* يسأل أحمد عبده صالح "جزار" بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية: ما رأي الدين في نشر الآيات القرآنية وبعض الأدعية الدينية عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك تويتر" وغيرها. ويشير فيها إلي أن من لم يقم بنشرها يصاب بأذي في ماله ونفسه. ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إن نشر الخير علي صفحات التواصل الاجتماعي من أبواب الخير العظيمة. ولو علم المرء نتائج مشاركته الطيبة. لسعي لها سعيها محموداً. لأن نشر المعلومات الشرعية عليها مجري الحسنات الجارية. والحسنات الجارية هي التي تستمر بعد الممات. فعسي أن يكون ما يتم نشره سبيلاً لذلك. قال صلي الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له". ولكن يشترط في الصدقة الجارية أن تعود علي الناس بالخير. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتي النملة في جُحرها. وحتي الحوت . ليصلون علي معلم الناس الخير". ولكن يلاحظ ان البعض علي صفحات الفيسبوك يسعي سعياً حثيثاً إلي معصية الله؛ لا يكتفي بذنوبه. بل يحب أن يجاهر بها. ويقوم بمشاركة الآخرين في أوزارهم ويسعي لرضاهم. وهو لا يعلم انه يحمل سيئاتهم. ولقد قال الله تعالي: "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون" "سورة النحل: 25". وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من دعا إلي هدي. كان له من الأجر مثل أجور من تبعه. لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلي ضلالة. كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه. لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". فمن يدل علي الخير ينل أجر من يتبع هذا الخير. ومن يكن سبباً في جلب الشر للناس واكتسابهم للوزر يحمل أوزارهم. والكذب علي الله من أخطر وأشد أنواع الكذب. قال تعالي: "ومن أظلم ممن افتري علي الله كذباً أولئك يعرضون علي ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم ألا لعنة الله علي الظالمين" "هود: 18". والكذب علي الله تعالي يتضمن القول عليه بغير علم. كوصفه بأوصاف لم يصفه الله بها نفسه. ولم يصفها بها رسوله صلي الله عليه وسلم؛ فهذا من الكذب. كما ان التقول علي الله في أحكامه بلا علم من أعظم الكبائر. لقوله تعالي: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون" "الأعراف: 33". وأعظم منه التقول علي الله بخلاف حكمه مع العلم. فإن فيه نوعاً من المكابرة والمعاندة. وهو من أعظم أسباب الخسران وعدم الفلاح. قال تعالي: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون" "النحل: 116". قال ابن القيم في إعلام الموقعين: "حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء. وجعله من أعظم المحرمات.. وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله. وفي دينه وشرعه.. وانه لا يجوز للعبد أن يقول: هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم ان الله سبحانه أحله وحرمه". فاحرص كل الحرص علي معرفة وادراك ان قيامك بالكتابة والمشاركة والاعجاب والنشر علي الفيسبوك له عاقبتان. فاختر إحداهما: عاقبة الخير الكبير بنشر الخير والعلم النافع. وهو طريق للجنة. وباب للحسنات الجارية التي تستمر بعد الموت. فلا ينقطع عمل المرء وهو في أشد الحاجة لنيل الثواب والحسنات. وعاقبة الشر المستطير بنشر المخالفات الشرعية والمنكرات. وهو باب للسيئات الجارية التي تستمر بعد الموت الذي لا يعلم المرء متي يكون. فلا تقم بنشر إلا ما يسرك أن تراه في صحيفتك يوم القيامة. واسأل نفسك قبل النشر: هل هذا في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات؟ هل نشرك لهذا العمل يقربك من الجنة أم يقربك من النار؟.