي خلاف وإعادة العلاقات المصرية السعودية إلي سابق عهدها. نتمني وننتظر بفارغ الصبر أن نري اليوم وليس غداً صورة تجمع الرئيس السيسي وشقيقه خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الإمارات العربية الشقيقة. فهذه الصورة ستكون رسالة قوية لكل القوي الساعية لبث الفرقة بين مصر والسعودية حائط الصد الأخير ضد محاولات هدم الكيان العربي.