الإسماعيلي في هدنة.. بعد أن بذل المحافظ اللواء جمال إمبابي جهوداً كبيرة في الأيام الماضية. للتوصل إلي نقاط توافقية حتي يستمر المهندس يحيي الكومي في رئاسة الإسماعيلي لمدة عام.. وذلك بعد أن تخلي كل رجال الأعمال. المنتسبين "اسماً" إلي الدراويش. وعندما دعاهم إمبابي للقيام بواجبهم مع النادي الإسماعيلي. وانقاذه من "غرقه" ديونه. لم يحضر أحد.. وتخلو جميعاً عن الدعوة. ولم يحضر سوي "الكومي" الذي أظهر حسن نواياه تجاه النادي الإسماعيلي. ولأنه يحمل ملامح لخطة عمل حقيقية. وليس "شوية" انفعالات عشوائية. مرتبطة أحياناً بالمصالح الشخصية. لا أقول إن "الكومي" هو المنقذ للدراويش. إلا أنه الوحيد الذي قدم خطوات عملية للمساعدة واخراج الإسماعيلي من أزمته.. بينما الآخرون يحركون الدمي من خلف الكواليس. ويثيرون الأزمات. ولا يجرؤون علي المواجهة. والظهور أمام الجماهير بحلول عملية. لانقاذ النادي من مشاكله المتراكمة والصعبة. والتي أجبرت المجلس المنتخب برئاسة نصر أبو الحسن علي الاستقالة من قسوة هذه المشاكل. بحكم أنني شرقاوي. ومرتبط وجدانياً بالإسماعيلية "الجار الجنب" والدراويش "برازيل مصر".. فإنني أعطي لنفسي ولقلمي الحق في اقتحام الواقع في النادي الإسماعيلي ومدينة الإسماعيلية.. التي تتعامل مع أوهام قديمة لم يعد لها قيمة في هذا الزمن.. مثل الحديث عن "العثمانيين". ودورهم الواجب في إدارة الإسماعيلي.. وتصور جماهير الدراويش. أن "العثمانيين" وحدهم يملكون أطواق النجاة. دون غيرهم.. وهذه مقولة عفا عليها الزمن "مع كامل الاحترام للعثمانيين".. ذلك أن هناك متغيرات عديدة في البلاد. جعلت أدوارهم تتراجع. وأن الدور الكبير الذي بدأه الراحل الكبير عثمان أحمد عثمان. لم يعد هناك من يقوم به الآن. وليس في ذلك أي تقليل لكل من ينتمي لهذه الأسرة العريقة. ولكنه تعامل مع الواقع. ومحاولة لاخراج جماهير الدراويش. بأن حلول الإسماعيلي مقفولة علي العثمانيين. الإدارة الحديثة في الأندية تتطلب أفقاً أوسع. وليس مجرد رجل رأس مالي. يتبرع أحياناً ويداين ناديه أحياناً أخري.. وإذا كان الكومي وافق علي التبرع بخمسة ملايين جنيه. فليس في هذه الخطوة كل الحل.. فالحل الأمثل يأتي بعد ذلك. مع إدارة ذكية ومتفتحة علي العالم من حولها.. إدارة قادرة علي تنمية موارد النادي.. وبالمناسبة "الموارد" لا تأتي فقط من بيع اللاعبين ونجوم الفريق. ولكن من الاهتمام بالتفريخ من قطاع الناشئين. والتسويق الذكي والجيد لاسم الإسماعيلي الكبير. داخل مصر وخارجها. ومن البعد عن المجاملات. واهدار موارد النادي "البسيطة" في مجاملات باهظة الثمن.. وأيضاً في حتمية أن يدفع كل واحد من محبي الدراويش حصته في تنمية هذه الموارد. وأبسط مثال الدخول المجاني والعشوائي للمباريات. والاتاوات التي تفرض علي الإدارة.. وتلك ظاهرة موجودة في أغلب الأندية. بما فيها الأهلي والزمالك. أناشد جماهير الإسماعيلي. أن تغير من ثقافتها وأن تتعامل مع عشقها للدراويش بعقلية محترفة.. ولديها المثال الأكبر. ذلك أن القيادة الفنية للفريق الأول الآن. بقيادة حسام وإبراهيم حسن أبرز نجوم الأهلي والزمالك السابقين. والذي سبق له أن خطف البسمة من تلك الجماهير في ملعبها بالإسماعيلية.. ولكنه الآن. كمدرب محترف. سيقاتل ليجعل الإسماعيلي في أحسن حال ومنافساً قوياً علي البطولات.. ووجود حسام وإبراهيم حسن يحسب أيضاً للمهندس يحيي الكومي. الذي اشتري الغالي جداً حتي يكون الإسماعيلي نداً للجميع. وليس بأقل من الأهلي والزمالك. خاصة علي مستوي المدير الفني.. ويبقي أن ينجح الكومي مع إمبابي في اختيار مجلس إدارة صادق النوايا. وليس مجرد "حشو" لكراسي المجلس.