لا أجد مبرراً لحالة الفزع التي أصابت البعض من ظهور الإسلاميين في المشهد السياسي وهو أمر يؤكد أننا مازلنا بعيدين عن المفهوم الحقيقي للديمقراطية ولم نصل إلي النضج السياسي الملائم للتحولات الكبري التي تشهدها البلاد. للأسف عودنا النظام السابق علي الرعب من كل ما هو إسلامي دون أن نتوقف قليلاً لنبحث وننقب عن السبب. فالكثيرون يعلمون أن "فوبيا الإسلام" فكرة غربية تم تصديرها إلينا بمعرفة رجال النظام الذين تفننوا في اللعب بورقة الجماعات الإسلامية واستخدامها كفزاعة.. تارة للداخل وأخري للخارج حسبما تقتضي الظروف بما يحقق مصلحة النظام الذي فعل كل شيء ليظل جاثماً علي صدورنا. إذا كنا بصدد الحديث عن التحول الديمقراطي بمفهومه الكبير الشامل فلا يليق أن نرفض تياراً أياً كان توجهه ونحاول اقصاءه عن الساحة سواء اتفق مع فكر البعض أو اختلف.. ويجب أن نتخلص من الإرث البغيض الذي حارب مبدأ التعددية والمشاركة في الحياة السياسية لتمرير سيناريو التوريث بلا معارضة. اتركوا الحكم لصناديق الانتخاب وللمواطنين أصحاب الرأي الأول والأخير فيمن يحكمهم وإلا سنظل ندور في فلك النظام السابق مع اختلاف الوجوه. *** ما أحوجنا ونحن في هذه الأيام المبارك أن نتخلص من الشحناء والبغضاء مستلهمين قول سيد الخلق صلي الله عليه وسلم "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.