فوجئ المشاركون في حفل افتتاح ملتقي القاهرة الدولي الرابع للشعر علي المسرح الصغير بدار الأوبرا أمس بغياب د. أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة. منظم المؤتمر. وصعود د. هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب لإلقاء كلمة أمين عام المجلس بعد أن أصدر حلمي النمنم وزير الثقافة قرارا له بتسيير أعمال المجلس. وقد تردد أن الوزير أعفي أمل الصبان من منصبها علي خلفية اتهامها بمخالفات مالية في حين ذكر البعض انها اعتذرت عن عدم الاستمرار في المنصب. كانت أنباء قد ترددت حول حصول د. أمل الصبان علي مكافأة قدرها 30 ألف جنيه نظير إشرافها علي لجان فحص جوائز الدولة مع العلم بأن أغلب الأمناء السابقين كانوا يتقاضون نفس المكافأة باستثناء د. سعيد توفيق الذي أكد أنه رفض الحصول عليها واعتبرها غير قانونية ود. أبوالفصل بدران الأمين العام السابق. والسؤال الذي يتردد هل اعتذرت أمل الصبان فعلا أم أن الوزير هو الذي أعفاها وإذا كان الوزير قد فعلها علي خلفية ما اعتبره مخالفات مالية فما الإجراءات التي سيتخذها حيالها. ولماذا أمل الصبان بالذات وهناك وثائق تم نشرها تشير إلي وقائع فساد بمؤسسات الوزارة ومنها هيئة قصور الثقافة. وعلمت "المساء" أن حلمي النمنم قام بتشكيل لجنة لمراجعة ما أثير بشأن مكافآت أمين عام المجلس ولكنه تحت ضغط أحد الأجهزة الرقابية قام بتعديل تكليف اللجنة ليشمل مراجعة أعمال الإدارات المالية والإدارية التي اتخذت قراراتها منذ أن تولت أمل الصبان منصب الأمين العام. وربما يطال الأمر واقعة عبدالعزيز محروس المراقب المالي المعين من قبل وزارة المالية والذي سبق للوزير إصدار قرار بسفره إلي إيطاليا باعتباره مديرا للحسابات في ديوان عام الوزارة علي خلاف الحقيقة. ولم تحقق أي جهة في هذا التزوير حتي الآن.. فهل ستقوم اللجنة التي شكلها الوزير بإدانة الوزير نفسه؟ المعروف أن هناك اتهامات تلاحق العديد من المسئولين في الوزارة خاصة المنضوين تحت لواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير أو كما يطلقون عليه الوزير الفعلي للثقافة. وفي افتتاح الملتقي قال حلمي النمنم وزير الثقافة "إن اختيار الملتقي لعنوان "الشعر ضرورة" يؤكد أنه ضرورة حياة لنا جميعا مصريين وعربا. فالشعر ديوان العرب وسيظل رغم نجاح الرواية العربية" موجها التحية إلي اللجنة العلمية لملتقي القاهرة الدولي للشعر في دورته الرابعة لاختيارها هذا العنوان. وأضاف وزير الثقافة ان تأسيس هذا الملتقي جاء بناء علي دعوة من الأديب العالمي نجيب محفوظ عقب نجاح ملتقي الرواية العربية إيمانا منه بأن الشعر هو ديوان العرب مؤكدا أن الحرائق في البلدان العربية المجاورة تؤكد اننا بحاجة إلي الشعر والشعراء لأن الشعراء هم نبض الناس. مشيرا إلي أن حصول شاعر علي جائزة نوبل في الآداب لهذا العام يؤكد أن الشعر ضرورة إنسانية. وقال د. هيثم الحاج علي ان هذا الملتقي يعد واحدا من أهم الفعاليات الثقافية التي تتمحور حول عماد العربية وسيظل الشعراء هم مؤشرات البوصلة التي تتجه بالضرورة نحو المستقبل وشدد علي أن مصر تجتاز واحدة من أهم مراحلها التاريخية لتعود مركزا للإشعاع الحضاري والثقافي في الوطن العربي.