في حواره لوكالة الأنباء البرتغالية بمناسبة زيارته الحالية للشبونة.. وضع الرئيس السيسي نقاطاً واضحة فوق الحروف الغائمة التي يتشكل منها تعبير "مكافحة الإرهاب". ہ النقطة الأولي.. دعوته لتشكيل "اتحاد عالمي ضد الإرهاب" لمكافحة تنظيم داعش.. وقد حدد الرئيس خمس حيثيات للدعوة منوها فيها إلي مخاطر عدم الاستجابة لها: 1- إن الإرهاب ليس موجوداً في العراقوسوريا وليبيا فقط وهي المناطق المشتعلة فعلا علي الأرض.. فقد يكون غداً في أرض جديدة لأن أيديولوجيته هي مهاجمة العالم كله. 2- إن سيطرة العراق علي مدينة الموصل والهزائم العسكرية التي لحقت بداعش في سوريا وأرض الرافدين قد تدفع عناصره الإرهابية للفرار إلي دول أخري فيتسع نطاق المواجهة.. ومن ثم يجب العمل الجماعي لمنع هؤلاء الإرهابيين من إيجاد ملاذ آمن لهم. 3- إن أوروبا لديها مخاوف من الهجرة غير المشروعة واللاجئين.. لكن المفروض أن يتم علاج "المرض" وهو الإرهاب جنباً إلي جنب أو قبل "العرض" وهو ما تتسبب فيه العمليات الإرهابية من نزوح وهجرة ولجوء.. نعم.. المرض قبل العرض.. تعبير بليغ جداً يلخص الحدوتة كلها. 4- علي المجتمع الدولي أن يعمل وفق استراتيجية واسعة النطاق علي مستويين: الأول.. أمني. والثاني اقتصادي اجتماعي وفكري مما يغير من شكل الحياة إلي الأفضل في المجتمعات التي تواجه الإرهاب وتحصين الناس فيها من الأيديولوجية المتطرفة التي تنتهجها هذه التنظيمات. 5- تقديم المزيد من الدعم للدول التي تحارب التنظيمات الإرهابية أياً كانت مسمياتها.. ومن المؤكد أن الرئيس لم يقصد الدعم المادي فقط بل أيضاً التسليحي واللوجيستي والاقتصادي. ہ النقطة الثانية وهي مرتبطة بالأولي وكاشفة لها.. حيث ضرب الرئيس مثلا بمصر التي تحارب الإرهاب في سيناء.. وقد ركز فيها علي أمرين: 1- التشديد علي أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا ثواراً أو متمردين - وليسوا أيضاً معارضين ياسيادة الرئيس - لكنهم إرهابيون بكل ما تحمل الكلمة ولا يجوز أو يعقل وصفهم بأقل من ذلك وإلا أصبح خطأ فادحاً يميع الأمور ويزيف الحقائق. 2- إن تعداد مصر 92 مليون نسمة بما يفوق عدد سكان سورياوالعراق وليبيا مجتمعة وهي الدول المتواجد فيها داعش الآن.. وتساءل: ماذا لو خرجت الأمور عن نطاق السيطرة في مصر - لا قدر الله - ماهو حجم الهجرة غير المشروعة في ذلك الوقت.. وما هو عدد الضحايا - استشهاداً أو إصابة أو تشريداً أو لجوءا - نتيجة ذلك علي المستويين المحلي والعالمي؟؟.. هل تتخيلون الموقف؟؟.. طبعاً كارثة إنسانية وتهديد حقيقي للسلام العالمي. ہ النقطة الثالثة: هي ضرورة وضع معايير صارمة تجاه الدول الداعمة للإرهاب مالياً وتسليحياً.. الرئيس لم يذكر هذه الدول لأنها معروفة بالاسم وبحجم الدعم الذي تقدمه للإرهاب سواء في الدول الثلاث المشتعلة أو سيناء. نعم.. لابد من محاسبة بل ومعاقبة أي دولة يثبت دعمها للإرهاب وفق الفصل السابع والقبض علي قادتها ومحاكمتهم بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية للشعوب. نعم.. لابد من زيادة الدعم المادي والتسليحي واللوجيستي والاقتصادي للدول التي تحارب الإرهاب نيابة عن العالم حتي تكون لديها القدرة علي الاستمرار في المواجهة. نعم.. ونعم.. ثم نعم.. لابد من تشكيل اتحاد عالمي ضد الإرهاب يختلف شكلا ومضمونا عما يسمي "التحالف الدولي" الحالي والذي ينتهج سياسة عسكرية بحتة.. اتحاد عالمي يجفف فعليا منابع تمويل التنظيمات الإرهابية ويحرمها من أي ملاذ آمن لها ويواجه الإرهاب أمنياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً ويعالج "المرض" قبل "العرض".. أكرر.. المرض قبل العرض يامن تتبنون "سياسية جحا".. تتغافلون عن هذه التنظيمات الإرهابية وخطورتها باعتبارها بعيدة عن دياركم وتقفون علي شعور رءوسكم ضد المهاجرين والنازحين بسبب الإرهاب. اعلموا.. أن الإرهاب إذا كان اليوم بعيداً عن أراضيكم.. فإنه غداً سيكون في شوارع عواصمكم إذا لم تتحدوا ضده بجد.. احذروا واستمعوا لصوت العقل ولو مرة قبل فوات الأوان. اللهم اهدهم فإنهم لا يعلمون.